لست ممن يحب مهاجمة الصحافة والصحافيين،ولست ممن يحب تلفيق التهم،ولست مع مصادرة وقمع حرية الصحافة والرأي،لكن عندما تتحول تلك الحرية إلى سيف لمهاجمة الأخرين والتنكيل بهم،وتلفيق التهم لهم، ،وعندما تتحول الصحافة إلى بوق لعصابة من القومجيين العنصريين،يخرجون بالصحافة عن أداء رسالتها النبيلة والمتمثلة في نشر العلم والمعرفة،ومحاربة الجهل والتضليل أيا كان مصدره،وعندما تصبح تلك الحرية بدون حدود،مما يمس بحرية الأخرين،حينها يحق لهؤلاء الوقوف بالمرصاد لهذه الحرية التي تمس حريتهم،وهذا هو حالي وحال الملايين من الأمازيغ مع جريدة هسبريس،التي أصبحت متخصصة،وبميزة ممتاز جدا في مهاجمة هذه الملايين ولغتهم،أي الأمازيغ والأمازيغية،وهذا يدل دلالة واضحة على أن هسبريس التي تصف نفسها بالإستقلالية والمغربية والتحرر،ماهي إلا بوق من أبواق المخزن العنصري،وأنها جريدة عروبية عنصرية لايهمها شيء من نشر العلم والمعرفة،وخلق جو من الحوار بين المغاربة،فهي في الواقع فضاء ينفث القومجيون العرب عبره سمومهم وعنصريتهم المقيتة اتجاه كل ماهو أمازيغي،وحتى لانتساوى مع هسبريس والمشرفين عليها وأولئك العنصريين الذين لاشغل لهم إلا تلفيق التهم والتفنن فيها،لابد لنا من الإستدلال على ما نقول،وهنا إخترت فقط بعض العناوين ضمن المئات التي تنشر عبر هذه الجريدة وهي(مقالات) حديثة العهد ونشرت في ظرف وجيز،نذكر منها;"سيدة اللغات بين أيدي أهون الأمم" و"المشكلة اللغوية في المغرب"،و"في نقد تماسيخت" للمسمى عبد الجليل الكور المتخصص في مهاجمة الأمازيغ ومقال بعنوان "اللغة العربية لغة وطنية أحب من أحب وكره من كره" للمسمى د نافع العشيري،وهو للإشارة عضو فيما يسمى بالجمعية المغربية لحماية العربية،مما يعني أن خرباشاته تلك مسبوقة الدفع من أموال شعب سبق وأن بينت في مقالات كثيرة أن لغته الوطنية ليست هي العربية،ولم تكن كذلك في يوم من الأيام،أما خزعبلات الكور وتضليلاته وتناقضاته وأخطاءه فقد رد عليها عشرات المعلقين بما فيه الكفاية لذلك فلا فائدة في التكرار،و(مقال) معنون ب"كفانا عصيدة" للمدعو الشبيهي الموقت أمين،فمن العنوان تتضح صبيانية ووقاحة صاحب هذا(المقال)،فإذاكان يعارض عصيد فعليه أن يبرهن على تناقضاته وهفواته،لا أن يغير إسمه هكذا،لأن ذلك من فعل الأطفال الصغار،وقد سبق لحسن إد بلقاسم أن تعرض لنفس الموقف في إحدى حلقات الإتجاه المعاكس،حيث انصرف القومجي العربي لمناقشة إسم إد بلقاسم عوض مناقشة موضوع الحلقة،وهذا ينم عن تفكير وسلوكات صبيانية لدى القومجيين وتهربهم لمناقشة أسماء الأشخاص عوض مناقشة المواضيع الحساسة،هنا لست أدافع عن عصيد ولاعن غيره،لكن عندما ننتقد أفكار شخص ما،فينبغي أن نبين بالحجة والبرهان ما وقع فيه هذا الشخص من مغالطات وتناقضات بين ممارساته وما يكتبه،وأن نفضح تضليلاته إن كان مضللا،أما تحريف الأسماء فهو كما قلت عمل صبياني