خلال هذه الأيام، قصد المدعو السيد البشير مصطفى مجلس النواب ومجلس الشيوخ الإيطاليين لمحاولة تغليط هذه المؤسسات الديموقراطية للحصول على اعتراف. البشير هذا، على ترأس "الوفد" الي ضم شخصان آخران من جماعة البوليساريو الإنفصالية، يقيمان في إيطاليا. لكن ما لم يخطر على بال رئيس "الوفد" أنه عاد خاوي الوفاض، رغم الدعاية الجزائرية. وللتذكير أن لا الحكومة الإيطالية ولا وزارتها الخارجية توصلتا بهذا "الوفد". ولا بلاغ صادر عن اللقاء. وذلك عكس ما نشرت العديد من المواقع الموالية لجبهة البوليساريو ووسائط التواصل الاجتماعي عن هذا اللقاء المزعوم من خلال نشر بعض الصور. عكس ما جاء في بلاغ مغلوط نشر في موقع "ياهو"، فإن لجنة الشؤون الخارجية لمجلس الشيوخ لم تلتقي ب "ممثلي الشعب الصحراوي". حيث في أي لقاء رسمي يتم صياغة بلاغ في الموضوع وينشر بواسطة وسائل الأنباء الموسساتية، وعن لقاء بين اللجنة المذكورة وهؤلاء الأشخاص لا يوجد أي تأكيد. للتوضيح، توجد في مجلس النواب قاعات مفتوحة للعموم، وبالضبط في إحداها التقى هؤلاء الأشخاص بإثنين أو ثلاثة برلمانيين برأسة السيناتور فاكاري صطيفانو المعروف بسفرياته الدائمة إلى الجزائر. وبالفعل، البلاغ المنشور يتضمن نفس البصمات الواردة من ذلك البلد المغاربي. خبر آخر بعيد عن الصحة تم نشره موقع "جوزيبي قريلو" و"ياهو" منسوب إلى "أسكانيوز"، حيث زعم محرر المقال أن مخميات "اللاجئين" توجد في المغرب، وبذلك يعبر عن جهله المطبق للجغرافيا وللسياسة الدولية. قد نشاطر كلمات الناطقة بإسم "حركة خمس نجوم" في البرلمان الإيطالي، السيدة أورنيلا بيرطوروطا التي علقت على مزاعم "الوفد" الغير معروف الباحث عن مشروعية لدى المؤسسات الإيطالية قائلة: "إنه من المهم تسليط الأضواء على أسباب النزاع والعمل على حلول سلمية ونهائية، حتى يمكن لأي طرف حل نزاعاته الخاصة وتحسين ظروف أولئك الأشخاصالذين يعيشون منذ عقود في مخيمات اللاجئين في ظروف الحرب والميزيرية". فشل ذريع آخر "للوفد" يتجلى في استقبالهم فقط من طرف بعض برلمانيي "اليسار الإيطالي" القليل التمثيلية السياسية والمصداقية الشعبية في إيطاليا، حيث ذكروا ب"العناية المتبعة في إيطاليا" بقضايا البوليساريو "من خلال شبكة جمعيات التضامن والدعم". لكن، مع الأسف، يتعلق الأمر بتضامن ودعم للبوليساريو فقط وليس لساكنة مخيمات تندوف. هاته الجمعيات المدفوعة بخلفيات إيديولوجية وريعية أيضا، لا تهتم ولا تتطرق للإنتهاكات التي يتعرض لها الكائن البشري وكرامته من خلال حرمانه من حقوقه الأساسية من طرف الجزائر في المخيمات. الغاية معروفة جدا: ما يسمى بالوفد أراد أن يستغل الفرصة لطلب الأموال لمواجهة الحرارة الصيفية المقبلة كما طلب لمواجهة أمطار الشتاء. إضافة إلى ما سبق، فقد أفاذت صديقتنا الإشتراكية بيا لوكاطيلي أنه "خلال اللقاء تحدثنا عن الانتهاكات حقوق الإنسان في مخيمات اللاجئين الصحراويين، وتطرقنا للتطلع الصعب لإستقرار والهدنة في الصحراء". وهنا ضربت هذه المرأة الفولاذية آخر مسمار في نعش الدعاية الجزائرية. لكن في عاصمة الجزائر، كما هي العادة أخبار "الوفد" ولقاءاته كانت من طبيعة أخرى وتوظيف آخر: "تم استقبال الوفد الرآسي من طرف الحكومة الإيطالية، ومجلس النواب، ومجلس الشيوخ، والأحزاب السياسية الذين ساندوا" مزاعم "الوفد". ما يجهله مسيري "موقع جوزيبي قريلو" أن البوليساريو جماعة خلقتها الجزائر لزعزعة المغرب. وما يجهله بعض الإيطاليين أن البوليساريو غير معترف به لا في إيطاليا ولا في الإتحاد الأوروبي ولا في الأممالمتحدة. خلال اليومين الماضيين تم طرد ما يسمى بممثل البوليساريو من طرف رجال الأمن أثناء تواجده في لقاء لمجلس الأمن لأنه ببساطة يمثل كيان غير معترف به. هكذا إذن ، قال السياسيون الإيطاليون "للوفد" باصطة بالإيطالية بمعنى كفى. باصطة التوضيف السياسي. باصطة من التضليل على المغرب. على الجزائر، بلد استقبال مخيمات تندوف، أن تحترم حقوق ساكنتها، بدءا من حق أساسي في حياة كريمة عبر اجراءات أساسية مثل إحصاء الساكنة، وتحديد الهوية وحرية الحركة والعمل وغيرها. هذا التكذيب الواضح للدعاية الإنفصالية في إيطاليا أصبح ممكنا بفضل التعريف والتحسيس الدائم من طرف المجتمع المدني المغربي في إيطاليا الذي يحترم بلده الأصلي وبلد الإستقبال، إيطاليا، وذلك بواسطة حماية مواطنيه أيضا من التوظيف السياسي والإعلامي لقضايا بلده. شكرا جزيلا للجالية المغربية بإيطاليا، وشكرا جزيلا لإيطاليا التي قررت ألا تكون الموزنبيق المساند للجزائر، أو لا تكون مساندة للجزائر التي لأسباب توسعية ومصالح اقتصادية خلقت النزاع المفتعل والعقيم حول الصحراء المغربية على حساب العديد من المساكين الأبرياء في مخيمات تندوف الذين نستمر في الدفاع عنهم. ياسين بلقاسم منسق وطني لشبكة جمعيات الجالية المغربية بإيطاليا – راكمي