الرباط "مغارب كم": محمد بوخزار أوردت جريدة "إلموندو" الإسبانية، استنادا إلى وكالة "إيفي" الرسمية أن العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس، سيحضر احتفالات دولة الكويت بمناسبة مرور نصف قرن على استقلالها، وذلك يوم السادس والعشرين من الشهر الجاري. وأشار المصدر الصحافي أن العاهل المغربي الملك محمد السادس، سيشاطر الكويت أفراحها بذات المناسبة إلى جانب قادة ورؤساء حكومات عدة دول أخرى يشارف عددها الخمسين سيشاهدون عرضا عسكريا وتظاهرات ابتهاج خاصة وأن يوم 26 فبراير يصادف تحرير البلاد من الغزو العراقي. ويشكل تواجد العاهلين الإسباني والمغربي في البلد الخليجي، فرصة لعقد اللقاء المؤجل بينهما الذي كانا قد اتفقا عليه الصيف الماضي في ذروة الأزمة الدبلوماسية بين الرباطومدريد على خلفية الأحداث التي عرفتها مدينة مليلية المحتلة استوجبت إجراءات واحتجاجات شديدة من الجانب المغربي، ما جعل الحكومة الاشتراكية تطلب مساعدة الملك خوان كارلوس للتدخل لدى الملك محمد السادس لإنهاء الأزمة فتحادثا بواسطة الهاتف وتوصلا إلى تهدئة الأجواء ما فسح المجال لزيارات متبادلة بين مسؤولي البلدين لاحقا. وفي حالة ما إذا جمعت أرض الكويت ملكي المغرب وإسبانيا، فالمتوقع أن يسهم اللقاء بينهما في دفع العلاقات بين البلدين نحو مستوى أفضل، يساعد على ذلك أن حكومة مدريد، أقدمت في الأيام الأخيرة على ما يشبه إعادة النظر في تعاطيها مع نزاع الصحراء، من خلال اعتماد مقاربة دبلوماسية براغماتية تراعي مصالحها الإستراتيجية مع المغرب. وفي هذا الصدد تحركت الدبلوماسية الإسبانية بسرعة وحيوية منذ تعيين وزيرة جديدة للخارجية التي بدأت عهدها بمواجهة الأزمة التي فجرها أنصار جبهة البوليساريو في مدينة العيون المغربية الذين دفعوا السكان تحت ذرائع المطالب الاجتماعية إلى الاعتصام في مخيم أقيم بضواحي المدينة، تحول مع مرور الوقت إلى مركز للعصيان، ما فرض على الدولة المغربية تفكيكه، الأمر الذي أسفر عن سقوط ضحايا في صفوف قوات الأمن المغربي، كانوا مجردين من السلاح، تم الاعتداء عليهم وقتلهم بوحشية من طرف ميليشيات البوليساريو. وطبقا للدستور الإسباني، فإن الحكومة هي التي تتولى السلطة التنفيذية بكاملها ، لكن الملك يحظى بسلطات معنوية ورمزية واسعة، تجعل منه عامل التهدئة وصوت الحكمة سواء في الأزمات الداخلية أو الخارجية، وبالتالي فإن تدخله يستند دائما على الدعوة إلى الوفاق والحوار والتشاور والابتعاد عن المواقف المتشددة. ويستجيب العاهل الإسباني لدعوات الاستعانة به من حكومات بلاده كيفما كان لونها السياسي. ويسجل المراقبون باستمرار أن تناغمه مع الاشتراكيين أكثر من غيرهم. وكان هؤلاء بعد عودتهم إلى السلطة عام 2004 أكدوا أنهم سيستشيرون الملك في القضايا الكبرى ذات الصلة بالسياسة الخارجية ومصالح إسبانيا العليا. إلى ذلك، لم يصدر في المغرب بيان رسمي عن زيارة الملك محمد السادس للكويت، مع الإشارة إلى أنه تلقى دعوة رسمية حملها إليه موفد كويتي رفيع.