مسرحية & ييني إيشارزن ثاغنانت & عبارة عن مسرحية داخل مسرحية حيث أن الكاتب أحمد زاهد يلخص واقع تاريخ المغرب من خلال أحداث المسرحية التي كانت إستعداد الفرقة لأداء عرض مسرحي ملحمي تاريخي، إذ تدور هذه الأحداث بين المخرج و الممثلين المقبلين على أداء مسرحية يحاكون من خلالها مجموعة من الشخصيات التاريخية التي لم ينصفها التاريخ (محمد بن عبد الكريم الخطابي؛ طارق بن زياد؛ موحا أوحمو زياني؛ و يوغرطة...) أحمد زاهد ذلك الكاتب المسرحي الذي يمتلك القدرة على إستخلاص الأحداث التاريخية في قالب مسرحي كوميدي، الصامت المنكمش على ذاته الذي يخفي وراء صمته حكمته وقراءته العلمية و المنطقية للأحداث؛ كيف لا هو أستاذ الحوار المسرحي بلا منازع، فلا يمكن لأي أن ينكر تأثير هذا الكاتب على ملامح المسرح الأمازيغي من خلال مؤلفاته المسرحية التي جمع فيها بين الأسلوب المسرحي و القصص، ونذكر من أعماله مسرحية إمزران، رماس، و ييني إيشارزن ثاغنانت التي هي موضوع حديثنا اليوم. من خلال قراءتي لهذه المسرحية التي تحمل بين طياتها تيمات واقعية في كل جزء فيها إنطلاقا من عنوان المسرحية إلى سيكولوجيات الشخصيات التي لا تتفق في ما بينها، عبر حالات إنسانية من التمرد على الواقع، حملت مسرحية & إيني إيشارزن ثاغنانت& صورا لإختلافات الطبيعة البشرية في بقعة أنهكتها الصراعات القبلية، على أمل أن يستوعب كل منهم الأخر. إذ يتضح لنا أن الكاتب حاول رصد مجموعة من الأبعاد الاجتماعية التي تتجسد في أطوار المسرحية وأحداثها وكذلك طبيعة كل شخصية إذ يمثل كل منهما نموذجا إنسانيا خاصا، حيث استطاع الأستاذ زاهد بذكائه الأدبي أن يجمع بين هذه الشخصيات لتحقيق صراع درامي حقيقي. أما من ناحية الشكل فأكثر ما جذبني خلال قراءتي لهذا النص المسرحي هو التدرج في الاحداث والذي يحقق العنصر البارز في العمل القصصي والأدبي عموما وهو الحبكة لينتج لنا مزيجا غنيا بعيدا عن ما يلجأ إليه الكتاب المسرحيون السطحيون، كما ان نهاية المسرحية كانت جد منطقية والتي تمثل نتيجة ذلك الصراع والخلاف الذي كان قائما وأيضا كنتيجة للتسلسل المنطقي للاحداث. وفي الأخير أقول أن أبرز ما استطعت إستنتاجه من قرائتي المتواضعة للنص المسرحي &ييني ايشارزن ثاغنانت& هو المغزى العام الذي حاول الأستاذ زاهد أن يوصله لنا من خلال هذا العمل الذي يبرز فيه تلك الشحنات النفسية والخلافات الهدامة التي تكون بين الأفراد إذ ما تكون دائما سببا في الفشل.