دعا حزب جبهة القوى الديمقراطية الرأي العام الوطني والدولي إلى كسر جدار الصمت عن محاكمة مجرمي البوليساريو المتهمين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في حق المغاربة المحتجزين بتندوف، لمجابهة كل المناورات والدسائس، التي تحاك ضد استكمال المغرب لوحدته الترابية. استغربت الأمانة العامة للحزب، في بلاغ لها توصلت "المغربية" بنسخة منه، ما اعتبرته "الصمت المطبق للجهات التي عرفت بتبجحها بالدفاع عن حقوق الإنسان بالصحراء المغربية" في الوقت الحالي الذي تجري محاكمة بعض رموز قادة البوليساريو، عن جرائم الإبادة الجماعية والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي اقترفوها في حق الصحراويين في مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري، من طرف المحكمة الوطنية في العاصمة الإسبانية مدريد، وهي أعلى هيئة جنائية إسبانية. وأدانت الأمانة العامة للحزب "سياسة الكيل بمكيالين لقضايا حقوق الإنسان بالمغرب، وتوظيفها ضمن مسلسل مفضوح للنيل من الوحدة الترابية للمملكة"، داعية الرأي العام الوطني والدولي إلى كسر جدار الصمت عن محاكمة جلادي البوليساريو المتهمين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، "حتى لا تلقى هذه القضية مصير القضايا نفسها التي تورطت فيها قيادة البوليساريو، ومنها على سبيل الذكر قضية مصطفى ولد سيدي مولود، الذي أهمل وهو يعاني في نضاله المستميت من أجل نيل حقوقه المسلوبة". وعلمت "المغربية" أن ضحايا صحراويين فضحوا أمام المحكمة الوطنية بمدريد جرائم الإبادة الجماعية والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تقترفها البوليساريو. وقدموا شهادات صادمة ومؤثرة أمام قاضي المحكمة الوطنية، بابلو روث، حول المعاناة التي قاسوها بمخيمات العار والتعذيب الوحشي الذي مارسه عليهم جلادو البوليساريو. إذ وصف الداهي أكاي، رئيس جمعية مفقودي البوليساريو، وأحد ضحايا الانتهاكات، رفقة سعداني ماء العينين، ابنة الراحل الوالي الشيخ سلامة، اللذان استدعتهما المحكمة الوطنية للإدلاء بشهادتيهما، الظروف اللاإنسانية التي عاشاها في مخيمات تندوف والتعذيب الذي مورس عليهما والذي مازالا يعانيان من أثاره. وقال الداهي، في تصريح إعلامي عقب استماع قاضي المحكمة الوطنية له "وصفنا للقاضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي كنا ضحاياها طيلة سنوات بمخيمات تندوف وأكدنا تهم الإبادة والاختفاء القسري والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان"، مبرزا أن التهم موجهة لنحو ثلاثين عنصرا من قادة البوليساريو. وأضاف أكاي، الذي تحدث ل "المغربية" عن معاناة المغاربة في سجون البوليساريو، "أطلعت قاضي المحكمة الوطنية بمدريد على ظروف الحياة المزرية في مخيمات تندوف، حيث يتعرض الضحايا لأبشع الممارسات المهينة واللاإنسانية". يشار إلى أن الداهي، وجميع أصحاب الحقوق المدنية، الذين رفعوا الدعوى القضائية ضد عناصر البوليساريو، خضعوا لفحص طبي لتحديد آثار التعذيب الذي تعرضوا لها، قبل تقديم شهادتهم أمام القاضي، الذي قضى بقبول الشكاية التي وضعت منذ سنة 2007، إذ يأخذ الملف في الوقت الحالي إجراءات جدية ويسير في اتجاه الكشف عن الحقيقة الكاملة. ويوجد من أبرز المتابعين في هذه القضية، البالغ عددهم 29 شخصا، إبراهيم غالي، الممثل الحالي للبوليساريو بالجزائر، وممثلها السابق في إسبانيا، وأحمد بطل، ومصطفى السيد، ومحمد جندود، ومحمد لوشاع، وخليل سيدي محمد، ومحمد خداد، وآخرون.