محض،هذا بالنسبة لعنوان هذا المقال،أما الخرافات الواردة به ومحاولات التضليل التي يحملها فقد رد عليها عشرات المعلقين،أما مضمونه فهو مضمون تافه لايحمل أية فائدة للقاريء أو أية إضافة معرفية،وللقاريء الكريم حق العودة إلى هذا المقال والتعليقات المنشورة أسفله للتأكد بنفسه،ثم يأتي دور المسمى د فؤاد بوعلي بخربشاته التي عنونها ب"الأمازيغ بين إسرائيل والأممالمتحدة"،وأخر يصف نفسه بالمحلل الصحفي-رحمة الله على الصحافة والتحليل الصحفي- و المدعو;ع الفتاح الفاتحي بخرافاته المعنونة ب"هل ستنتهي الحركة الأمازيغية في أحضان الصهيونية؟"،في حين يقدم نفسه في(مقال) أخر بعنوان" إعلان دمشق يدعو إلى حماية العربية من العاميات"،على أنه الكاتب العام لما يسمى بالجمعية المغربية لحماية اللغة العربية،حمايتها ممن؟! إذا كانت لغتنا عربية أو الشعب المغربي شعب عربي كما تزعمون فلماذا هي في حاجة إلى حماية؟؟،ثم هل العربية أصلا في حاجة إلى حماية؟!أليس اعتبارها لغة رسمية باسم الدستور ورغما عن أنف ملايين المواطنين الذين لايتكلمونها كافي لحمايتها،إن كانت فعلا محتاجة لذلك؟!ألايكفي القرأن لحمايتها؟! ألا يستطيع العرب الحقيقيين في شبه جزيرتهم وببترودولارهم عاجزين عن حماية لغتهم وفي حاجة لمساعدة ع الفتاح الفاتحي وأمثاله لمساعدتهم في ذلك؟؟!هؤلاء يتضح جيدا أنهم يتقاضون أموالا سواء من ضرائب شعب غير عربي مقابل ما يكتبونه من تضليلات منافية تماما للحقيقة والواقع المغربيين،في محاولة تعريبية تغريبية لهذا الشعب،أو من المشرق الذي يعتبر المغرب والمغاربة تلاميذ وأتباع له،ويجب أن يبقوا كذلك بتسخير الفاتحي ومن يلعب في معسكره للقيام بذلك،ومن بين هؤلاء المسمى نبيل غزال الذي كتب في الأونة الأخيرة(نصا إنشائيا) بعنوان"دور القرآن..والعلمانيون..والصهاينة"،للتعبير عن عواطفه،وتفجير عداءه إتجاه العلمانية والعلمانيين،وهو نص مليء بالعواطف و المغالطات ولايخرج عن دائرة الإتهام المجاني،والتهجم الذي لايستند إلى العلمية والموضوعية،بل إنه مجرد محاولة لتهييج مشاعر الناس ضد العلمانيين،واللعب بعواطفهم باسم الغيرة على الدين،الذي يبدو أن غزال لايفقه فيه شيئا،وبما أن الحركة الأمازيغية هي حركة علمانية بامتياز فهي من أول المستهدفين بمغالطات غزال وتضليلاته وخرافاته،التي رد عليها المعلقون بقوة وعقلانية،وأود أن أغتنم الفرصة لأقول;إنه فعلا لأمر مفرح أن نرى أن الشعب المغربي بدأ يستيقظ من سباته شيئا فشيئا،وبدأ يخرج رويدا رويدا من عصرالخرافة والأسطورة إلى عصر العلم والعقل والنور،وهذا ما تدل عليه مئات التعاليق التي ترفض رفضا تاما الفكر الخرافي لأعضاء ما يسمى بالجمعية المغربية لحماية العربية،وكل من يتقاضى أموالا مقابل حرصه على نشر الجهل وتقديسه،وتجييش العواطف واللعب بها.