وفي معرض ردهما على أسئلة الصحفيين الذين كان من الصعب عليهم تصديق أن ممارسات من هذا القبيل تعود إلى عصور غابرة ما زالت قائمة إلى يومنا هذا, أوضح آيالا وفالشو أن" العائلات السود مسلوبون من جميع الحقوق" ويعتبرون" في ملكية أسيادهم, ويتوارثونهم أبا عن جد" كما أشاروا إلى أن العبودية في مخيمات تندوف أكثر فظاعة" فالعبودية ليس فقط ممارسة اجتماعية، بل مقننة ومحمية من طرف القانون". أعرب المغرب، يوم الأربعاء الماضي أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، عن قلقه إزاء استمرار بعض ممارسات الاستعباد والعمل القسري التي يمارسها قياديو البوليساريو ضد بعض فئات سكان مخيمات تندوف، حيث يحتجز مواطنون مغاربة. المغرب يعرب عن قلقه إزاء استمرار ممارسات الاستعباد في مخيمات تندوف. وأبرز السفير الممثل الدائم للمغرب لدى مكتب الأممالمتحدةبجنيف، السيد عمر هلال، في تدخل له خلال الدورة ال12 للمجلس، أن ربورتاج "أبارتايد الصحراء"، الذي أنجز سنة 2007 في خيمات تندوف من قبل الصحافيين الأستراليين، دانيل فالشو وفيوليطا أيالا، يعد شهادة صادمة حول ممارسات يحظرها القانون الدولي قطعيا ولم تعد مستساغة قط في أية جهة أخرى. ودعا السيد هلال، في هذا السياق، المقررة الخاصة المعنية بمسألة بيع الأطفال واستغلالهم في البغاء وفي المواد الخليعة، إلى معالجة هذه القضية بشكل عاجل بغية تنبيه المجتمع الدولي إلى هذه الوضعية الشاذة، وتسخير كل الجهود لتمكين هؤلاء السكان من العيش بكرامة وممارسة حقوقهم الأساسية بشكل كامل، خاصة منها حق استعادة حريتهم التامة. من جهة أخرى، أشار السفير المغربي الى أن ظاهرة بيع الأطفال، واستغلالهم في البغاء وفي المواد الإباحية، ما فتئت تزداد حدة بفعل التطور المضطرد للتكنولوجيات الحديثة للمعلوميات وسهولة استعمالها والتحكم فيها. وأوضح أن هذه التكنولوجيات تمكن أيضا من ولوج سهل وواسع النطاق للمواقع التي تنشر المواد الإباحية، على الرغم من المجهودات المبذولة من طرف الحكومات ومزودي خدمات الانترنيت، مضيفا أن الإحصائيات المخيفة التي تضمنها تقرير المقررة الخاصة تشهد على هذا الواقع. وقال السيد هلال: "بما أنه ليست للانترنت حدود، فإن تعاونا دوليا أوسع في مجال مكافحة الإستغلال الجنسي للأطفال يبقى أساسيا لمواجهة هذه الظاهرة العابرة للحدود". وحسب السيد هلال، فإن من شأن توحيد التشريعات الوطنية والتفاعل والتنسيق بين الدول تسهيل تجريم مثل هذه الأفعال حينما تتخطى الحدود الوطنية. وبعد أن أشار إلى أن مكافحة هذه الظاهرة يمر حتما عبر تقفي أثر المسؤولين عنها ومتابعتهم، أكد أن إيلاء اهتمام خاص للضحايا، خاصة عبر المواكبة الطبية والمعنوية والنفسية، من شأنه أن يمكن هؤلاء الأطفال من الاندماج والتطور بشكل طبيعي داخل مجتمعاتهم. وأبرز الديبلوماسي المغربي، في هذا السياق، الإصلاحات التشريعية والمؤسساتية التي قام بها المغرب بهدف محاربة استغلال الأطفال وضمان متابعة ومعاقبة مرتكبي هذه الجرائم، مذكرا بأن المملكة صادقت على "البروتوكول الإختياري لاتفاقية حقوق الطفل