في سياق متابعة تطورات الأزمة الدبلوماسية بين الرباطومدريد، قالت صحيفة "vozpopuli" الإسبانية، الاثنين، إن رئيس الحكومة بيدرو سانشيز، حاول إبعاد الملك فيليب السادس ومنعه من التدخل في الأزمة مع المغرب لحمايته من نزاع حساس مثل الصحراء المغربية. ونقلت الصحيفة الإسبانية، عن مصادرها، أن أزمة مدريد مع الرباط يمكن أن تثير توثرا بين العائلتين الملكيتين، لأن الصراع بين البلدين ليس فقط مرتبطا بالهجرة أو اقتصاديًا ، بل إقليميًا وذو سيادة.
وأضافت الصحيفة، أن الهدف من هذا الإبعاد ، كما تقول هذه المصادر، هو الحفاظ على حوار العاهل الإسباني فيليب السادس مع الملك محمد السادس عندما يحين الوقت للتفاوض على مخرج. وتقول هذه المصادر "يتم تجنب إنفاق تلك الرصاصة حتى لا تلطخه قضية الصحراء".
وأوضحت المصادر ذاتها، أن الأزمة الدبلوماسية بين إسبانيا والمغرب لا تزال راسخة . وليس هناك حل قصير الأمد في الأفق. وتقول هذه المصادر إن قنوات الثقة التي بنتها الحكومتان منذ أزمة ليلى في عام 2002 قد تم تفجيرها، بسبب وزيرة الخارجية الإسبانية، أرانشا غونزاليس لايا.
وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن العاهل الإسباني، على اطلاع دائم بما يحدث ، ولم يتدخل بشكل مباشر على الرغم من الروابط التاريخية التي توحد العائلتين الملكيتين، محملة رئيس الحكومة ، بيدرو سانشيز ، الأزمة التي تعيشها بلاده مع الرباط نتيجة التصريحات العلنية الفاسية للغاية ضد الرباط ، والتي ظل فيليب السادس بعيدًا عنها تمامًا، حسب قولها.
ودخلت الأزمة بين الرباطومدريد منعطفاً جديداً، في ظل سعي الأحزاب الإسبانية إلى دفع البرلمان الأوروبي إلى إدانة المغرب وفرض عقوبات عليه، على خلفية تدفق آلاف المهاجرين، في 17 ماي الماضي، نحو مدينة سبتةالمحتلة من بينهم مئات القاصرين.
وفي الوقت الذي يسود فيه هدوء حذر بخصوص مآل العلاقات بين البلدين الجارين، بعد مغادرة زعيم جبهة "البوليساريو" إبراهيم غالي للأراضي الإسبانية، دفع نجاح البرلمانيين الإسبان في إدراج مشروع قرار بالبرلمان الأوروبي حول "توظيف مزعوم للقاصرين من طرف السلطات المغربية" في أزمة الهجرة في سبتة، رئيس مجلس النواب، الحبيب المالكي، إلى اتهام الجانب الإسباني ب"محاولة صرف الانتباه عن أزمة سياسية ثنائية خالصة بين المغرب والرباط".