كلما تصفحت جريدة الكترونية حول أخبار الريف و إلا سمعت مأساة وراء مأساة، منه ما هو آدمي وما هو طبيعي، إلا أن الآدمي يغلب في غالب الأحيان. هكذا سمعنا و عشنا من بعيد إحتراق خمس شبان في مستهل العمر داخل الوكالة البنكية، إعتقالات بالمجان، العنف المادي و الرمزي الذى تسبب فى وفاة أقارب المعتقلين السياسيين. إضافة إلى مرض السرطان الخبيث الذي يزهق أرواح العزل و المغلوب على أمرهم، و آخر حالة موت كانت فتاة من آيت بوعياش، زد على ذلك حالات السرطان في أدغال جبال الريف، أين لا يصل السلكي و اللاسلكي، هذه الحالات لا نسمع عنها إلا إذا أخبرنا عنها فلان في السوق الاسبوعي. أما ظاهرة الانتحار فقد أخذت منحى تصاعدي ، تقريبا كل أسبوع نسمع عن حالة موت غير طبيعية. قبل أن نخوض في الاسباب التي تؤدي بهؤلاء الشباب إلى التفكير في الموت كحل إصتئصالي لمحنتهم السيكلوجية لا بد أن نؤكد بأنها أسباب اجتماعية محضة، و ان كانت لها إرتباط مباشر بما هو نفسي نظرا لأن هذه الظاهرة تدرس في علم النفس الاجتماعي. كل ما يثير إنتباهي و هو إستنجادنا ببعض الجمعيات و المجالس المركزية من أجل الوقوف على معانتنا، محنتنا و لتقصي الحقائق الكاملة، رغم أنه نعرف كامل الحقيقة عن نوع هذه المنظمات التي لم تنجز و لو تقرير سنوي يخص ملف حقوق الإنسان بالمنطقة، و ما بالكم أن تراسل المنظمات الدولية لتقصي الحقائق ومتابعة الجناة الحقيقيين. و كيف يعقل لموقع مخزني كهسبريس أن ينور الرأي العام عن مأساة التعذيب في مخفر الشرطة بمدينة الحسيمة. بالنسبة إلى الاحداث الاخيرة، كل من استشهاد كريم لشقر في مخفر الشرطة بمدينة الحسيمة، و مدى إعتقال ناشط أمازيغي و نقابي بنفس المدينة. فإنها لا تخرج عن نطاق هذه الثلاثية بشكل مباشر أو غير مباشر. إن لم نصنع ذاتننا في جميع المجالات، الإعلامية، النقابية، الحقوقية و حتى السياسية. فلا أحد ينوب عنا ويهتم بشؤوننا.