تحظى تنقلات الملك محمد السادس باهتمام واسع في وسائل الإعلام، خاصة وأنه يهوى التحرر من البروتوكول والتجول بحراسة أمنية مخففة ودون ملابس رسمية، كما أنه لا يتردد في التقاط الصور مع معجبيه من المغاربة والأجانب. بل لا يتردد الملك عن التجول في الأماكن العامة وفي الدول التي يهددها الإرهاب، بحيث شهد العالم على تنقله بين شوارع تونس العاصمة بكل أريحية في عز الاستهداف الإرهابي لهذا البلد الذي لا زال يعيش مخاض الثورة، كما أنه قبل ساعات من وقوع الأحداث الإرهابية التي هزت باريس شوهد وهو يتجول في شوارع العاصمة الفرنسية، وبعدها حرص على عدم قطع زيارته وبقي في فرنسا إلى ان شارك في مؤتمر المناخ، وبعدها زار الإمارات، ثم عاد إلى باريس التي لازالت تلملم جراحها بعد الاعتداء الذي أسقط 130 قتيلا، بينهم مهندس مغربي. ومع اقتراب رأس كل سنة، تتساءل وسائل الإعلام عن الوجهة التي سيقصدها الملك لقضاء "راس العام". هذه السنة كان "اليوم 24" سباقا إلى نشر خبر قضاء الملك لرأس السنة في "هونغ كونغ"، نقلا عن مصادره الخاصة. وخلال رأس السنة الفائت اختار الملك وجهة تركيا، وذهبت القراءات حينها إلى أن اختيار محمد السادس السفر إليها عوض فرنسا، التي داوم لسنوات على زيارتها وقضاء عطل خاصة فيها، لم يكن بمحض الصدفة أبدا، بل تدخلت فيه الحسابات الدبلوماسية للرباط، خاصة بعد توتر العلاقات بين فرنسا والمغرب بسبب استدعاء القضاء الفرنسي للمدير العام للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف الحموشي، في قضية تتعلق بالتعذيب، الأمر الذي أغضب المغرب واعتبره خطوة استفزازية تمت"خارج سياق الأعراف الديبلوماسية". وكانت زيارة الملك لتركيا وتحوله في أشهر أسواقها هي المرة الأولى التي يظهر فيها محمد السادس إلى جانب زوجته لالة سلمى وهما يقضيان عطلة معا. وكان الملك محمد السادس قد وصل حينها إلى إسطنبول على متن طائرة بوينغ 747 قادما من أبو ظبي، حيث كان هناك في عطلة لثلاثة أسابيع، قبل أن تلحق به زوجته الأميرة لالة سلمى رفقة ولي العهد الامير مولاي الحسن، والأميرة لالة خديجة، في طائرة ثانية من نوع بوينغ 737. وفي 2013 قضى الملك عطلة نهاية العام في المغرب، ثم بعدها بأيام غادر أرض المملكة في اتجاه فرنسا في زيارة خاصة، وحل بإقامته الشخصية في بلدية "بيتز لوشاطو"، المعروفة بهدوئها نظرا لصغر حجمها وقلة سكانها. في هذه بلدية "بيتز لوشاطو" قضى الملك رأس السنة الميلادية رفقة علما أن جيران الملك في "بيتز" يبلغون حوالي 579 فردا فقط، موزعين على مساحة 46.9 كلم، ما يعني كثافة سكانية تصل إلى 12 شخصا في الكيلومتر المربع الواحد، وذلك وفق آخر إحصاء رسمي يعود إلى سنة 2009. وقد اعتاد الملك محمد السادس أن يقضي في هذه البلدية الفرنسية الصغيرة العديد من عطله الخاصة كلما سافر إلى فرنسا، بل وتتناقل وسائل الإعلام الفرنسية أخباره بها وفرح السكان بزياراته، وكيف أن الحركة التجارية تنشط بقدومه، فضلا عن تحسن الخدمات والأمن، وكذا هباته ومنح للجمعيات الناشطة بها. أما رأس السنة الميلادية 2012 فقد قضاها العاهل المغربي بالمغرب، وبالضبط في مدينة إفران الجميلة، بعدما توقعت مصادر عديدة حينها أن يقضيها في مراكش، خاصة وأنه عقد لقاء بها جمعه بكل من أمير قطر تميم والرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، لكنه فضل إفران، التي حط بها بعد زيارة خاطفة وغير مبرمجة لمدينة فاس.