للهدر المدرسي بالعالم القروي أسباب متعددة، تبدأ بالفقر وضيق اليد، وببعد المؤسسات التعليمية الموجودة على شكل فرعيات وبالتجمعات السكنية المكونة من الدواوير وحاجة العديد من الأسر بهذه المنطقة لأطفالهم لمساعدتهم في أشغالهم وعلى رأسها الرعي، ومصاحبة الآباء إلى السوق الأسبوعي لمزاولة بعض أنواع التجارة كبيع الأكياس البلاستيكية أو بيع السجائر بالتقسيط بيع الدجاج حمل البضائع عبر عربات صغيرة. ويضيف عمر أن حالات الهدر المدرسي تنتشر بكثرة عند الفتاة القروية بمنطقة صخور الرحامنة، ثم كذلك الزواج المبكر، والذي تمتاز به الأسر بهذه المنطقة وهناك أسباب أخرى يؤكد المتحدث تتسبب في الهدر المدرسي كصعوبة الوصول إلى إحدى أقسام الفرعيات لوعرة المسالك خصوصاً أثناء نزول الأمطار، حيث تنقطع الدراسة لمدة معينة، فالدراسة شبه منقطعة بنسبة 80% أضف إلى ذلك البنية التحتية لغالبية الفرعيات. فلا أبواب ولا نوافذ ولا مراحيض ولا أسوار تحميها. هذه أمور كلها تجعل الأسر القروية تمانع في إرسال أطفالها الى المدرسة، وبذلك فهذه الظروف هي الدافع الأساسي لانتشار ظاهرة الهدر المدرسي بالتعليم الابتدائي. أما الإعدادي والثانوي فهو غير موجود بالعديد من المناطق بصخور الرحامنة، وبالتالي، فإن عملية التمدرس تنتهي عند العديد من الأسر القروية في المستوى السادس ابتدائي مهما كانت النتائج، لأن إمكانية إرسال الناجحات والناجحين لهذه الأسر ضعيفة جداً.