خصصت صحيفة "إلموندو" الإسبانية مقالا حول سفر الملك محمد السادس لقضاء إجازته الخاصة بدولة تركيا، رفقة زوجته وأبناءه، مبرزة الأسباب التي جعلت ملك المغرب يفضل وجهة تركيا بدل فرنسا التي كانت وجهته المعهودة لقضاء عطله الخاصة. وأضافت ذات الصحيفة أن "هذه الوجهة لم تكن محض الصدفة، كما يدور في الأوساط الدبلوماسية المغربية، فقد جاءت لتعبر عن عدم رضا الملك محمد السادس تجاه فرنسا، ورئيسها فرانسوا هولاند الذي لا يزال يقاوم لمدة عشرة شهور". وأوردت "إلموندو" بأنه "يتوجب علينا الرجوع للوراء ربع قرن، حين نشر كتاب بباريس عن الملك الراحل الحسن الثاني بعنوان "صديقنا الملك" للصحفي الفرنسي جيل بيرو، لندرك الأزمة الطويلة بين المغرب ومستعمرته سابقا"، على حد قولها. ولفتت إلى أن "الغضب المغربي الفرنسي يرجع إلى شهر فبراير الماضي عندما توجه بعض أعوان الشرطة القضائية الفرنسية إلى مكان إقامة السفير المغربي بشأن شكاوى رفعت ضد عبد اللطيف حموشي، مدير إدارة مراقبة التراب الوطني، بتهمة ممارسة التعذيب". وقالت ذات الصحيفة إن "السلطات المغربية عمدت، كردة فعل، إلى تعليق التعاون القضائي مع فرنسا، الشيء الذي عكر حياة آلاف من المواطنين الذين لم يستطيعوا حتى التحقق من صحة حكم طلاق، ولا حتى التمكن من تقسيم الإرث"، وفق ما ورد في الجريدة. وأشار المصدر إلى وقائع أخرى من قبيل "تعرض وزير الخارجية، صلاح الدين مزوار، لتفتيش في مطار باريس"، مضيفا أن "المسؤولين المغاربة عاتبوا الرئيس الفرنسي، بسبب سياسته الجديدة بخصوص المنطقة المغاربية التي تخدم الجزائر على حساب المغرب". وخلصت الصحيفة إلى أنه "بالإضافة إلى التوتر مع فرنسا، فإن علاقة المغرب مع الجزائر سيئة منذ سنوات، وأيضا مع موريتانيا بدرجة أقل، ومع الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة أيضا، فضلا عن تسريبات الوثائق الدبلوماسية السرية، فلم يبق للمغرب سوى إسبانيا". وكان العاهل المغربي قد وصل، مساء الأحد، إلى مدينة اسطنبول عبر طائرة بوينغ 747، قادما إليها من العاصمة الإماراتية، حيث قضى هناك ثلاثة أسابيع من العطلة، لتلتحق به زوجته الأميرة لالة سلمى، ونجلاه مولاي الحسن ولالة خديجة، وهي المرة الأولى التي سحل فيها الملك بتركيا".