استقبل أمس صاحب الجلالة الملك محمد السادس في مراكش الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر في أول زيارة رسمية يقوم بها للمغرب منذ تولي الملك محمد السادس شؤون الحكم بالبلاد في يوليوز 1999. والزيارة التي تنتهي اليوم جاءت بدعوة من العاهل المغربي محمد السادس كما أعلنت عن ذلك وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة في بيان صدر عنها. وحسب نص البيان المذكور فإن جلالة الملك من المنتظر أن يتطرق مع ضيفه الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر إلى الأزمة العراقية وما تعرفه من مستجدات، وإلى انعكاسات ذلك سواء على الوضع العربي أو الوضع الدولي، وإلى تطورات الوضع في الشرق الأوسط بصفة العاهل المغربي رئيس لجنة القدس، أمير دولة قطر هو الذي يرأس الدورة الحالية لمؤتمر القمة الإسلامي. ومن المنتظر أن تتركز القمة المغربية القطرية حول مناقشة السبل والآليات التي تدفع بالعلاقة الثنائية بين البلدين إلى الأمام. وتعود أول زيارة للملك محمد السادس لدولة قطر إلى يونيو الماضي وكان ذلك في سياق تحسين علاقات البلدين في أفق تجاوز مرحلة تميزت بنوع من الفتور. وترتد بوادر الانفراج في العلاقة المغربية القطرية إلى أبريل سنة 2000 عندما التقى صاحب الجلالة محمد السادس في القاهرة بالشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وتوج ذلك اللقاء بانعقاد اللجنة المشتركة بين البلدين ووقع الطرفان اتفاقيات تعاون ومنها مذكرة تفاهم حول التنسيق والتشاور السياسي. يذكر أن العلاقة المغربية القطرية عرفت في السنوات الأخيرة عدة توترات كانت نتيجتها سحب السفير المغربي من الدوحة بداية سنة 2000 للتشاور وذلك في سياق الاحتجاج على عدد من المواقف كان أولها قيام الدوحة بصفقة أسلحة بريطانية لفائدة الجيش الجزائري، الأمر الذي جعل الرباط يفسر ذلك السلوك بكونه موجها ضده، يضاف إلى ذلك الموقف القطري المعارض لترشيح المغرب لاحتضان كأس العالم لكرة القدم. وأخيرا استياء المغرب وعدم رضاه بالطريقة التي تتناول بها قناة "الجزيرة" الشأن المغربي. على صعيد آخر وعقب الزيارة الملكية التي قام بها صاحب الجلالة إلى دولة الكويت أخيرا، أشاد رئيس مجلس الأمة الكويتي السيد جاسم الخرافي بالعلاقات التاريخية والراسخة بين الكويت والمغرب. وأوضح السيد الخرافي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة الزيارة الملكية لدولة الكويت أن أوج هذه العلاقات "كان في الموقف الشجاع والنبيل والتاريخي للراحل جلالة الملك الحسن الثاني الذي رفض الغزو العراقي لدولة الكويت والذي لن تنساه الكويت أميرا وحكومة وشعبا". وبالموازاة مع ذلك أشاد السيد الخرافي أيضا بالدور الذي يضطلع به جلالة الملك محمد السادس وقال عنه إنه سار على النهج الذي بدأه والده. ودعا أيضا دولة الكويت والمملكة المغربية إلى التعاون الثنائي لا سيما في الجوانب الاقتصادية والاستثمارية، مشيرا إلى أن العالم يسير اليوم نحو التكتلات الاقتصادية والتي من شأنها أن تسهم في تنمية المجتمعات وتوفير فرص العمل للمواطنين بما يحقق الرفاهية لأبناء البلدين. وفي سياق النشاط الديبلوماسي الذي يشهده المغرب حاليا أعلن مؤخرا عن أن زيارة أمير دولة قطر بعد زيارة مماثلة قام بها صاحب الجلالة إلى روسيا والكويت، ستكون متبوعة بزيارة مماثلة يقوم بها الرئيس المصري محمد حسني مبارك للمغرب ابتداء من 28 أكتوبر وتستمر ثلاثة أيام سيجري خلالها عدة محادثات مع صاحب الجلالة الملك محمد السادس بالقصر الملكي بمراكش تتمحور حول تطوير العلاقات الثنائية والوضع العربي خاصة في ظل التلويح الأمريكي بشن عدوان على العراق وأيضا الحرب الإرهابية الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني. وأفادت مصادر صحافية مغربية أن المحادثات بين صاحب الجلالة محمد السادس وضيفه الرئيس المصري محمد حسني مبارك ستتناول الأزمة بين المغرب وإسبانيا التي ازدادت توترا بعد الاحتلال الإسباني لجزيرة تورة المغربية في يوليوز الماضي. ومن المحتمل في سياق ذلك أن يقوم الرئيس المصري بوساطة بين الطرفين لتسوية النزاع بين الرباط ومدريد. وينتظر أن تتناول المحادثات بين الطرفين بالإضافة إلى ما سبق موضوع الشراكة العربية الأوروبية وقضايا الاتحاد المغاربي والقمة العربية المقبلة. وللإشارة فإن الزيارة التي سيقوم بها الرئيس المصري لبلادنا قريبا كان من المفترض القيام بها في 7 يناير الماضي إلا أنه تم تأجيلها باتفاق الطرفين إلى غاية يوم 28 أكتوبر الجاري. وعلى الصعيد الدبلوماسي المغربي الفرنسي من المنتظر أن يحل بالمغرب رئيس الدبلوماسية الفرنسية السيد دومينيك دوفيليبان يوم 30 أكتوبر الجاري في زيارة تدوم يومين تلبية لدعوة من السلطات المغربية حسب ما أعلن عنه مصدر دبلوماسي فرنسي بالرباط. وتعد الزيارة التي يقوم بها رئيس الدبلوماسية الفرنسية لبلادنا أول زيارة له للمغرب وسيتطرق خلالها مع نظيره المغربي السيد محمد بن عيسى إلى القضايا الدولية الراهنة وإلى سبل تعزيز التعاون الثنائي، وينتظر أن يتم التوقيع بمناسبة الزيارة على اتفاقيتين في إطار "المنطقة التي تحظى بالأولوية في مجال التضامن". وأعلنت بعض المصادر المطلعة أن رئيس الدبلوماسية الفرنسية السيد دومينيك سيلقي محاضرة في موضوع "حوار الحضارات" بجامعة محمد الخامس بالرباط وسيعقد عقب ذلك ندوة صحافية بمقر وزارة الشؤون الخارجية والتعاون كما سيلتقي الجالية الفرنسية المقيمة بالمغرب. وعلى مستوى العلاقة المغربية البلجيكية من المنتظر أن يقوم رئيس مجلس النواب البلجيكي "هريمان كدوكرو" بداية من الإثنين المقبل بزيارة للمغرب تستغرق ثلاثة أيام يجري خلالها مباحثات مع نظيره المغربي عبد الواحد الراضي ومع عدد من المسؤولين المغاربة. وأفادت مصادر من البرلمان البجيكي أن هذه المباحثات ستتناول العلاقة الثنائية وسبل تعزيزها إلى جانب معدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وأفاد نفس المصدر أن السيد هريمان دوكرو سيتطرق مع محاوريه المغاربة إلى مشاريع الشراكة الأورومتوسطية الرامي إلى إحداث منطقة للتبادل الحر بين منظومة الاتحاد الأوروبي وبلدان جنوب البحر الأبيض المتوسط في أفق 2010 والتي يلعب المغرب ضمنها دورا أساسيا. عبد الرحمن الخالدي