حيث تميز الخطاب الملكي، الذي ألقاه العاهل محمد السادس، يوم أمس بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، بتركيزه على العلاقات المغربية الخارجية خاصة مع الشركاء التقلديين الأوربيين للمملكة. وعرف ذات الخطاب إعلانا وصف بغير المتوقع من الملك محمد السادس، مفاده عودة للعلاقات المغربية الإسبانية بشكل عرفه رئيس البلاد بغير المسبوق بعد مفاوضات أشرف عليها بنفسه. وعجت هذا الصباح أبرز الصحف الإسبانية، بخبر عودة العلاقات مع جارهم المغربي، بعد انقطاع دام لأشهر عدة بسبب استقبال مدريد لزعيم جبهة البوليساريو للعلاج في مستشفياتها بهوية مزورة. صحيفة "الباييس" عنونت "ملك المغرب يبدي رغبته في فتح مرحلة جديدة غير مسبوقة مع إسبانيا"، ووصفت الجريدة الاسبانية الإعلان الملكي بالخطوة "غير المتوقعة" لتنهي أكبر أزمة دبلوماسية بين البلدين في السنوات الأخيرة، وأشارت في ذات الصدد أن مؤشرات الانفراج كانت قد ظهرت على السطح بعيد إقالة وزيرة الخارجية السابقة، أرانشا غونزاليس لايا، ومن ثم تقول الجريدة أن مسؤولين مغاربة أعربوا عن تقديرهم لمبادرات الحكومة الإسبانية لإعادة توجيه الأزمة منذ تعيين الرئيس الجديد للشؤون الخارجية خوسيه مانويل الباريس في يوليو. وأبرزت صحيفة "الموندو" في تحليلها للخطاب الملكي، أن الملك محمد السادس أرسل إشارات واضحة إلى الجانب الإسباني، أسسها أن المغرب يشعر بالقدرة على فرض بعض التغييرات أو الفروق الدقيقة تقول "الموندو". وأضافت الصحيفة ذاتها أن الخطاب كان فرصة لإعلان العاهل المغربي بداية عصر جديد للعلاقات بين إسبانيا والمغرب، تغذيها "محددات وأسس سيتم مراجعتها، للوصول لعلاقة تقوم على الشفافية والثقة والإحترام المتبادل وشرف الالتزامات". وتحدثت "لا فانجورديا" عن الحسم الملكي، حيث أعلن الملك محمد السادس، عن عودة العلاقات المغربية الإسبانية بعد فترة فتور غير مسبوقة من الناحية الدبلوماسية بالخصوص. وركزت الصحيفة الإسبانية على تتبع الملك بشكل شخصي ومباشر لسير المفاوضات، التي عمل عليها رأس السلطة في المغرب بطريقة هادئة وواضحة ومسؤولة. وأشارت ذات المؤسسة الإعلامية إلى ما سمتها كلمات طيبة وصف بها العلاقات المغربية الفرنسية، وعلاقته بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فيما قالت الصحيفة أن الملك المغربي لم يشر إلى علاقة بلده مع ألمانيا بعد التوترات الدبلوماسية التي شابت علاقة الدولتين بسبب موقف برلين السلبي من قضية الصحراء المغربية.