،إن القاريء لهذه (المواضيع) يكتشف بجلاء أن شعار الإستقلالية والتحرر،وتجنب السب والشتم الذي تتغنى به هسبريس،ما هو إلا مجرد شعار للتغطية على عنصريتها،فهذه (المقالات)،ماهي إلا سب وشتم ومهاجمة للأمازيغ والأمازيغية،وماهي إلا وقاحات صبيانية صادرة عن أشخاص علقوا بالقومية العروبية العنصرية من الرأس إلى أخمص القدمين،ولاتستحق أن تتصدر واجهة هذه الجريدة،هذه العنصرية التي أعمت بصرهم وبصيرتهم،وجعلتهم لايستمعون إلا إلى صوت العاطفة ويغلبونها على صوت العقل،فوجدوا في هسبريس الملاذ الآمن لنشر عواطفهم وهلواستهم العنصرية. إن هسبريس بنشرها لأكاذيب هؤلاء وتخريفاتهم تكون قد أدت خدمة جليلة للظلام والظلاميين،التضليليين،المحرفين،وساهمت في نشر الجهل بين المغاربة،وكدليل على ذلك،لابأس من التذكير ب (مقال) سبق وأن نشر في هذه الجريدة وهو بعنوان"رحيل أركون هل فقدنا حقا مفكرا إسلاميا؟" للمسمى محمد عياط،وهو (مقال)مليء بالمغالطات،ويساهم كما قلت في نشر الجهل لا المعرفة،فمن بين المغالطات الخطيرة -والتي لكثرتها لا أستطيع إدراجها كلها لأن هذا ليس موضوعنا-يدعي عياط "أن الأغلبية الساحقة من العرب لم تسمع به أصلا"!! أولا فالسي عياط لم يذكر كيف عرف أن مايسميه بالأغلبية لايعرفون أركون أصلا؟أركون الذي صال وجال العالم الإسلامي من أندونسيا شرقا إلى المغرب غربا،وقام بمحاضرات تنويرية في دول الخليج وأوربا،ثم يأتي عياط ويدعي أن أركون مجهول لدى الأغلبية؟!!وحتى إن أسلمنا بصحة ما يدعي;فهل من الضروري أن يكون أركون معروفا عند مايسميه بالأغلبية العربية،حتى نقول عنه أنه مفكر معروف؟!ثانيا عياط لم يحترم حتى مدة الحداد،ولم ينتظر حتى تستقر جثة أركون جيدا في قبرها لكتابة(مقاله)،ثالثا عنوان النص يحيل على أن صاحبه يملك الحق لمحاكمة الناس حول إسلامهم!! بل الغريب أنه في نهاية مقاله أورد عنوانا صغيرا على شكل سؤال;خسارة أم...؟ دون أن يذكر الشق الثاني من السؤال،لأنه لم يمتلك الشجاعة لفعل ذلك،فقد كان عليه أن يتجرأ ويقول:رحيل أركون هل هو خسارة،أم أن الموت أراحنا من زنديق علماني أمازيغي؟؟ تلك تهمهم لكل التنويريين الأمازيغ. إن الإشارة إلى هذا الموضوع الذي نشر في هسبريس حول أركون لم أقم بها عن فراغ،بل بهدف توضيح الخط العنصري الذي تسير عليه هذه الجريدة،فبمقارنة ما نشر على هذه الجريدة عند وفاة الجابري من مقالات تبكي وتنتحب وتصف رحيله بالخسارة الكبيرة لما يسمونه ب"العقل العربي"،بل منهم من ذهب إلى حد القول بأن جنازة الجابري تعني"جنازة العقل والفلسفة العربية"،قلت إن إجراء المتتبع لهذه الجريدة لمقارنة بسيطة بين عشرات المقالات"العاطفية" التي كتبت عن عابد الجابري،ونظيرتها عن أركون التي لم تتعدى مقالين أو ثلاث،يتأكد بجلاء مدى إنحياز هذه الجريدة للخط العروبي،كيف ذلك؟؟ الجواب يكمن في كون الجابري رحمه الله من دعاة القومية العربية ومنظريها بشمال إفريقيا،ومن أشد المخلصين للعروبة والمتمسكين بها،الناكرين لأصولهم ولغتهم الأمازيغية،أما أركون الأمازيغي الذي يفتخر بذلك،ويعتبر شمال إفريقيا أرضا أمازيغية،وشعبها شعبا أمازيغيا فلا مكان له في جريدة إختارت الدفاع عن العروبة بنشر تخاريف القوميين العرب،وتهمهم المغرضة والمفبركة منهاجا لها،رغم محاولاتها إخفاء ذلك بنشر (مقالين) أو ثلاث عن أركون مع العلم أنه كان من الأفضل عدم نشر بعض منها لما تحمله من مغالطات وأخطاء متعمدة وخطيرة ومن ضمنها(المقال) الذي أشارنا إليه سابقا،وقد يبرر المشرفون على هذه الجريدة ذلك بكونهم لم يتوصلوا بمقالات عن أركون،وهذا كذب وبهتان لأن عشرات المقالات نشرت في مواقع مختلفة وما كان على هسبريس إلا البحث واقتباس هذه المقالات من مواقع أخرى إن هي فعلا تسعى إلى نشر العلم والمعرفة،فالجرائد المحترفة ليست هي فقط من يكتفي بما يرسل إليها،بل هي التي تبحث عن الحقائق والمستجدات في كل مكان ومن مصادر مختلفة،لذلك نجد أن الجرائد المكتوبة تنشر نصوصا علمية مترجمة من لغات وجرائد أجنبية،وأخبارا عن وكالات ومنابر إعلاميةمتنوعة . إن ما لاتستطيع هسبريس أن تنفيه،بل ما تحاول أن تخفيه هو تحيزها السافر للقوميين العرب،ففي محاولة منها لذر الرماد في العيون;فهي تقوم بنشر مقال للأستاذ أحمد عصيد،أو محمد بودهان وهما الأمازيغيان الوحيدان اللذان تنشر هسبريس مقالاتهما،قلت عندما تقوم بنشر مقال لأحدهما خلال شهر مثلا،فإنها تعمل بالمقابل على نشر عشرات المقالات المعادية للأمازيغية والمهاجمة للأمازيغ،مما يدل على أن نشر مقال لعصيد أو بودهان ماهو إلا محاولة للتغطية على عنصرية هسبريس ووقوفها إلى جانب القوميين العرب،ومرة أخرى قد يبرر المشرفون على هسبريس ذلك بقلة المقالات التي يتوصلون بها،والتي تتناول القضية الأمازيغية بموضوعية وحيادية وبتصور تنويري مبني على الحجة والدليل وبعيد عن القومجية العروبية النتنة،وهذا كذب وبهتان;فهسبريس تتوصل بعشرات المقالات من طرف كتاب أمازيغ;هذه المقالات تكون إما على شكل ردود على مقالات سابقة لعنصريين عرب وتحاول فضح أكاذيبهم وخرافاتهم،أو أنها على شكل مقالات تهدف نشر المعرفة وتسليط الضوء حول القضية الأمازيغية،وهنا لابد من الإشارة إلى مسألة أساسية وهي;أن هسبريس تشترط على الراغبين في النشر فيها خلو المقال من الأخطاء اللغوية،مما يؤكد الطابع التعريبي لهذه الجريدة التي تزعم كونها جريدة مغربية،فهل اللغة العربية التي يسمونها فصحى-وكأن باقي اللغات ليست فصيحة-هي لغة المغاربة؟؟! الأمازيغية والدارجة هي لغة المغاربة،أما العربية فلايستطيع قراءتها-وأركز على يقرأ وليس يتكلم بها-إلا الجيل الذي تلقى تعليما تعريبيا لاوطنيا ولامغربيا،يستمد شرعيته من دستور يعتبر اللغة العربية لغة رسمية للمغاربة رغما عن أنوفهم!!فإذا كانت هسبريس فعلا مغربية فعليها استحضار هذه الحقائق واحترامها;وهي أن لغة المغاربة ليست هي العربية،فكيف تفرض عليهم-أي المغاربة-ضرورة خلو مقالاتهم من الأخطاء كشرط أساسي لنشرها؟؟