خصص الملك محمد السادس حيزا مهما من خطابه ، مساء الجمعة، بمناسبة الذكرى الثامنة والستين لثورة الملك والشعب، للحديث عن الأزمة السياسية التي اندلعت منذ ماي الماضي مع إسبانيا، والتي وصلت إلى استدعاء السفيرة كريمة بنيعيش وإبقائها في الرباط إلى حين التوصل بإشارات مبادرة إسبانية لحل الخلاف. الملك قال في الخطاب إن "هناك من يقول بأن المغرب يتعرض لهذه الهجمات، بسبب تغيير توجهه السياسي والاستراتيجي، وطريقة تعامله مع بعض القضايا الدبلوماسية، في نفس الوقت، هذا غير صحيح. المغرب تغير فعلا، ولكن ليس كما يريدون؛ لأنه لا يقبل أن يتم المس بمصالحه العليا. وفي نفس الوقت، يحرص على إقامة علاقات قوية، بناءة ومتوازنة، خاصة مع دول الجوار".
وتابع قائلا: "وهو نفس المنطق، الذي يحكم توجهنا اليوم، في علاقتنا مع جارتنا إسبانيا". ويضيف الملك محمد السادس: "صحيح أن هذه العلاقات مرت، في الفترة الأخيرة، بأزمة غير مسبوقة، هزت بشكل قوي، الثقة المتبادلة، وطرحت تساؤلات كثيرة حول مصيرها".
ثم أكد أن الدولة المغربية "اشتغلت مع الطرف الإسباني، بكامل الهدوء والوضوح والمسؤولية. فإضافة إلى الثوابت التقليدية، التي ترتكز عليها، نحرص اليوم، على تعزيزها بالفهم المشترك لمصالح البلدين الجارين". ثم كشف الملك أن المفاوضات مع إسبانيا كانت تحت إشرافه، حيث يقول في الخطاب "وقد تابعت شخصيا، وبشكل مباشر، سير الحوار، وتطور المفاوضات". وعن النهج المغربي في تدبير المفاوضات يؤكد الملك محمد السادس :"لم يكن هدفنا هو الخروج من هذه الأزمة فقط، وإنما أن نجعل منها فرصة لإعادة النظر في الأسس والمحددات، التي تحكم هذه العلاقات".
وقال أيضا: "إننا نتطلع، بكل صدق وتفاؤل، لمواصلة العمل مع الحكومة الإسبانية، ومع رئيسها معالي السيد بيدرو سانشيز، من أجل تدشين مرحلة جديدة وغير مسبوقة، في العلاقات بين البلدين، على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل، والوفاء بالالتزامات، وهو نفس الالتزام، الذي تقوم عليه علاقات الشراكة والتضامن، بين المغرب وفرنسا، التي تجمعني برئيسها فخامة السيد إيمانويل ماكرون روابط متينة من الصداقة والتقدير المتبادل".