أكد المصطفى بنعلي أن تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية، إلى جانب العربية، مطلب مجتمعي ملح، تعاملت معه الحكومة الحالية بأسلوب غير مفهوم، بتماطلها في إصدار القانون التنظيمي القاضي بتنزيل مضامين دستور 2011، الذي جاء ليرد الاعتبار للغة و الثقافة الأمازيغيتين، و يقر بالمكانة المتميزة للأمازيغية في صلب الشخصية المغربية، و كمكون أساسي من مكونات الهوية الوطنية. كما عبر الأمين العام لجبهة القوى الديمقراطية عن استغرابه، للتعاطي السلبي للحكومة، طيلة ولايتها التشريعية كاملة، مع القضية الأمازيغية، إلى الحد الذي جعلها تسجل تراجعات، في مجالات عدة، في التعليم و الإعلام، و غيرها، بالنظر إلى تراكمات القضية منذ 2001، وانطلاق ورش مصالحة المغرب مع تاريخه و هويته، بعد عقود من التهميش و الحيف و الإقصاء. و أبدى بنعلي رفض الجبهة لأي قانون يصدر بطريقة فوقية، لا تستند إلى المرجعية التشاركية، التي تضمن للجميع الحق في إبداء الرأي، حول قضية مصيرية، لها ثقلها في الواقع السياسي، الاقتصادي و الاجتماعي، و الثقافي للبلاد. و أوضح بنعلي في الكلمة التي ألقاها في افتتاح أشغال ندوة فكرية، نظمتها الجبهة، عشية الاثنين بالرباط، تخليدا للذكرى الثالثة لرحيل الفقيد و القيادي التهامي ألخياري، أن طرح موضوع تفعيل ترسيم الأمازيغية، يترجم القناعة المبدئية لجبهة القوى الديمقراطية، في أولويته، و يدخل ضمن انشغالات تفعيل الدستور و تأويل مضامينه ديمقراطيا. و اعتبر الأمين العام للجبهة، خلال هذه الندوة الفكرية، أن دستور2011 شكل محطة فارقة في تاريخ المغرب، لما عبر عن إرادة قوية لتعميق الإصلاحات السياسية، في سياق الحراك الاجتماعي الذي عكس تطلعات المجتمع المغربي نحو الإصلاح و التغيير، و هو الموعد الذي أخلفت الحكومة وعدها معه، معبرة عن عجز في رفع رهانات و تحديات من حجم ملف القضية الأمازيغية. و ذكر الأخ بنعلي بأن تفكير و اختيار الجبهة لموضوع ترسيم الأمازيغية، و في مناسبة، تخلد لرحيل الفقيد التهامي ألخياري، ليس اعتباطيا، و لا تعاملا مناسباتيا، بل أن القضية الأمازيغية احتلت مكانة الصدارة منذ 1997 تاريخ تأسيس الحزب، عبر مؤتمراته و ملتقياته، و أنشطته، مضيفا أن الجبهة كانت من الأحزاب القليلة التي طالبت بترسيم اللغة الأمازيغية، تحضيرا لإقرار الدستور الجديد. و في السياق ذاته جدد الأمين العام التأكيد على أنه اختيار واعي و مسؤول تفعيلا لروح الدستور الداعي إلى النهوض باللغة و الثقافة الأمازيغيتين في إطار مشروع مجتمعي ديمقراطي تعددي و منفتح على العالم، و يترجم حرص جبهة القوى الديمقراطية على تحقيق العدالة اللغوية و الثقافية، كرأسمال لا مادي و بشري و ثروة غنية بتعددها في البلاد. و خلص بنعلي إلى أن روح الفقيد التهامي ألخياري جديرة بأن تكون المحفز لطرح موضوع الندوة على أهميته، لما جسده المرحوم كشخصية وطنية وحدوية بكل الأبعاد. و يذكر أن أشغال الندوة التي أدارت أشغالها أمينة سبيل عضو الأمانة العامة، منسقة القطاع النسائي للجبهة، عرفت مشاركة الأساتذة الباحثين المتخصصين أحمد عصيد تناول " الأمازيغية طرح موضوع.. التعدد .. والهوية الوطنية" و عبد السلام خلفي أي سياسة لتدبير التعدد اللساني بالمغرب ؟ و الصافي مومن علي. ناقش موضوع اللغة الأمازيغية .. من الترسيم إلى التقنين.كما سجلت الندوة حضور ممثلي أحزاب سياسية و النقابية و فاعلين حقوقيين و جمعويين و باحثين مهتمين، و منابر إعلامية مكتوبة ومرئية و مسموعة و صحافة الكترونية، إلى جانب أعضاء الأمانة العامة للجبهة، و أطر و مناضلات و مناضلي الحزب، و عائلة الفقيد التهامي ألخياري.