مسألة أخرى يحيلنا عليها هذا الشرط وهي; ماهو المهم في المقالات الصحفية هل هو مواضيعها أم اللغة التي كتبت بها؟!(هذا التساؤل موجه لمن يحاول تكريس وتغليب اللغة العربية وجعلها لغة مغربية بالقوة،أما نحن فلا مشكلة إن كتبت هذه المقالات بأية لغة شريطة إلتزام العلمية والموضوعية وتقديم الحجج والبراهين،ولأدل على ذلك كون الجرائد الأمازيغية تنشر مواضيع ومقالات بالعربية والأمازيغية والفرنسية ولما لاالدارجة؟!)،إن المقالة ليست درسا لغويا في المضاف والمضاف إليه،وشروط رفع جمع المذكر السالم أونصبه،بل هي رسالة قبل كل شيء،وعليه فاشتراط سلامة اللغة في المقالات وفي جريدة تصف نفسها بالمغربية،هو بمثابة مشجب تعلق عليه هسبريس إمتناعها عن النشر،كما أنه محاولة تعريبية للمغاربة الذين لايعتبرون العربية لغتهم،لذلك فهم ليسوا مضطرين لإتقانها حتى تتاح لهم الفرصة للتعبير عن أراءهم،والسؤال المطروح على هسبريس هو; متى كان إتقان العربية كتابة ميزانا للمعرفة والعلم؟؟ إذا كنت جريدة مغربية فيلزمك،بل والأولى لك النشر بالأمازيغية والدارجة،هناك جرائد تحت إشراف عرب أقحاح يأتي على رأسها جريدة« الحوار المتمدن» الذائعة الصيت،لاتشترط على الراغبين في نشر مواضيعهم خلوها من الأخطاء،فمبالك بجريدة تسمي نفسها مغربية؟!ولكن الغريب العجيب أن ماتنشره هسبريس لايكون دائما سليما من الأخطاء،سواء الناتجة عن التسرع في الكتابة،أو نتيجة أخطاء شائعة حتى أصبح الكاتب والقاريء معا وحتى المشرفون يجهلون أنها أخطاء،ثاني الشروط التي تضعها هسبريس "كبند قانوني" للنشرفيها والتعليق على مواضيعها هو تجنب السب والشتم،وهذا كذب وبهتان،فقد رأينا حجم العنصرية والضغينة والحقد الذي تمتليء به المقالات المنشورة بهذه الجريدة،وخطورة السموم والتهم التي يرمي به القومجيون العرب الأمازيغ من خلال هذا المنبر،أليس تلفيق التهم بالأمازيغ هو أكبر سب وشتم؟!لماذا لاتمتنع إذن هسبريس عن نشر هذه الخزعبلات التي لاتحترم ملايين الأمازيغ،ولاتحترم أحد أهم شروط النشر وهي تجنب الإساءة والسب والشتم،كما أنها خزعبلات حبلى بالأخطاء اللغوية والإملائية؟؟!سيبرر المشرفون على هسبريس ذلك بأن ماينشر بالجريدة لايعبر عن رأيها،هذا حق يراد به باطل،وهنا سأضطرللعودة مرة أخرى إلى(المقال) المعنون ب"هل ستنتهي الحركة الأمازيغية في أحضان الصهيونية؟"،حتى أبين الإنحياز الفاضح والواضح للمشرفين على هسبريس إلى صف القومجيين العنصريين،فأول ما يثير انتباه القاريء لهذا المقال;هو الصورة الواردة أعلاه، التي تظهر العلم الأمازيغي جنبا إلى جنب مع العلم الإسرائيلي،وهنا ربما نسيت هسبريس أوتناست أوتجاهلت أن الأحداث الدامية التي عرفتها الجامعات المغربية سنة2007،إنما كان مردها إلى إقدام المتمركسين العروبيين وبتحريض من المخزن العروبي على رسم العلم الأمازيغي جنبا إلى جنبا