بشأن بيع الأطفال، واستغلال الأطفال في البغاء وفي المواد الاباحية"، منذ اعتمادها من قبل الجمعية العامة سنة 2000 . وأضاف أن المغرب شكل أيضا، منذ سنة 2006، خلايا للتكفل القضائي بالأطفال لدى النيابات العامة بمختلف محاكم المملكة، وقام بتكوين أعضاء هذه الخلايا بهدف تطوير طريقة التعامل مع الطفل بصفة عامة والطفل الضحية بصفة خاصة، لاسيما في ما يتعلق بتقنيات الإستماع. كما عبر المغرب أمام مجلس حقوق الإنسان التابع لمنظمة الأممالمتحدة، عن الأسف لكون الجزائر لا تتوانى عن الدفاع عن "البوليساريو" بدلا من حماية السكان المدنيين بمخيمات تندوف. وأوضح السيد عمر رابي عن البعثة الدائمة للمغرب لدى مكتب الأممالمتحدةبجنيف، في مداخلة له خلال الدورة ال12 لمجلس حقوق الإنسان، أنه إذا كانت الجزائر تعتبر نفسها معنية بالوضع في مخيمات تندوف، فما عليها سوى تحمل مسؤولياتها الدولية في مجال حماية حقوق الإنسان بهذه المخيمات حيث تترك السكان المحتجزين هناك تحت رحمة وتسلط "البوليساريو". وقال السيد عمر رابي ، في هذا الصدد، إن رد فعل الجزائر يؤكد بجلاء أن النزاع حول الصحراء المغربية نزاع ثنائي بين المغرب والجزائر التي توظف هذه القضية لأغراض ومآرب سياسية. وأكد أن الطموحات الجيواستراتيجية للجزائر هي السبب في الإبقاء على احتجاز الآلاف من المغاربة بمخيمات تندوف حيث يتعرضون لانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان من قبل "البوليساريو". ونفى السيد رابي ، من ناحية أخرى، ادعاءات الوفد الجزائري التي تشكك في صحة ما ورد في ربورتاج "أبارتايد الصحراء"، الذي أنجزه بمخيمات تندوف الصحافيان الأستراليان دانيل فالشو وفيوليطا أيالا، والذي فضحا فيه ممارسات الرق والاستعباد بهذه المخيمات. وتساءل الدبلوماسي المغربي قائلا "إذا كان هذا الربورتاج غير صحيح، كما تدعي ذلك الجزائر، فلماذا إذن تم احتجاز الصحافيين الأستراليين بشكل سري من قبل "البوليساريو" لمدة 48 ساعة بهدف مصادرة الشريط، ولم يتم إطلاق سراحهما إلا بفضل تدخل بعثة المينورسو". وأوضح أن هذا الشريط المصور رأى النور بفضل المناضلين داخل المخيمات الذين تمكنوا من تسريبه بشكل سري، معرضين بذلك حياتهم للخطر، وذلك بهدف إطلاع المجتمع الدولي على حقيقة ما يقع بمخيمات تندوف. ووجه كذلك وفد من الأقاليم الجنوبية للمملكة المشارك في الدورة ال 12 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ،اليوم الخميس ،نداء إلى المجتمع الدولي لكي يمارس ضغوطا على الحكومة الجزائرية من اجل السماح للمنظمات الدولية بإحصاء سكان مخيمات تندوف . واعتبر الوفد الذي ذكر بالزيارة التي قام بها المفوض السامي للأمم المتحدة المكلف بشؤون اللاجئين ،أنطونيو غيتيريس ، مؤخرا الى مخيمات تندوف ،أن احصاء من هذا القبيل سيسمح بالتعرف على العدد الحقيقي لهؤلاء السكان وكذا على مآل المساعدات الإنسانية الدولية الموجهة لهذه المخيمات . وأضاف الوفد في بلاغ بهذا الخصوص أنه " سنعرف عندها ،أن هذه المساعدات تستعمل من قبل مجموعة من الأشخاص الذين يستغلون معاناة هؤلاء