خرج خالد الناصري، وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة، بمقترح جديد في محاولة لتخفيف التوتر الذي يميز علاقة الصحافيين المغاربة مع الحكومة والذي اشتدت وطأته خلال الشهور الأخيرة. ودعا الناصري إلى «مبادرة فتح حوار وطني جاد بين الصحافيين والحكومة»، بشرط توفر إرادة جادة لدى صحافيين عقلاء. وقال الناصري، في تصريح ل«المساء»: «إن صيغة المبادرة لم تحسم بعد وسيتم النظر فيها لاحقا»، وأضاف قوله: «إنني أطرحها بسعة صدر وروح إيجابية، وهي يد ممدودة إذا كان هناك من الصحافيين العقلاء والشرفاء والنزهاء والمهنيين السامين من لهم القدرة على رد التحية بأحسن منها»، محذرا بالقول: «إذا ما وجدت شيئا آخر فسنستمر في طور العبث والعقم». وأوضح أن «صفة العقلاء من الصحافيين تنطبق على من يرون أنفسهم فيها، وأتصور، يضيف الناصري، أن الأغلبية الساحقة من الجسم الصحافي، حتى ممن أختلف معهم، تتصف بهذه الصفة». وحول موقع الصحافيين، الذين تصفهم الحكومة في الصالونات ب«المزعجين»، من مبادرته، قال الناصري: «الإزعاج لا يزعجني وأنا مدافع عن حرية التعبير والنقد وسأظل كذلك»، وأضاف: «لست في حاجة إلى صحافيين يهادنوني مجانا ويتوسلون عطفي، لأن ذلك لا يليق بالصحافة الديمقراطية»، وختم تصريحه بالقول: «أريد صحافة قادرة على ممارسة حرية النقد في أعظم تجلياتها الديمقراطية، لأنه بدون صحافة منتقدة لن نحقق الانتقال الديمقراطي المنشود». من جانبه، أكد يونس مجاهد، الكاتب العام للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، أنه «لا علم له بهذه المبادرة»، وأضاف أن «النقابة لديها حوار مستمر مع وزارة الاتصال في عدد من القضايا تهم الشأن الإعلامي المغربي والصحافيين، ومنها عقدة البرنامج مع الصحافة المكتوبة»، وأشار إلى أن النقابة لا علم لها بصيغة الحوار الشامل، لكن، هناك نقاش متواصل مع الحكومة وفيدرالية الناشرين حول قضايا مختلفة. وأكد مجاهد، في تصريح ل«المساء»، أن نقاش النقابة استؤنف مع الحكومة حول قانون الصحافة والحق في الوصول إلى المعلومة، واصفا فكرة فتح نقاش وطني والحوار مع الصحافيين ب«الإيجابية والفضيلة».