مع العلم الإسرائيلي عند مدخل كلية الحقوق بمكناس،وذلك محاولة وتحالفا بينهم لكسرشوكة الأمازيغ ومدهم النضالي داخل الجامعات وخارجها،والحقيقة التي لاغبار عليها أن مشكلة الأمازيغ ليست مع إسرائيل أو اليهود،بل مع القومجية العربية التي هي حليفة الصهيونية والنازية فكلها تنتصر لعرق واحد وثقافة واحدة على حساب الأعراق والثقافات الأخرى،لكن ليس هذا هو المهم في الأمر،بل المهم يكمن في السؤال التالي:إذاكانت هسبريس تدعي إلتزام الحياد إزاء ما ينشر فيها وأن ذلك لايعبر عن رأيها;فمن صمم هذه الصورة وفبركها بالفوتشوب وجعلها في أعلى هذا(المقال)،هل هم المشرفون على هذا الموقع أم كاتب(المقال)؟؟وهنا أكرر مرة أخرى أن المغاربة العارفين بالقومجية العربية وفلسفتها ومبادئها،فأصحابها أشد كفرا ونفاقا وخداعا من اليهود،لذلك لايمكن أن يغيضهم وضع العلم الأمازيغي إلى جانب العلم الإسرائيلي;فالصهيونية ليست هي اليهود وليست هي إسرائيل،وقد سبق أن وضحت ذلك مرارا ولاداعي للتكرار،بل إن علم الجمهورية الريفية لمؤسسيها محمد بن ع الكريم الخطابي كانت موشومة بهلال بداخله نجمة سداسية كتأكيد من الزعيم مولاي موحند على الهوية الإسلامية واليهودية لجمهوريته والتعايش والتسامح الديني الذي كانت تنعم به هذه الجمهورية،مما يؤكد ماقلناه سابقا;على أن مشكلتنا ليست مع اليهود أو الإسرائيليين بل مع العنصريين صهاينة كانوا أم قومجيين عرب،هذا قبل أن تزحف القومجية العروبية العنصرية وتحتكر الدين واللغة والفكر والثروات،وتهجر اليهود من وطنهم، وتقلب كل شيء رأسا على عقب،وتفرض على الناس لغة وهوية غريبة عنهم وهم عنها غرباء. إن مشكلة هسبريس هي احتقارها لقراءها،وتصغير لذكاءهم،ومحاولة لتجييش عواطف المغاربة بنشر مواضيع قمة في الصبيانية والوقاحة والتهور،تعبر عن الحقد الدفين والعنصرية،والنوايا الخسيسة والمبيتة لأعداء الأمازيغ والأمازيغية،فهي لاتولي أدنى اعتبار لمئات المعلقين الأمازيغ الذين يطالبون يوميا بالكف عن نشر مثل تلك الخرافات العنصرية والمغرضة التي تساهم في نشر الكراهية والبغض،والتزام العلمية والحياد ونشر العلم والمعرفة الذي ينبغي أن يكون الهدف الأسمى للصحافة;فبالعودة إلى المواضيع المنشورة بهسبريس،والتي أشارت إلى بعض من عناوينها سابقا،سيلاحظ القاريء أن أغلب،إن لم أقل كل التعليقات هي ضد تلك الخرافات التي تنشرها هسبريس باسم(مقالات)،بل إن من هذه التعليقات ما هو أفضل بكثير من تلك(المقالات)،فأغلبها ردود مبنية على الحجج والبراهين العلمية التي تفند إدعاءات وتهم القومجيين العرب،وأكثر تماسكا وترابطا من(مقالاتهم) الحبلى بالتناقضات والمغالطات والتضليلات،ولتتأكد بنفسك عزيزي القاريء ماعليك إلا الرجوع إلى هذه المواضيع والإطلاع على التعليقات الواردة بشأنها لتتأكد بنفسك،هذه التعليقات التي تعبر على أن الوعي بالقضية الأمازيغية بلغ مرحلة متقدمة،كما