انتخب مناضلات ومناضلو حزب غصن الزيتون، بالإجماع، المصطفي بنعلي أمينا عاما للحزب، في أعقاب، اختتام أشغال المؤتمر الوطني الخامس، وبدون منافس، في الوقت الذي تردد الحديث، في أوساط المؤتمر، عن وجود ترشيحات، من أجل خوض غمار السباق، لمضايقته، على قيادة الحزب. وبالمناسبة، أجمعت فعاليات من الحزب، على أن غياب منافس لبنعلي، تترجم، قناعتها بمستوى كفاءته، وحنكته في تدبير تحديات المرحلة الانتقالية، التي عاشتها جبهة القوى الديمقراطية، مباشرة بعد رحيل زعيمها وأحد مؤسسيها الراحل التهامي الخياري، مؤكدة في الوقت نفسه، أن استمرار تواجد الحزب على الساحة السياسية، رغم صعوبة ودقة سياق الانتقال، دليل صريح على أن الجبهة حزب أفكار، وليس حزب أشخاص. كما أوضحت ذات الأوساط، أن وضع الثقة في الأمين العام الجديد، هو اطمئنان، على أن الحزب، بين أيادي أمينة، ويواصل خطاه، في الاتجاه الصحيح، من أجل تحقيق المشروع المجتمعي، الديمقراطي، الحداثي، الذي ينشده مناضلاته ومناضلوه. يذكر أن مؤتمر الجبهة الوطني الخامس، المنعقد يومي25و26 الشهر الجاري، شكل محطة فارقة في مسار الحزب، أكد فيه بنعلي، في تقريره السياسي، الذي ألقاه في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر عن صياغة حزبه، لوثيقة مرجعية، مذهبية، جديدة، تمكنه، من إحراز خطوة تحول، كبيرة ومؤثرة، في مسار الحزب، وفي الحياة السياسية الوطنية. واستطرد موضحا، أن تحقيق، نقلة نوعية، في بناء المشروع المجتمعي، لحزب غصن الزيتون، ترتكز على تجديد مرجعيته الفكرية، كإطار يتوجه للإنسان، ويتحرر من تبعات الإيديولوجيات القديمة، وبما يشكل نزوعا نحو الحكمة بمفهومها الحضاري. محطة المؤتمر، والتي تزامنت مع احتفاء الجبهة، بذكرى مرور20سنة، على تواجدها بالساحة السياسية الوطنية، تشكل أفقا، يضيف أمين عام الحزب، لتحقيق نقلة نوعية في بناء مشروعه النضالي، عبر بناء فكر سياسي إنساني، نقدي، ينشد التكامل في العمل، والسلام ووحدة الإنسانية.