تطرق الملك محمد السادس، في جزء من خطاب ذكرى ثورة الملك والشعب، اليوم الجمعة، إلى الأزمة الدبلوماسية المستمرة منذ شهر أبريل الماضي مع إسبانيا، معطيا إشارات إلى قرب طي صفحتها، من خلال تأكيده على استعداده للتعامل مع رئيس وزرائها، شريطة أن ترتكز العلاقات الثنائية على "الثقة والاحترام المتبادل". وأورد المغرب أن "المغرب تغير فعلا لكن ليس كما يريدون (أعداؤه)" مبرزا أنه "لا يقبل المس بمصالحه العليا، لكنه يحرص على إقامة علاقات فعالة ومتوازنة خاصة مع دول الجوار، وهو نفس المنطق الذي يحكم توجهنا اليوم في علاقتنا مع جارتنا إسبانيا". وقال العاهل المغربي "صحيح أن هذه العلاقات مرت في الفترة الأخيرة بأزمة غير مسبوقة هزت بشكل قوي الثقة المتبادلة وطرحت تساؤلات كثيرة حول مسارها، غير أننا اشتغلنا مع الطرف الإسباني بكامل الهدوء والوضوح والمسؤولية". ووفق الملك محمد السادس، فإن "إضافة إلى الثوابت التقليدية التي تتوفر عليها (العلاقات الثنائية) نحرص اليوم على تعزيزها بالفهم المشترك لمصالح البلدين الجارين"، مؤكدا أنه تابع شخصيا وبشكل مباشر سير الحوار وتطور المفاوضات. وأوضح الملك أنه "لم يكن هدفنا الخروج من هذه الأزمة فقط وإنما إعادة النظر في الأسس والمحددات التي تحكم هذه العلاقات"، ليخلص للقول "إننا نتطلع بكل صدق وتفاؤل لمواصلة العمل مع الحكومة الإسبانية ورئيسها بيدرو سانشيز من أجل تدشين مرحلة جديدة وغير مسبوقة في العلاقة بين البلدين على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل والوفاء بالالتزامات، وهو نفس الالتزام التي تقوم عليه علاقة المغرب مع فرنسا الذي تجمعني برئيسها ماكرون روابط متينة من الصداقة والتقدير المتبادل".