متابعة : "لقد تمت تبرئتكم من كل التهم التي تُتابعون من أجلها ". هكذا, وبهذه الجملة التي نطق بها القاضي مارسيل فان اوستن خلال جلسة استماع عامة بمدينة أمستردام, تم إخلاء سبيل خيرت فيلدرز زعيم اليمين المتطرف في هولندا وتبرئته من كل الاتهامات اتي كان يُتابع من أجلها, منها التحريض على كراهية المسلمين والمغاربة بوجه خاص والتمييز العنصري ضدهم بعد تصريحات مثيرة للجدل كان قد أدلى بها فيلدرز بشأن الإسلام الذي شبهه بالنازية..كما شبه القرآن بكتاب أدولف هتلر "كفاحي". إضافة ( كما يرى اصحاب الدعوى المرفوعة ضده / وهم من جماعات تعنى بالأقليات ) الى أنه يدعوا المسلمين إلى الرضوخ "للثقافة المهيمنة" أو الرحيل وذلك من خلال تصريحات سبق وأدلى بها لصحف ومنتديات هولندية . هذا دون إغفال فيلمه القصير "فتنة" الذي تم بثه عبر الانترنت والذي احدث ضجة كبيرة ليس على مستوى هولندا فقط بل كذلك على مستوى العالم باسره . كما يرى اصحاب هذه الدعوى أن تصريحات وتعليقات فيلدرز أدت إلى ارتفاع حالات التمييز والعنف ضد المسلمين, رغم إصرار فيلدرز على أن تعليقاته قصدت الإسلام وليس المسلمين، وبالتالي لا يجرمها القانون الهولندي، وأنها كانت جزءا من مناظرة سياسية مشروعة....وهو نفس الطرح الذي سبق واعتمدته ايضا النيابة العامة في شهر مايو حيث دعت حينذاك خلال مرافعتها إلى تبرئة النائب خيرت فيلدرز من التهم الموجهة إليه معتبرة ان تصريحاته وانتقاداته كانت للإسلام وليس للمسلمين وهي بالتالي تندرج في إطار نقاش عام كما ان من الاعراف والقوانين الهولندية ان"انتقاد دين ليس إهانة تستوجب العقاب" هكذا اذن تم طي صفحة خيرت فيلدر زعيم حزب الحرية , ثالث اكبر حزب في هولندا بعد الانتخابات التي جرت في يونيو الماضي, والذي صرح للصحفيين عقب صدور الحكم قائلا: "ليس هذا انتصارا لي فقط وإنما هو انتصار لحرية الرأي وحرية التعبير (...) وأصبح من الممكن انتقاد الإسلام دون الخوف من تكميم فمي" ومن جهتهم سبق وأن طالب ممثلو الادعاء فرض غرامة رمزية مقدارها يورو واحد، وإذا لم يحصلوا عليها فسيدرسون عرض قضيتهم على المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، حسب ما أفادت به وكالة بي بي سي في أمستردام. كما عبرت مؤسسة مغاربة هولندا ( حسب ما أوردته إذاعة هولندا العالمية)عن أسفها عن قرار المحكمة بتبرئة خيرت فيلدرز، ولكنها تحترم رأي المحكمة مضيفة أنه "بناءا على تصريحات فيلدرز هناك ما يكفي لإدانته بتهم الميز العنصري والحض على الكراهية". ولكن يبقى ان أخر كلمة في صفحة ملفٍ شغل الرأي العام الوطني والعالمي لمدة طويلة كانت للمحكمة التي قالت كلمتها : تعليقات فيلدرز كانت حثا على كراهية الإسلام وليس المسلمين، وهو الشئ الذي لا يجرمه القانون الهولندي ... "لقد تمت تبرئتكم من كل التهم التي تُتابعون من أجلها ". هكذا تمت تبرئة فيلدرز لانه كما تقول المحكمة لم يتجاوزالحدود المسموح بها . وهو القائل : "هناك حرب (من قبل المسلمين) وعلينا أن نحمي أنفسنا" . فهل من سقف يحدد المسموح وغير المسموح؟ وماهي حدود هذا السقف ؟ وهل فعلا يشمل الجميع ؟ وهل من شغل آخر سيشغل أجندة فيلدرز مستقبلا أم أنه صدق القول من اتَّهم حزب "الحرية" الذي يرأسه بأنه ليس لديه سوى قضية واحدة : معاداة الإسلام ...والمهاجرين