قامت اليوم عائلة "قدور"، المقيمة بمدينة مليلية، باستلام جثة ابنها فؤاد ومواراة جثمانه بمقبرة المدينة نزولا عند رغبة العائلة، وذلك بعد توصلها واطلاعها على تقرير الطب الشرعي المنجز لثاني مرة خلال أربعة أيام بخصوص ظروف وفاة ابنها فؤاد الوافد من سجن قادس جثة هامدة، وهو الذي كان نزيلا بهذه المؤسّسة أين كان يقضي مدة حبسية بتسع سنوات نافذة بإدانة لتهمة الاتجار في المخدرات. وتوفي فؤاد قدور، ابن مليلية، ذو ال31 سنة، يوم الخميس 25 فبراير، جراء انغلاق بوابة زنزانته الأوتوماتيكية بالسجن المحلي لمدينة قادس الإسبانية، حسب تصريحات العناصر الأمنية بالسجن المذكور.. إلاّ أنّ ما ورد في تقرير الطبيب الشرعي عن سبب الوفاة يرجع إلى تلقي الضحية صدمة قوية على مستوى مؤخرة الرأس، وكسر على مستوى الساق، وتورّم على مستوى الذراعين و الساعدين، وإتلاف ملحوظ للكبد والكليتين، نتيجة الضرب، الشيء الذي يدل على أن الضحية كان مكبّلا من طرف شخصين ببنيات جسمية قوية عمدا إلى ضربه وتعنيفه.. وهي المعطيات المعلنة بتصريحات العمّة يمينة قدور لوسائل الإعلام المحلية بمليلية. عائلة قدور أعلنت توفرها على رسالة خطية من ابنها فؤاد وهو يبدي من خلالها تخوفه على أمنه و سلامته البدنية من اعتداءات أحد المسؤولين الأمنيين عن السجن المذكور.. حيث أنّ هذه الرسالة سلّمت للعائلة عن طريق فتاة كانت تداوم على زيارة الضحية فؤاد قدور طوال فترة سجنه، قبل أن يوصيها بتسليم الرسالة المذكورة لأسرته في حال إصابته بأيّ مكروه. هذه الحيثيات تأتي في إطار التعقيب على الرواية الرسمية للمركب السجني لمدينة قادس، إذ تطعن العائلة في هذه الرواية التي تهدف بوضوح، حسبها، إلى طمس معالم جريمة تواطأت على إخفائها كل العناصر الأمنية العاملة بالسجن المذكور.. في حين تؤكد عائلة الضحية وجود شهادات لسجناء كانوا رفقة الضحية فؤاد وتؤكد صحة نظرية تعرض الفقيد للتعنيف المبالغ فيه والذي كان سببا مباشرا في وفاته، مضيفة أنها ستتعقب الجناة قضائيا، من خلال كلمة العدالة، و أن بالها لن يهدأ حتى ترى قتلة ابنها الثلاثينيّ وراء القضبان.