يعبر على أن المحاولات الخسيسة البئيسة لهسبريس والقوميون-الذين تنشر لهم- لتهييج وتجييش المغاربة ضد كل ما هو أمازيغي،لم تعد تنطلي على أحد،فإذا كان القومجيون قد نجحوا في ذلك إلى حد ما خلال الثلاثينات من القرن الماضي،فالأمر لم يعد كذلك اليوم،بعد النضال التنويري الذي يقوده الأمازيغ وضحوا من إجله وسجنوا من أجله،وكل ذلك من أجل إخراج هذا الوطن الحبيب من براثين الخرافة والأسطورة التي كان يكذب بها القومجيون ذات يوم على المغاربة ويروجونها داخل الشعب المغربي لقضاء مصالحهم والإنفراد بالسلطة من قبيل;أن فلان ظهر في القمر،وأن فلان كان على متن الطائرة التي نفذ وقودها فبصق في مكان الوقود،واستمرت الطائرة في التحليق إلى أن وصل إلى الوجهة التي كان يقصدها،وغيرها من الأساطير ك(الظهير البربري)...قلت إن تصديق مثل هذه الترهات،لم يعد ممكنا بفضل التنوير الأمازيغي الذي لازال يسعى جاهدا لإخراج هذا الشعب من ظلمات وعنصرية القومجيين،بمافيهم الفقهاء وديكتاتوريتهم والأوصياء على الدين،إلى نور العقل والعلم والإنسانية،وإلى فضاء المواطنة الحقة حيث لافرق بين مسلم ويهودي ومسيحي ولاديني إلا بمقدار مايقدمونه لوطنهم من تضحية ووفاء وإخلاص،وإثبات الهوية الحقيقية لهذا الشعب بناء على الأدلة العلمية والبراهين التاريخية والأنتربولوجية،وعليه فقد آن الأوان لهسبريس وللعنصريين الناشرين بها من عملاء بوقتادة وبونابيل،أن يدركوا ويعلموا علم اليقين،أن محاولة تهييج عواطف المغاربة واللعب على مشاعرهم بالتزوير والتضليل،وتلفيق التهم لم تعد تجدي نفعا ولم يعد يصدقها أحد،وليعلموا أن لغة التآمر والمكيدة والمكر والخداع اتجاه كل ماهو أمازيغي،ومحاولة طمس الهوية الحقيقية للمغاربة إنما هو جري وراء السراب،وسباحة ضد تيار الحقيقة الجارف،هذه الحقيقة المرة بالنسبة لهؤلاء العنصريين والمستعصية على الهضم والإبتلاع عندهم،لأنها ضد مصالحهم وعواطفهم،ولأنها تفضح عنصريتهم وسياستهم القائمة على النفاق والخيانة;إذ يحلون لأنفسهم مايرونه حراما على الأخرين،لكن التغيير والتحرر وساعة الحقيقة قادمة لامحالة شاء من شاء وكره من كره،أما إذاكانت هسبريس مسخرة من طرف المخزن وأذياله لجس نبض الشعب الأمازيغي وقياس درجة الوعي عنده،فمئات التعليقات للأمازيغ هي جواب كافي لهذه العقول المتحجرة،ورد صريح وواضح على المحرفين التضليليين ومحاولاتهم البئيسة للنيل من كل ما هو أمازيغي،وزرع بذور الكراهية ونشر الحقد،أما إذا كان هدف هسبريس هو الربح والتجارة ولو على حساب تاريخ وثقافة وحضارة شعب بأكمله،فذلك ما لن يسمح به الأمازيغ وسيقفون له بالمرصاد،وإذا كنتم تظنون أن المغاربة جاهلون،أو يسهل التلاعب بعقولهم بإديولوجية فاسدة إنتهت مدة صلاحيتها منذ اليوم الأول لصناعتها،فأنتم واهمون وحالمون وياليتكم تحلمون;فنقول رفع عنكم القلم حتى تستفيقوا،فهذه التعليقات التي يبدو أن هسبريس لاتقيم لها وزنا رغم أنها كما قلنا آنفا تحمل فائدة أكثر من خزعبلات القومجيين،تحمل رسالة واضحة مفادها;أن الأمازيغ ماضون في خطهم التحرري التنويري ولايخشون في ذلك لومة لائم،ولاتهمهم إتهامات القومجيين العروبيين لهم بالتطبيع والتصهين والعنصرية...