السكان من أجل الإغتناء" . وأشار الوفد الى أنه من غير المنطقي أن تصر الجزائر على تعنتها في منع إجراء إحصاء لسكان مخيمات تندوف في وقت تطالب فيه بالزيادة في حجم المساعدات لفائدتهم . وأضاف البلاغ ،أن "الجزائر تزعم أنها محايدة ،غير أنها تعمل على عرقلة التسوية السياسية للنزاع القائم حول ملف الصحراء ،التي يجب أن تمر عبر حكم ذاتي تحت السيادة المغربية ". ويضم وفد الأقاليم الجنوبية المشارك في الدورة ال 12 لمجلس حقوق الإنسان كلا من السيد سيداتي الغلاوي ممثل سابق ل"البوليساريو" بإيطاليا والسيدة السعداني ماء العينين ،ضحية الترحيل القسري والسيدة حجبوها الزبير مناضلة لحقوق الإنسان ومولاي أحمد مغيزلات عضو المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية . وسبق أن أثارت جمعية الصحراء المغربية انتباه الأممالمتحدة والدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولي بشأن أعمال الانتقام والتنكيل التي يمارسها "بوليساريو" ضد الساكنة السوداء بمخيمات تندوف. خاصة بعد اختطاف 23 من الزعماء السود ، إثر بث شريطي فيديو على موقع "يوتوب"، يكشفان ممارسة الاستعباد داخل هذه المخيمات. وأوضحت الجمعية، في رسالة بعثت بها الى الأمين العام الأممي ووقعها رئيس الجمعية محمد رضا الطاوجني، "أنه تم فصل مئات الأطفال عن أسرهم ، وتجنيد الذين لم يبلغوا سن الخامسة عشرة ، في حين يتم تسخير الفتيات في القيام بأعمال منزلية لدى أسر الأعيان والعائلات الجزائرية" . وأضاف المصدر ذاته، أن عائلات الزعماء المختطفين لا تعلم شيئا عن مصير أقاربها. وطالبت الجمعية بتدخل عاجل لمنظمة الأممالمتحدة والدول الأعضاء بمجلس الأمن وكذلك بممارسة ضغوط على الجزائر وجبهة "بوليساريو" للكشف عن مصير23 شخصا تم اختطافهم وحماية السكان السود بمخيمات تندوف من الإستعباد ، من خلال تمكين هؤلاء السكان من اختيار مصيرهم بكل حرية . وكان قد تم بث شريطي فيديو على موقع "يوتوب" ، قبل أن يتم حذفهما ، وهما الشريطان اللذان يظهران للعالم أجمع ، من خلال صور التقطت من الداخل ، أن الاستعباد ممارسة جارية داخل مخيمات تندوف، جنوبالجزائر . وقد أطلقت مجموعة من العائلات في هذين الشريطين صرخات اغاثة واستنجاد ، آملة في أن تجد هذه الصرخات آذانا صاغية . وكان صحافيان أستراليان ، دانييل فالشو وفيوليتا ايالا ، قد أنجزا فيلما وثائقيا حول ممارسة الاستعباد في مخيمات تندوف . وقد تم اعتقالهما ، ومصادرة أجهزتهما قبل أن يتم اطلاق سراحهما . وقد قدم الصحافيان مؤخرا شهادتهما لمنظمة الأممالمتحدة . كما أن شهادة الفتاة سلطانة التي تعيش ك "لاجئة" في اسبانيا ، تعد دليلا آخر على حجم وبشاعة الإستعباد الذي يمارس في مخيمات تندوف. وكانت مصادر موثوقة قد ذكرت بأن صحافيين أستراليين اثنين ، السيد دانييل فولشو والسيدة فيوليتا ايالا، تم ايقافهما مؤخرا من طرف مدير الأمن في "البوليساريو" ، المدعو محمد ولي عقيق ، لإنجازهما فيلما حول العبودية والعنصرية بمخيمات تندوف. ويتطرق الصحافيان الأستراليان في أشرطة الفيديو المسجلة الى العبودية