مكتب ناظورسيتي بالحسيمة : توفيق بوعيشي – أيوب الصاخي وقفت جمعية الريف لحقوق الانسان على مجموعة من الخروقات المرتكبة في حق المهاجرون المنحدرون من إفريقيا جنوب الصحراء بجهة الريف في تقرير مفصل قاتم ، صيغ في اجتماع لها بمدينة الحسيمة. وقد سردت الجمعية هذه الخروقات مفصلة في تقرير تتوفر ناظورسييتي على نسخة منه من خلال ثلاثة مراحل إبتدأت بمرحلة قيام السلطات الامنية بالحملات التمشيطية في الغابات و الأحياء و ما يرافق ذلك من إتلاف معدات المهاجرين ومئونتهم الغذائية و حرق خيامهم وأمتعتهم ، إضافة الى الابتزاز المادي التي يتعرضون لها من قبل عدد من المجرمين في أماكن تواجدهم ، مرورا بمرحلة إلقاء القبض على المهاجرين من طرف الحرس المدني الإسباني ، بعد نجاحهم في تجاوز الحاجز السلكي المحيطة بالثغرين المحتلين "سبتة و مليلية"، وبدل نقلهم إلى مخفر الشرطة للتحقيق معهم قبل نقلهم إلى مركز الاستقبال بمليلية،- يقول التقرير -يتم في كثير من الأحيان تجاوز هذه المسطرة القانونية، و فتح بوابة الحاجز السلكي مباشرة لتسليمهم كلهم أو جزءا منهم، للأمن المغربي حتى من دون نقل أصحاب الإصابات الخطيرة للمستشفى، و يتم ذلك عبر البحر كذلك، وصولا الى المرحلة ما بعد إلقاء القبض على المهاجرون غير النظاميون، يتم نقلهم للتحقيق معهم في مخافر و مراكز الدرك و الشرطة، و من ثم يتم اقتيادهم من هناك في حافلات لغاية الحدود مع الجزائر في وجدة، حيث يهملون هناك، و في كثير من الأحيان تواجههم قوات حرس الحدود الجزائرية، و من غير المعلوم وجود حالات استفادت من حقوقها المكفولة قانونا خلال هذه المرحلة. كما وقفت ايضا الجمعة من خلال هذا التقرير على الوضعية المعيشية للمهاجرون غير النظاميون من بلدان جنوب الصحراء في امكان عيشهم التي غالبا ما تكون في الغابات و الأحياء الهامشية بالمدن و القرى المغربية، و خاصة بأقاليم وجدة و تطوان و طنجة و الرباط و الدارالبيضاء، و بجهة الريف بأقاليم الناظور و الدريوش و سواحل الحسيمة، حيث أورد التقرير في هذا الصدد "أن معظم المهاجرون يعانون من قلة الموارد المائية و الغذائية، و يعتمدون لشراء ما يلزمهم من الأموال التي يجمعونها من التسول، أو من خلال المساعدات التي تقدم لهم من طرف جيرانهم من السكان في تلك الغابات، و إما عبر الدعم المقدم من بعض الهيئات غير الحكومية الأجنبية و المحلية و الذي يندر حدوثه، و في غياب ذلك يضطرون للأكل من النفايات و في الفترات التي تشهد ارتفاع الحملات التمشيطية تتجدد التهديدات من طرف مجموعة من رجال السلطات المحلية للساكنة التي تقدم يد العون لهؤلاء المهاجرين، حيث يجدون جراء ذلك صعوبات كبيرة للحصول حتى على الماء، مما يضطرهم للسير لمسافات طويلة جدا بحثا عنه، و يعانون الجوع لأيام.." وقد أرفقت الجمعبة هذا التقرير المفصلة بمجموعة من الصور توثق لهذه الخروقات التي سردتها الجمعية مع مسار كرونولوجي لأبرز الاحداث (الخروقات) التي سجلت في حق المهاجرون غير النظاميون طيلة الاشهر الماضية بجهة الريف و خصوصا بالثغر المحتلة مليلية .