تحدثت وكالة الأنباء الرسمية الإسبانية "إيفي" بتفاؤل عن مستقبل العلاقات الثنائية بين الرباطومدريد، بعد خطاب الملك محمد السادس يوم أمس الجمعة في ذكرى ثورة الملك والشعب، جازمة بأن كلام العاهل المغربي يعد نقطة النهاية للأزمة المستمرة منذ شهر أبريل الماضي، وخاصة من خلال دعوته إلى "تدشين مرحلة غير مسبوقة" في تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين. وركزت "إيفي" على الكلمات المفتاحية في خطاب العاهل المغربي التي كانت بمثابة رسالة إلى جارته الشمالية، وتحديدا الأربع ركائز التي يجب أن تستند إليها العلاقات المستقبلة، والمتمثلة في "الثقة والشفافية والاحترام المتبادل والوفاء بالالتزامات"، مشيرة أيضا إلى تخصيصه الحديث عن رئيس الحكومة الإسباني بيدرو سانشيز، الذي قال الملك إنه "متفائل" لمواصلة العمل معه. وحسب وكالة الأنباء الإسبانية فإن كلام الملك أنها الأزمة، كما أن بوادر التقارب مع المغرب صارت تتضح منذ قرار سانشيز إقالة وزيرة الخارجية السابقة أرانتشا غونزاليس لايا، التي استُبدلت بسفير مدريد السابق في باريس، خوسي مانويل ألباريس، وتمثلت في قبول الرباط بعودة المئات من القاصرين غير المرافقين الذي دخلوا مدينة سبتة بشكل غير شرعي شهر ماي الماضي. واعتبرت "إيفي" أن الأزمة مع المغرب كانت عبارة عن "أكبر قطيعة" شهدتها العلاقات بين البلدين منذ أزمة جزيرة ليلى سنة 2002، مُقرة أن سببها المباشر هو موافقة إسبانيا على دخول زعيم جبهة "البوليساريو" إبراهيم غالي، إلى أراضيها في أبريل الماضي، والتي تلاها وصول عدد هائل من المهاجرين غير النظاميين إلى سبتة من الجانب المغربي من الحدود في ماي. وكان الملك قد أورد يوم أمس أن المغرب "لا يقبل المس بمصالحه العليا، لكنه يحرص على إقامة علاقات فعالة ومتوازنة خاصة مع دول الجوار، وهو نفس المنطق الذي يحكم توجهنا اليوم في علاقتنا مع جارتنا إسبانيا"، مضيفا "صحيح أن هذه العلاقات مرت في الفترة الأخيرة بأزمة غير مسبوقة هزت بشكل قوي الثقة المتبادلة وطرحت تساؤلات كثيرة حول مسارها، غير أننا اشتغلنا مع الطرف الإسباني بكامل الهدوء والوضوح والمسؤولية". وشدد العاهل المغربي على أنه بالإضافة إلى "الثوابت التقليدية" التي تتوفر عليها العلاقات الثنائية بين البلدين، "نحرص اليوم على تعزيزها بالفهم المشترك لمصالح البلدين الجارين"، وأبرز أنه تابع شخصيا وبشكل مباشر سير الحوار وتطور المفاوضات. وأوضح الملك أن هدف المغرب لم يكن الخروج من هذه الأزمة فقط، وإنما "إعادة النظر في الأسس والمحددات التي تحكم هذه العلاقات"، مؤكد "أننا نتطلع بكل صدق وتفاؤل لمواصلة العمل مع الحكومة الإسبانية ورئيسها بيدرو سانشيز من أجل تدشين مرحلة جديدة وغير مسبوقة في العلاقة بين البلدين على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل والوفاء بالالتزامات".