دعا وفد من ضحايا التعذيب السابقين بمخيمات تندوف المجتمع الدولي إلى التدخل لوضع حد للجرائم التي يرتكبها قادة البوليساريو ومتابعة " جلادي جبهة البوليساريو أمام العدالة على الجرائم المرتكبة في معتقلات تندوف بالجزائر "، وفق ماذكرته وكالة الأنباء المغربية. وأوضح أعضاء الوفد ، في تصريحات لنفس الوكالة ، على هامش مشاركتهم في الدورة الثانية للأيام الثقافية المغربية الإيطالية المنظمة من 14 إلى 16 نونبر الجاري بروما ، أنهم أطلعوا مسؤول القسم القانوني بالمفوضية السامية الشؤون اللاجئين بيت شولر ، ورئيس منظمة العفو الدولية فرع إيطاليا أونطونيو مارشيزي ، ورئيس جمعية الحماية القانونية لحقوق الإنسان ماريو لانا ، خلال لقاءاتهم بهم على " الوضعية المأساوية بمخيمات تندوف مع التركيز بشكل خاص على الانتهاكات اليومية والممنجهة لحقوق الإنسان ". وأضاف أعضاء الوفد أن محاوريهم الإيطاليين عبروا لهم ، بعد الاستماع للعروض التي قدمت لهم حول وضعية حقوق الإنسان بمخيمات تندوف ، عن " صدمتهم لفداحة انتهاكات حقوق الإنسان والتعذيب الممنهج الذي لا يستثني حتى الأطفال في هذه المخيمات ". وقال أسير الحرب السابق علي نجاب ، الذي أمضى 25 سنة في معتقلات تندوف بالجزائر ، إنه أطلع محاوريه على فداحة التعذيب والممارسات اللاإنسانية بتندوف . وأشار علي نجاب ، نقلا عن تقرير البعثة الدولية للتحقيق في ظروف احتجاز أسرى الحرب المغاربة بتندوف نشرته (فرانس ليبرتي) ، إلى أن " الجزائر كانت أول بلد يعترف بالبوليساريو ، كما أنها مكنت البوليساريو من الأسلحة واللوجستيك العسكري الضروري ". وبعد أن أشار إلى " المعاناة التي قاسيناها خلال ربع قرن من الزمن لدى البوليساريو ولدى الجزائر خلفت لدينا آثارا عميقة وخطيرة جسديا ومعنويا " ، دعا نجاب إلى الكشف عن " مصير عشرات المختفين خاصة الأطفال الذين اختطفتهم مجموعات جزائرية ومن البوليساريو خلال هجماتها على مدن طانطان والبويرات والسمارة سنة 1979 وفي مناطق أخرى ". من جانبه دعا رئيس جمعية المفقودين في (البوليساريو) داهي أكاي ولد سيدي يوسف إلى متابعة "جلادي جبهة البوليساريو أمام القضاء على الجرائم المرتكبة بسجون مخيمات تندوف بالجزائر ". وأبرز أكاي بالمناسبة " انتهاكات حقوق الإنسان بتندوف ، ومختلف الجرائم ، اختطاف وقتل، المرتكبة من طرف قادة البوليساريو" ، مذكرا بأن " 80 في المائة من سكان مخيمات تندوف هم صحراويون من أصل جزائري وليست لهم أية علاقة بالأرض التي يطالبون بها ". وانطلاقا من هذا ، يقول أكاي ، فإن "الجزائر لن تدعم أبدا أي تسوية سياسية لهذا النزاع ، وأنها ستواصل دعم هذا الجزء من سكانها الذين ينشرون الرعب بتندوف ". وتساءل أكاي " كيف يمكن لجلادي البوليساريو أن يبقوا بدون عقاب وأن يتحركوا بكل حرية في عدد من الدول الأوروبية بجوازات سفر دبلوماسية جزائرية رغم الجرائم التي ارتكبوها ؟ " . وأشار إلى أن جمعيته سبق أن قدمت ملفا كاملا أمام المحكمة الجنائية الدولية وأنها شرعت في إجراءات قضائية أمام المحاكم الإسبانية ، داعيا إيطاليا بالمناسبة إلى " متابعة بعض مجرمي البوليساريو الذين يتحركون بكل حرية فوق أراضيها دون أن يطالهم العقاب ". من جهتها سجلت سعداني ماء العينين أن زيارة الوفد الصحراوي تهدف إلى تحسيس الرأي العام الإيطالي بفداحة انتهاكات حقوق الإنسان بمخيمات تندوف ، التي " لا يتردد فيها جلادو البوليساريو ، المدعومين من الجزائر ، في إنزال أشد أنواع العذاب بل وقتل كل شخص يعارض أطروحاتهم ". وقالت إنه " خلال لقاءاتنا دعونا محاورينا إلى طرح السؤال الآتي : كيف أن عددا كبيرا من الصحراويين المغاربة الحقيقيين عادوا إلى المملكة وأن آخرين ينتظرون بشوق كبير القيام بذلك متى كانت الفرصة سانحة ؟ " ، منددة بالمناسبة بالانتهاكات الممنهجة واليومية لحقوق الإنسان بمخيمات تندوف . وسجلت سعداني أن " مجرد زيارة قبر قريب أضحت تخضع لترخيص مسبق من قادة (البوليساريو) ، والهدف طبعا هو الاستفادة بأكبر قدر ممكن من الأموال التي تمنحها منظمات إنسانية وجمعيات أخرى لا زالت تجهل حقيقة هذه الحركة التي يتحكم فيها صحراويون من أصل جزائري وتحركها أجهزة الاستخبارات الجزائرية ". للإشارة فإن الدورة الثانية للأيام الثقافية المغربية الإيطالية ، التي تنظم تحت شعار "ثقافة الصحراء" ، تتضمن معرضا لمنتوجات الصناعة التقليدية بالأقاليم الجنوبية للمملكة ، يروم من خلاله المنظمون إبراز غنى وتنوع التراث القافي والفني المغربي .