والعنصرية داخل أسرة واحدة ، مقسمة الى قسمين حسب لون أفرادها : ما يسمى ب "العبيد السود" في ملكية "السيد الأبيض" . ودعت وزارة الشؤون الخارجية الأسترالية ، التي علمت ب "اختطاف الصحافيين"، "البوليساريو" الى اتخاذ الإجراءات الضرورية للعثور على الصحافيين المختفيين . وكان الصحافيان قد اتصلا هاتفيا بأفراد العائلة بأستراليا حيث أبلغوهما بأن مجهولين قاموا باختطافهما. وقد تم العثور على الصحافيين بمأوى يمتلكه طبيب كوبي، في حين اختفت أشرطة الفيديو التي تم إنجازها . وللعلم فقد أكد الصحفيان الأستراليان فيوليتا آيالا ودانييل فالشو في لقاء بالصحافة الدولية المعتمدة بمجلس الأمن بنيويورك أن العبودية ممارسة جاري بها العمل في مخيمات تندوف التي يسيطر عليها ّالبوليساريوّ. وأوضحت فيوليتا آيالا خلال لقاء مع الصحافة بمقر الأممالمتحدة أن" العبودية مؤسسة قائمة الذات في مخيمات تندوف، معربة عن صدمتها الكبيرة عندما اكتشفت رفقة زميلها هذه المأساة وأكدت آيالا وفالشو, اللذان قاما بتصوير شريط وثائقي بتندوف بالجزائر حول العائلات المنفصلة, أنهما كانا شاهدين على ممارسات من العبودية وتمكنا من جمع مجموعة من الشهادات التي تؤكد الانتشار الواسع لهذه الممارسة والتي كانا يعتقدان أنها تعود لحقب غابرة. وقالت آيالا" إن صدمتنا كانت كبيرة حيث لم يخيل إلينا قط أن هذه الممارسة التي يروح ضحيتها عائلات من السود, ما زالت قائمة في المخيمات"، متساءلة: " كيف يمكن للبوليساريو الذي يقدم نفسه كحركة تحررية أن يسمح بمثل هذه الظاهرة" وفي معرض ردهما على أسئلة الصحفيين الذين كان من الصعب عليهم تصديق أن ممارسات من هذا القبيل تعود إلى عصور غابرة ما زالت قائمة إلى يومنا هذا, أوضح آيالا وفالشو أن" العائلات السود مسلوبون من جميع الحقوق" ويعتبرون" في ملكية أسيادهم, ويتوارثونهم أبا عن جد" كما أشاروا إلى أن العبودية في مخيمات تندوف أكثر فظاعة" فالعبودية ليس فقط ممارسة اجتماعية، بل مقننة ومحمية من طرف القانون" وأكد الصحفيان اللذان أعدا شريطا وثائقيا يبرز هذه الممارسات المشينة أنهما لن يتوقفا عند هذا الحد ويعتزمان الذهاب إلى جنيف لعرض هذه المسألة أمام مجلس حقوق الإنسان. يذكر أن آيالا وفالشو كانا قد اعتقلا في 2 ماي 2007 من قبل قوات أمن "البوليساريو" قبل أن يحالا أمام مكاتب مصالح الأمن حيث احتجزا هناك لمدة خمس ساعات وبعد تدخل ضباط المينورسو, تم اقتياد الصحفيين إلى فندق صغير بتندوف حيث ظلا محتجزين لمدة ثلاثة أيام إلى أن تدخلت وزارة الشؤون الخارجية الأسترالية لفرض إطلاق سراحهما الفوري وكانت (مراسلون بلا حدود) قد أشارت في بيان إلى أن" ممثلي جبهة البوليساريو اتهموا الصحفيين الأستراليين" بالاهتمام بمصير السود من ساكنة الصحراء". وفي بداية هذا اللقاء الذي نظمته المنظمة غير الحكومية الأمريكية" توغيدر فونديشن"، تابع الصحفيون المعتمدون بمجلس الأمن الشريط الوثائقي الذي أعده الصحفيان الأستراليان بمخيمات تندوف. وتطرقت عدة صحف إسبانية للمأساة التي عاشتها الفتاة الصغيرة سلطانة بنت بلال ,و التي