قالت صحيفة "إلباييس" الإسبانية إن الملك محمد السادس وضع ليلة أمس الجمعة، حدا للأزمة الدبلوماسية مع إسبانيا بشكل غير متوقع تماما. وأشارت أن ملك المغرب أبدى رغبته في فتح مرحلة جديدة "غير مسبوقة" في العلاقة مع إسبانيا بخطاب غير متوقع، وذلك بعد الأزمة الدبلوماسية بين البلدين، والتي كانت الأكبر في السنوات الأخيرة، وأعقبت علاج إبراهيم غالي زعيم جبهة البوليساريو في الأراضي الإسبانية، ودخول ما يقرب من 10 آلاف مغربي في يومين إلى سبتة. ولفتت إلى أنه بمناسبة الخطاب الذي يلقيه سنويا للاحتفال بثورة الملك والشعب ، أكد العاهل المغربي أنه يريد تدشين مرحلة جديدة وغير مسبوقة في علاقاته مع إسبانيا، تقوم "على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل والوفاء بالالتزامات". وأوضحت الجريدة أن الملك وفي أول تعليق له على الأزمة مع إسبانيا، أكد أنه يتطلع بكل صدق وتفاؤل لمواصلة العمل مع الحكومة الإسبانية، ومع رئيسها بيدرو شانسيز، من أجل تدشين لمرحلة جديدة وغير مسبوقة في العلاقات بين البلدين. وأضافت الصحفية أن الملك أقر في خطابه بأن العلاقات مع اسبانيا "مرت في الفترة الأخيرة بأزمة غير مسبوقة، هزت بشكل قوي، الثقة المتبادلة، وطرحت تساؤلات كثيرة حول مصيرها"، مشيرا أنه أنه تابع شخصيا وبشكل مباشر سير الحوار وتطور المفاوضات للخروج من الأزمة التي مر بها البلدان. وشددت "إلباييس" على أنه خلال الأسابيع الماضية، تم ملاحظة علامات مختلفة تدل على قرب حدوث انفراج في العلاقات بين البلدين، لكن القليل توقع مثل هذا الالتزام الواضح والمباشر من الملك محمد السادس لتجديد الثقة مع إسبانيا. وأبرزت أن أغلب وسائل الإعلام المغربية نقلت تصريحات رئيس الحكومة الإسباني "بيدرو سانشيز" التي أكد فيها أن المغرب شريك استراتيجي لإسبانيا وما تبعها من إقالة وزير الخارجية السابقة التي حملتها عدة أطراف مغربية المسؤولية عن توتر العلاقات بين البلدين، ثم أظهرت الرباط بوادر انفراج جديدة بقبولها ترحيل أزيد من 700 قاصر مغربي دخلوا إلى سبتةالمحتلة إبان أزمة الهجرة الجماعية في ماي الماضي. وقالت إن الانعطاف المفاجئ في موقف الرباط اتجاه مدريد، قد يكون مرد كذلك التوتر المتزايد في علاقاتها مع الجزائر، خاصة بعد الاتهامات التي وججها المجلس الأعلى للأمن في الجزائر للمغرب، كونه يقوم بأعمال عدائية ضد جارته الشرقية، واتهامه بالوقوف وراء موجة الحرائق التي ضربت البلاد، وعدم حركتي "الماك" و"رشاد" اللتين تصنفهما الجزائر كتنظيمات إراهابية، مستخلصة "أنه ربما اعتبرت الرباط في هذا الوقت أنها لا تستطيع تحمل خوض نزاعين مفتوحين مع جارتيها الرئيسيتين".