هذه ذكريات أليمة راكمتها لمدة عشر سنوات من الرذيلة آثرت نشرها كموعظة لبنات جيلي لعلني أكون سببا في تجنبهن الوقوع في ما وقعت فيه. هناك من أبتلي بالهدر المدرسي رغما عنهم،أما جهلا من أوليائهم أوعدم ذات اليد أو من أسباب أخرى أجتماعية وعلى رأسها تفكك الأسر، وهناك من أبتلي بالعهر المدرسي والفرق بين الوصفين هو أن الشريحة الأولى أبتليت رغما عن أنفها،أما الثانية فابتليت بأرادتها الكاملة رغم أنها تحلل أفعالها بأسباب واهية . في اليوم الأول لألتحاقي بالجامعة أكتشفت أشياء لم أكن أتصورها ،وأنا على متن الحافلة ألتقيت بفتيات طالبات بالجامعة ،ومنهن من خلصت السنة الألى أو الثانية ،تقربت منهن مستأنسة لعلني أجد عندهن جوابا لعدة أسئلة حول الدخول ألى الحي الجامعي اللذي أملك رخصة دخوله أنا اللتي لم تخرج قط من محيط قريتها منذ خروجها من رحم أمها اللتي لا تتذكر منها ألا طيفها، قبل وصول الحافلة بدقائق معدودة ،لاحظت بعض الفتيات المحجبات يخلعن خمورهن ويتزينن بما أوتين من مواد الزينة على الملأ،أستفسرت أحدهن فكانت الأجابة على النحو التالي= هنا لا مجال للحجاب ، فزمن البادية وعاداتها قد ولى ،فأنت الآن في المدينة تعيشين حياة عصرية،تعجبت كثيرا لقولها؛خاصة حينما خرجت من الحافلة لأجد نصف النساء محجبات،بل جلهن منقبات لا يظهر من أجسادهن ألا أعينهن وأحيانا عين واحدة،تحاشيت مناقشة زميلتي في تناقض كلامها مع الواقع ،هي اللتي تتدعي العصرنة وأنا الفتاة البدوية الجاهلة لمثل هذه الأمور،أستأنست بزميلتي اللتي ساعدتني كثيرا في أمور أعتمادي لدى أدارة الحي ،بل وتمكنت من نقلي لكي أسكن معها ،وليتها لم تفعل لأن سكني بجوارها كان بمثابة النقطة اللتي أفاضت كأس حياتي وجعلت مني عاهرة راقية سأروي لكم تفاصيلها في حلقة قادمة . ختاما أشكر أدارة هذا المنبر اللذي أتاح لي هذه الفرصة....والسلام عليكم ورحمته تعالى.