بعد إقامتها عند أسرة إسبانية خلال عطلة الصيف, رفضت الالتحاق بمخيمات تندوف مخافة أن تعود مرة أخرى للعيش في ظل نفس شروط العبودية وسوء المعاملة. وذكرت صحيفة "الباييس" الإسبانية،قضة الفتاة الصغيرة "سلطانة" التي توجد منذ 2002 تحت رعاية الزوج الاسباني غريغوريو مارتينيز وروزا سانشيز بقرطاجنة مبرزة أن العبودية "ليستممارسة جديدة" بهذه المخيمات. وكانت ممارسة العبودية التي كانت ضحيتها سلطانة قد تم تأكيدها من قبل تقرير أنجزته منظمة غير حكومية موريتانية "إس أو إس عبودية " التي أشارت إلى أن الفتاة الصغيرة كانت توجد في "حالة عبودية ". وكانت الأسرة الإسبانية التي تبنت سلطانة قد رفعت دعوى أمام المحكمة الإقليمية بمورسية ضد إبراهيم غالي, الممثل المزعوم للانفصاليين بإسبانيا, بتهمة العبودية الوراثية, بعد أن عاينت وجود مثل هذه الممارسات, خلال إحدى زياراتها لمخيمات تندوف. وكانت الأسرة الإسبانية قد استقبلت الآنسة سلطانة بنت بلال، حوالي 22 سنة، في إطار عمليات استضافة منظمة من طرف مجموعات دعم البوليزاريو بمخيمات تندوف، إلا أنه بعد انصرام مدة الاستضافة، رفضت الآنسة سلطانة بنت بلال العودة إلى المخيمات ولجأت إلى مركز الاستقبال بمدينة مورسية. ومثل المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، نائب الكاتب العام، السيد عبد اللطيف شهبون، لمتابعة أطوار المحاكمة يوم 10 دجنبر 2007، الذي يصادف اليوم العالمي لحقوق الإنسان. وقد تم التذكير وقتها، بالاتفاقية الأممية الخاصة بالرق والاتجار بالأشخاص لسنة 1926 والاتفاقية التكيملية المتعلقة بإبطال الرق وتجارة الرقيق لسنة 1956، واللتان تنصان على أن الاسترقاق بكل أشكاله، عمل إجرامي يكبل الإنسان ويمنعه من الحق في التصرف في حياته. وفي شهر ماي 2008 قضت إحدى محاكم مورسية بإبقاء طفلة صحراوية، تدعى «سلطانة» وتبلغ من العمر 15 عاما، فوق التراب الإسباني، خشية وقوعها مرة أخرى ضحية العبودية لدى عائلات صحراوية في تيندوف تتخذ من الأطفال عبيدا، للعمل في البيوت في ظروف شاقة وغير إنسانية. وكانت سلطانة قد زارت إسبانيا في صيف عام 2002 ضمن ما يسمى «رحلات من أجل السلام» التي تنظمها جبهة البوليساريو كل عام لأطفال المخيمات، حيث يعيشون في ضيافة عائلات إسبانية طيلة فترة العطلة الصيفية. وخلال تلك الفترة أقامت الطفلة تحت رعاية أسرة إسبانية بمدينة قرطاجنة، لكنها بعد انتهاء العطلة رفضت العودة إلى المخيمات، وروت للأسرة المضيفة جزءا من قصتها قائلة: «أعيش مع خالي، وذات يوم جاءت امرأة من تيندوف فطلبت مني أمي أن أصحبها، وعندما وصلت إلى تيندوف أوضحوا لي ما يجب علي أن أفعله، فبدأت أستيقظ باكرة وأقوم بأشغال البيت، في الوقت الذي يذهب الأطفال الآخرون إلى المدرسة، لهذا السبب لا أحب أن أرجع إلى تيندوف، الصحراء ليست بلادي ولن أعود إليها، سيعاملونني بشكل سيء مثل المرة السابقة، وسأصبح مرة ثانية أمة لدى العائلة». وبذلك لم تعد جبهة "البوليساريو" بالنسبة لبعض الإسبان تلك «الحركة التحررية» التي طالما وفر لها الدعم المالي والسياسي من