قدم اثنان من ضحايا الانتهاكات في مخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف على ايدي قادة بوليساريو شهادات "صادمة ومؤثرة" يوم الاثنين للقاضي الذي ينظر في اتهامات بالإبادة، ارتكبها نحو ثلاثين من قادة الجبهة الانفصالية. وفضح الداهي أكاي وسعداني ماء العينين أمام المحكمة الوطنية بمدريد، أعلى هيئة قضائية جنائية إسبانية، جرائم الإبادة الجماعية والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تقترفها بوليساريو.
وقدم أكاي وماء العينين اللذان تقدما بشكوى ضد قادة بوليساريو عن جرائم الإبادة الجماعية والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان بمخيمات تندوف فوق التراب الجزائري، "شهادة صادمة ومؤثرة أمام قاضي المحكمة الوطنية بابلو روث حول المعاناة التي قاسوها بمخيمات العار والتعذيب الوحشي الذي مارسه عليهم جلادو بوليساريو".
ووصف أكاي، رئيس جمعية مفقودي بوليساريو وماء العينين ابنة الراحل الوالي الشيخ سلامة، اللذان استدعتهما المحكمة الوطنية للإدلاء بشهادتيهما، الظروف اللاإنسانية التي عاشاها في مخيمات تندوف والتعذيب الذي مورس عليهما والذي لا زالا يعانيان من أثاره. وقال الداهي أكاي، في تصريح للصحافة عقب استماع قاضي المحكمة الوطنية لهما، "لقد وصفنا للقاضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي كنا ضحايا لها طيلة سنوات بمخيمات تندوف وأكدنا تهم الإبادة والإختفاء القسري والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان" الموجهة لنحو ثلاثين من قادة البوليساريو.
وأضاف أكاي، الذي لا زال يعاني من آثار التعذيب الذي مارسه عليه "مرتزقة بوليساريو"، في هذا الصدد، أنه أطلع قاضي المحكمة الوطنية بمدريد على ظروف الحياة المزرية في مخيمات تندوف، حيث بتعرض الضحايا لأبشع الممارسات المهينة واللاإنسانية.
وكان محامي الضحايا خوسيه مانويل روميرو قال في تصريح لوكالة الأنباء الاسبانية بمدريد، ان المحكمة الوطنية، التي كانت قد قضت بقبول الدعوى المرفوعة في 2007، وجهت استدعاءات لعدد من الضحايا للمثول أمامها الاثنين.
وأضاف المحامي أنه سيتعين على اثنين من المتهمين في هذه القضية، وهما الممثل السابق لبوليساريو في إسبانيا، إبراهيم غالي (وهو موجود حاليا في الجزائر)، والمسؤول عن المصالح الأمنية لبوليساريو محجوب لينكولن، المثول يوم 16 أغسطس الجاري أمام قاضي المحكمة الوطنية بتهم "ارتكاب جرائم إبادة والإختفاء القسري والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان".
ويعيش في مخيمات تندوف ألاف من اللاجئين الصحراويين الذين يخضعون لحكم بوليساريو التي تسعى الى فصل الصحراء المغربية عن المغرب بدعم من الجزائر.
وحذرت جمعيات مدنية من الحالة الحقوقية المتردية التي تعيشها مخيمات تندوف، فضلا عن انتشار الجريمة والفساد.
والقضية المنظورة في اسبانيا الاثنين ليست الوحيدة في هذا السياق، اذ ينظر القضاء الاسباني ايضا في اتهامات بالاغتصاب تقدمت بها شابة صحراوية بحق ابراهيم غالي.