في سابقة خطيرة، أعلنها، مجموعة من الأشد كفرا ونفقا، حربا هوجاء فاشية على لغة الأحرار والحرية، اعتقدوا أنهم لنا مستعبدون وأننا بالخضوع لهم راضون، فتارة بالإسلام يضربون، وتارة ضعف الأمازيغية يثبتون، وتارة بقوة العربية يفتخرون، مقالات بالعشرات، تسجيلات وفيديوهات، لا هم لهم إلا نحن والأمازيغية، حقد وكره لم يسبق لهما مثيل. إنها من بين أخطر الحروب على حق الأمازيغ في الوجود. ولأننا شعب هيهات منه الذلة، فقد قررنا أن ننتصر عليهم بقوة العقل والمنطق، بالمحبة والسلام... ولمن يشك فليقارن مقالاتهم الحربية بمقالات مناضلي الحرية وعلى رأسهم أحمد عاصيد. الإسلام، العربية ودسترة الأمازيغية. ولأنهم ضعاف الحجة، اختاروا أن يضربوا الأمازيغ بدينهم الذي نصروا ولا زالوا ينصرون، فتراهم يستدلون بكون العربية لغة القرآن، وهي حجة ذكية غبية، ذكية لأنها تمس وتلامس إيمان جموع الأمازيغ المعروفين بتدينهم وانفعالهم عندما يتعلق الأمر بالإسلام، وهم بهذا يشككونهم في قضيتهم وحقوقهم. ولأن الله لا ينسى عباده المؤمنين فقد وهب الأمازيغ حركة أمازيغية متنورة تثبت غباء ما كان ومازال به العروبيون يتحججون، إن كون العربية لغة القرآن أو حتى لغة مقدسة أو حتى لغة الله المفضلة كما يدعون، أمر لا علاقة له بمطلب الأمازيغ بحقهم في ترسيم لغتهم، فهم يطالبون بترسيم الأمازيغية إلى جانب العربية، وهذا معناه أن الأمازيغية ليست بديلا ل"اللغة المقدسة" فهذه الأخيرة باقية، بل حتما غدا، إذا احتُرم الأمازيغ، ستكون أقوى. لقد ربط الأمازيغ مطلب ترسيم اللغة الأمازيغية، دائما، بضرورة الإبقاء على اللغة العربية لغة رسمية إلى جانبها. وهذا لأسباب من بينها: ارتباط الأمازيغ بهذه اللغة منذ قرون باعتبارها لغة القرآن ومعظم الكتب الدينية التي يستهلكون وأيضا لكونها أمرا واقعا فرضه التاريخ عليهم، فأصبح أمر بقائها رسمية محسوما. فإذا قبول الأمازيغ ببقاء العربية لغة رسمية إلى جانب الأمازيغية هو تعبير عن منطقية تفكيرهم وعن انفتاحهم وليس إرضاء أو مساومة لأحد، وما التنازل عنها إلا خسارة لهم قبل غيرهم، والحال لا يختلف مع الفرنسية أو غيرها، وهم لهذا مدركون. من خلال ما سبق، يتضح أن الأمازيغ أبعدوا العربية عن أي نقاش أو نضال يرتبط بحقهم في ترسيم لغتهم في الدستور، ووجهوا النقاش في منحاه الحقيقي: شعب يطالب بحقه في لغته وإنسانيته و عائلات حاكمة ترفض هذا الحق. هذا الإبعاد المنطقي والأخلاقي أغاظ القوميون وأحبط محولاتهم لجعله نقاش: عربية قوية و مقدسة مقابل أمازيغية ضعيفة و مهدِّدة...وبهذا انتصر المنطق الأمازيغي على النفاق العروبي. انتصار الحق على الباطل إن أول علامة على قرب نهاية العروبة في البلاد التي أرادها الله أمازيغية، هو التفاعل الغير مسبوق لكل أبناء الشعب من مواطنين عاديين، إسلاميين ويساريين، مع العلم الأمازيغي، فتجده في المنازل و المحلات التجارية محترما ومحبوبا من الجميع، وما مظاهرات حركة 20 فبراير المزينة بألوانه الجميلة إلا دليل على ذالك. إن هذا الانتصار الرمزي الهام ما هو إلا تجلي لانتصار الحق والمنطق الأمازيغي على العنصرية المقيتة، فدسترة الأمازيغية إلى جانب العربية أصبحت قضية الإنسانية جمعاء، فالأمم المتحدة طالبت، من خلال لجنتها المختصة في محاربة الميز العنصري، النظام المراكشي بوقف الظلم فورا وترسيم الأمازيغية، وتنتظر ردا واضحا في غشت المقبل، حركة 20 فبراير جعلت من ترسيم الأمازيغية مطلبا غير قابل للمساومة أو النقاش، كل المنظمات الحقوقية المسؤولة داخل و خارج البلاد تبنت هذا الحق الأمازيغي الإنساني فلم يبقى إلا ثلة من القومجيون الإقصائيون يغردون خارج الصرب. فهل عساهم يتوبون؟، ويتوقفوا عن استعمال الإسلام والإسلاميين ضد الحق الأمازيغي، وهم أكثر من عاد الإسلام وأباد الإسلاميين ولمن يشك فليقرأ تاريخ الناصر والبعثيين. والخلاصة أن العروبة لن تكون ركنا سادسا للإسلام وإلا فأذنوا بحرب من أكثر من مليار مسلم يفتخرون بهوياتهم ولغاتهم، وبحرب إنسانية تفخر بما راكمته من مكاسب حقوقية وديمقراطية، بعد طول عذاب سببه لها أمثالكم. عبد الإله بليدان طالب [email protected]