الزيارة الملكية للبيضاء تستنفر الأجهزة والسوريون ومقلدوهم يربكون الحسابات انطلقت الزيارة الملكية للبيضاء، مساء أول أمس (الخميس)، في أجواء طبعتها الحيطة والحذر، سيما مع ما تعرفه العاصمة الاقتصادية من اكتظاظ مروري نتيجة أشغال كبرى بمختلف المناطق، بدءا من ليساسفة حيث يجري توسيع خط الطرامواي، ومرورا بمختلف المقاطعات التي تعرف أشغال حفر وتبليط وغيرها، وانتهاء بالرحمة حيث ما زالت طريق مولاي التهامي تحت رحمة معاول الجرافات. ويظل المتربصون بالملك الهاجس الأول للمسؤولين الأمنيين بالبيضاء، سيما بعد تكرار حوادث اعتراض الموكب الملكي، وأيضا بالنظر إلى ما تخلفه حوادث التربص من تداعيات وتأديبات. وعلمت «الصباح» أن اجتماعات أمنية، استمرت إلى منتصف الليل من الأيام الماضية، واحتضنتها ولاية أمن البيضاء، بمشاركة مختلف رؤساء المناطق الأمنية والمسؤولين بالشرطة القضائية وبالمرور، كان من بين النقاط التي ناقشتها مضاعفة المردودية والتنسيق بين مختلف مصالح المنطقة الواحدة وفي ما بين مصالح المناطق الأمنية الأخرى، كما تمت في الآن نفسه صيانة لمختلف الكاميرات المثبتة في الشوارع، ناهيك عن حملات استباقية، همت على الخصوص تطهير الشوارع من المتسولين والمشبوهين الذين يشكلون خطرا على المارة والراكبين. واحتل كورنيش عين الذئاب، أهمية قصوى في وضع الترتيبات والإعدادات للزيارة، إذ أنها المنطقة التي تعرف توافد المتربصين وتحينهم فرصة ظهور السيارة الملكية. ووضعت خطة محكمة لمراقبة الكورنيش. وأفادت مصادر «الصباح» أن الأجهزة الأمنية باتت متضايقة من تناسل شبكات التسول التي يتحدر أصحابها من سوريا، وأيضا من انتشار مشتبه فيهم يعمدون إلى تقمص صفات اللاجئين السوريين لاحتلال المدارات وجنبات الشوارع لاستجداء المواطنين، ما يخلف إرباكا وعرقلة لحركة السير. وشرعت مصالح الأمن منذ الأسبوع الماضي، في تفكيك شبكات التسول السورية، التي تبين أنها تشتغل باحترافية وتتنقل بين مختلف المدارات في اليوم الواحد، ويساعدها في ذلك أشخاص آخرون يحكمون توزيعها، مستعملين سيارات رباعية الدفع لنقلهم. وتستعمل الشبكات ذاتها الأطفال ولافتات للفت الانتباه والتأثير على المارين، كما أنها تزين كل الشوارع تقريبا. وأجرت مصالح الأمن، خصوصا عناصر الشرطة التابعة للدوائر، خلال الأيام الثلاثة الماضية، حملات أوقفت خلالها العديد من ممتهني التسول من المتحدرين من سوريا، سيما مستغلي الأطفال، كما جرى التحقق من هويتهم وإنجاز محاضر لهم قبل إطلاق سراحهم. وفرضت رقابة على مختلف المدارات، وملتقيات الطرق التي تحولت إلى قبلة للمتسولين من الأفارقة والسوريين. وأوضحت المصادر ذاتها أن المجهودات الأمنية لم تتوقف عند هذه الجوانب، بل تعدتها إلى وضع خطط للسير والجولان، والبحث عن سبل لتليين حركة المرور سيما بالمدارات التي تعرف اختناقا كبيرا، خصوصا التي التي تجري بها أشغال. وجرى في الآن نفسه وضع ترتيبات خاصة بالزيارة الملكية وتنظيم المداومة بمختلف الدوائر. ولأول مرة، ستجري التغطية الأمنية للزيارة الملكية، بالاستعانة بكاميرات المراقبة، التي كان الملك أعطى انطلاقة مشروعها في الزيارة الماضية، ما سيسهل تنظيم حركة السير، والرصد الأوتوماتيكي للحوادث، والتعبئة الفورية للقوات العمومية، وتحديد الأغراض والأشخاص والعربات المشبوهة، والتتبع الأوتوماتيكي للأجسام المتحركة. وهو نظام مربوط بكاميرات الطرامواي وكاميرات موجودة في المطارات، وميناءي البيضاء والمحمدية، والأسواق التجارية الكبرى والبنوك ناهيك عن العشرات من الكاميرات التي جرى تثبيتها منذ يناير الماضي بمختلف الشوارع وفي الكورنيش. المصطفى صفر