يوم 15 ماي 2012 نظم مئات الالاف من المواطنين الاسبان و الاجانب المقيمن في العديد من المدن الاسبانية مسيرات شعبية ضخمة بمناسبة مرور سنة عن ميلاد حركة 15 ماي “الغاضبون” ، و الوقوف عن الاوضاع الاقتصادية و الاجتماعية التي تعيشها البلاد من جراء تدعيات الأزمة العالمية لاسيما انكمش الناتج المحلي الاجمالي بنسبة (0.3%)على اساس حسابات الربع السنوي بعد ان استقر لفترة طويلة دامت خمسة اعوام ، و بذلك بلغت نسبة البطالة في اسبانيا أعلى معدلاتها في منطقة اليورو و تخطت كل التوقعات لا سيما وسط الشباب حيث قاربت النسبة (50%) في المدن على الرغم من اتخاذ الحكومة تدابير قاسية في سياسة خفض العجز في الميزانية . وأخطر ما في هذه المرحلة مسألة الشفافية حيث أن عجز الحكومة تخطى بكثير العجز الذي أعلنته الحكومة السابقة في 2011، وتوقعات النمو للعام الجاري قدرت ب1.7 من التراجع حتى اليوم ، فتواجه إسبانيا أزمة متفاقمة في الأسواق، عجزها العام 2012 سيكون أكثر من المتوقع، والحكومة ستبني موازنتها على أساس عجز يبلغ 5.3 % من الناتج المحلي الإجمالي وهو رقم تخطى التوقعات الأوروبية هو الأفق المسدود ونقمة اليوم ستزداد خاصة أن الاقتصاد الاسباني أثقل من أن يتمكن من رفعه الساعد الاوروبي . فرغم ما عاشته إسبانيا خلال الفترة الأخيرة من إجراء انتخابات سابقة لآوانها بعد أن رفضت حكومة الاشتراكيين الرضوخ لمقتراحات القادة الاوربيين خاصة جناح مظلة الانقاذ الاوربية - أنصار معاهدة الموازنات - المهيمن على السياسة المالية الاوربية و ذلك بفرض رزمة من الاجراءات التقشفية ، مما أدى الى نتيجة مسبقة الى فوز بنسبة كبيرة للحزب الشعبي بقيادة راخوي ، لينخرط مباشرة في تفعيل كل التصاميم الاوربية لمعالجة الازمة الاسبانية على حساب البلاد وفتح المجال للبنوك الاوربية و الدوائر المالية العالمية بالهيمنة على المضاربات المالية الاسبانية أمام تفاقم أزمة البنوك وصلت تدعياتها الى درجة إستقالت رئيس مجلس إدارة أكبر مصرف “بانكيا” الإسباني بسبب دمج حسابات التوفير في بنوك مختلفة نتيجة انهيار قطاع العقارات. مما دفعت الحكومة الإسيانية الى تأميم مصرف “بانكيا“، خطوة الحكومة جاءت بعد أن بلغت خسارة سهم ,المصرف هذا الأسبوع (15%) ولازالت الازمة سائدة و مفتوحة على أكثر من إحتمال . فأمام المعطيات القاسية و وضعية الركود الاقتصادي شهدت مدريد لحظة تاريخية بتنظيم أربع تظهرات ضخمة فاقت كل التوقعات جابت شوارع الكبرى لتلتقي في ساحة بوابة الشمس مكان ميلاد الحركة بقيادة ناشطين الحركات الاحتجاجية و النقابية ( الاتحاد العام للشغل) و التنظيمات اليسارية الراديكالية و المدنية فقد فرددت شعارات قوية مناهضة السياسة الحكومية في مجال تدبير الشأن العام بإسبانيا رافضين كل الاصلاحات التي أقدمت عليها الحكومة المركزية في مجال قانون الشغل و المالية العمومية و كذلك صبت أصوات المحتجين غضبها عن الزيادات في القطاعات الحيوية خاصة النقل و الكهرباء و الغاز ...، فعبروا عن إستياء كبير من التسريحات لليد العاملة من سوق الشغل أمام تجاوز نسبة البطالة الى فوق خمسة ملايين عاطل,
فكل المؤشرات تتجه نحو عدم استقرار الاوضاع في غياب الحلول لإنقاذ الأسر من الإفلاس و التشرد فهي مفتوحة على تصعيد غير مسبوق خاصة أمام تخاذل مركزيات نقابية بدخولها في مفاوضات هي لصالح التكتل الحاكم، عكس ذلك استياء كبير داخل أوساط المواطنين مما دفع بعودة قوية لحركة الغاضبين رغم تهديدات من حكومة راخوي بالالتجاء الى خيار الأمن