إذ الشعب المغربي أصبح يدرك أكثر من أي وقت مضى من هو العنصري،والمطبع،والمتصهين الحقيقي،والتاريخ لايكذب،فهما حاولتم تغيير الحقائق وتزويرها بنشر تاريخ كاذب،وإلصاق هوية مزورة ومصطنعة بالشعب المغربي،فلن تستطيعوا إطفاء النور بالظلام والبهتان والمكر وتهييج العواطف،ولكم في تعليقات المعلقين عبرة ودرسا فاستوعبوه،لكن الغريب المضحك أن بعض(الكتاب)من تلامذة القومجية العربية يدخلون بأسماء مستعارة للتعليق على مواضيع إخوانهم في العروبة المهاجمين على الأمازيغ عندما يرون أن 90% ضده وضد خرافاته،فيتدخلون لمؤازرته في خطه التضليلي،معتقدين أننا"نرضع أصابعنا"،وقد تفطنت لأحدهم فقط لكثرة إطلاعي ومتابعتي لخرافاته حتى حفظت أسلوبه،وكلمات(مقالاته) التي هي نفسها يستعملها في تعليقاته،وفي الختام أتمنى أن تكون لهسبريس الجرأة لنشر هذا المقال وأن لاتبرر مرة أخرى عدم القيام بذلك بالأخطاء اللغوية أو السب والشتم فهي أعذار لم يعد هي الأخرى يصدقها أحد،فبعض الفيديوهات التي تبثها هذه الجريدة ملئى بالكلمات النابية والساقطة،كما أن بعض التعليقات ترد بها كلمات يستحيي المرء أن يسمعها أو يتفوه بها،ورغم ذلك فهي تنشر،أما(المقالات) فقد أصبحت متخصصة في سب واتهام وشتم الأمازيغ كما سبق وأن وضحنا ،كما أنها لاتخلو من الأخطاء،أما أنا فلاتهمني الأخطاء اللغوية لأني لست أستاذا يلقي درسا في اللغة العربية،ولست مجبرا على إتقان كتابة العربية حتى يسمح لي بالتعبير عن رأيي،ولأني مغربي ولست عربي،ولأن هسبريس مغربية كما تزعم،ولأني لم أسب ولم أشتم أحدا،فلتكن لهسبريس الشجاعة وتنشروأن أجزم مسبقا أنها لن تفعل،ليس لأن مقالي مليء بالأخطاء،فالمقالات التي تنشرها،والتي في الغالب لمن هم في حماية العربية لاتخلو من أخطاء،ولكن لأنها جريدة عنصرية وإن حاولت إخفاء ذلك بمبرر عدم المسؤولية عما ينشر فيها،أوباسم حرية التعبير،وحتى إن قدر الله ونشرت فليس ذلك حبا في الأمازيغ والأمازيغية،بل مراوغة وخداع من هسبريس للرأي العام حتى تسقط عنها تهمة العنصرية الواضحة وضوح الشمس،لأنه لوكانت هسبريس فعلا جريدة ديمقراطية مغربية ومستقلة لاستمعت وعملت بصوت الأغلبية،فأغلب قرائها من الأمازيغ،الذين يرفضون ويستنكرون(المقالات) التي تمررها هسبريس،والملئ بالمغالطات والتزوير والتضليل،كما تدل على ذلك مئات التعاليق،فلماذا لاتستمع هسبريس لصوت الأغلبية-مادامت الديمقراطية تعني صوت الأغلبية وحكم الشعب-وتمنع هذه الخزعبلات،التي تؤسس للجهل وتمجده،وتنشر الظلام والكراهية والحقد،وتتهجم وتسب وتشتم الناس،وتكيل لهم الإتهامات دون موجب حق من النشر؟؟