قبل الحكومة والمجتمع المدني في مختلف الأقاليم الإسبانية، وذلك بعد افتضاح ظاهرة العبودية في المناطق التي تسيطر عليها، وخاصة في تيندوف الجزائرية التي تتخذ منها عاصمتها السياسية. وفي شهر غشت 2008 نشرت يومية «كانارياس7» تقريرا عن حالات العبودية في مخيمات تيندوف، بعد منح إحدى محاكم الدرجة الأولى بتيندوف الحرية لصحراوي مولود عام 1951 بمقابل مالي، مما كشف أن التقليد القديم الذي كان يقضي بشراء العبد لحريته أو عتق نفسه لا زال ساريا في المناطق الخاضعة لجبهة البوليساريو. وقالت الجريدة في تقريرها إن «العبودية والتمييز العنصري لا يزالان عملة رائجة في العديد من المناطق الإفريقية في القرن الحادي والعشرين، ولكن عندما نجد مثل هذا النظام الذي يعد خرقا لحقوق الإنسان داخل جبهة شعبية للتحرير مثل البوليساريو، فإن الأمر يتجاوز جميع التوقعات الاجتماعية والسياسية». دون أن ننسى أن اللجنة الأمريكية للاجئين والمهاجرين أصرت حتى هي في السنة الماضية،وثيقة تؤكد فيها أن الاستعباد ممارسة جاري بها العمل بمخيمات تندوف، جنوبالجزائر. وعادت اللجنة، في نشرتها لشهر مارس 2008، إلى التذكير بوجود ممارسات الاسترقاق في مخيمات تندوف التي كشف عنها الصحافيان الأستراليان فيوليتا أيلا ودانيال فالشاو، اللذان كانا قد زارا خلال السنة الماضية مخيمات تندوف، التي يسيطر عليها "البوليساريو"، لإنجاز فيلم وثائقي. كما تمكن النشرة، عبر رابط الكتروني، من الولوج إلى وثيقة يعلن فيها شخص يدعى محمد سالم امحمد هلال أنه أعتق امرأتين، مباركة فوم امحمد ومسعودة فوم امحمد، وأطفالهما. وأكدت اللجنة الأمريكية للاجئين والمهاجرين أن هذه الوثيقة المؤرخة بتاريخ3 يونيو2007 ، تعد الدليل على أن عتق العبيد ممارسة سارية بمخيمات تندوف، مذكرة بأن الاسترقاق ممنوع منعا باتا بموجب القانون الدولي. وكانت اللجنة قد نددت في نشرتها الخاصة بشهر أكتوبر2007 ، بممارسة الاستعباد داخل مخيمات تندوف، مؤكدة أن ما كشف عنه الصحافيان الأستراليان فوق كل تصور. وقد نشرت اللجنة حينها، ملخص الفيلم الوثائقي الذي أنجزه الصحفيان حول ممارسة الاستعباد ، موضحة أن هناك الآلاف من الصحراويين السود المستعبدين الذين يعيشون بمخيمات تندوف، بالجزائر، ويتساءلون كيف يمكن ل"البوليساريو"، الذي يقدم نفسه كحركة تحرير ، أن يغض الطرف عن مثل هذا الوضع. وقد أوضحت اللجنة أن هذا الفيلم ، سيعطي صورة موضوعية عن هذا المجتمع القائم بتندوف ، حيث "لا يملك العبيد قرار أنفسهم ، ويعتقد الأسياد أنهم ينحدرون من سلالة أرقى ، فيما يتظاهر القادة السياسيون بجهل كل ذلك". وأوردت نشرة اللجنة شهاداة مؤثرة وقوية لأحد الأشخاص الذين يظهرهم الفيلم، وهو يقول "اسمي معط الله ماغلوف، أنا مستعبد، أمي مستعبدة، وأخواتي مستعبدات، كل عائلتي مستعبدة. أناشد المجتمع الدولي مساعدتنا. الوضع السياسي لم يعد يهمنا. من حقنا أن نكون أحرار". (و.م.ع) و عبدالرحيم باريج .................................................... الصورة للفتاة سلطانة و أمها بالتبني روزا التي عاشت معها مند 2002