دُفن بمقبرة المسلمين لمدينة مليلية يوم أمس الخميس، محمد فونطويل، شاب ريفي من مواليد مليلية، والبالغ 21 سنة، بعد أن وافته المنية يوم الاثنين الماضي لأسباب غامضة ، بزنزانة بسجن "ألاورين دي لا طوري" بمدينة مالقا الإسبانية، أثناء قضاء مدّته الحبسية. وقد طالبت عائلة السجين بمقر محكمة قضاء التحقيق الأولى بمدينة مالقا، بفتح تحقيق في النازلة بعد تفعيل المساطر اللازمة قصد الاستماع لأقوال المسؤولين عن المؤسسة السجنية المذكورة وكذا رفيق زنزانته. و قد أشار محامي الادّعاء إلى رفعه لشكاية على شكل دعوى قضائية باسم والدَي وأخوات الفقيد، ضد مسؤولي كلّ من المركز السجني المحلي لمدينة مالقا الإسبانية، والسجن المحلي لمدينة مليلية، من حيث تمت عملية الترحيل الأولى للسجين قبل وفاته، إذ كان من المخطط ترحيله لمركّب سجني ثالث، " بويرتو3" متواجد بمدينة قادس الإسبانية في الأيام المقبلة. و أكد محامي عائلة السجين، المتوفى في ظروف غامضة، على أن الشكاية المقدّمة تمس كل شخص أو هيئة قد تدرج كطرف مسؤول من قريب أو بعيد عن النازلة، وخصوصا ضدّ هيئة المؤسسات السجنية التابعة لوزارة الدّاخلية الإسبانية. كما حمّلت عائلة الفقيد، بعد معاينتها لتقرير الطبيب الشرعي، كامل المسؤولية الجنائية لهيئة المؤسسات السجنية الإسبانية التي تضلّ أدناها متمثلة في المسؤولية عن القتل المتهوّر الناجم عن لامبالاة مسؤولي السجن المذكور. إذ ورد في التقرير النهائي للطب الشرعي أن أسباب الوفاة " غير طبيعية ناتجة عن مضاعفات مضادة لتناول مؤثرات عقلية" الشيء الذي أثار حفيظة ذوي الفقيد وأهله باعتبار السجين كان تحت مراقبة السجن المحلي بمدينة مالقا. إذ من المرتقب يوم الاثنين المقبل، أن تخرج عائلة فونطويل إلى الشارع في مظاهرة مدعومة بفعاليات جمعوية تنديدا بالواقعة، وطلبا لتحقيق العدالة. وللتذكير، تظهر غرابة الأمر في اعتبار هذه ثاني حالة وفاة في ظروف غامضة لريفيين بالسجون الإسبانية، خلال أقل من شهر، بعد حادث وفاة فؤاد قدور، ذي ال31 سنة، أواخر شهر فبراير المنصرم، والذي كان بدوره ابنا من أبناء مليلية. إذ توفّي بسجن آخر، هو السجن المحلي لمدينة قادس الإسبانية جراء انغلاق بوابة زنزانته الأوتوماتيكية.. حسب تصريحات العناصر الأمنية السجنية. عكس ما ورد في تقرير الطبيب الشرعي الدّال على تلقي الضحية لصدمة قوية على مستوى مؤخرة الرأس، وكسر على مستوى الساق، وتورّم على مستوى الذراعين و الساعدين، وإتلاف ملحوظ للكبد والكليتين، نتيجة الضرب.. و ما شهده من تعقيب على الرواية الرسمية للمركب السجني لمدينة قادس، إذ سبق و أن طعنت عائلة السجين فؤاد في هذه الرواية التي تهدف بوضوح إلى طمس معالم جريمة تواطأت على إخفائها كل العناصر الأمنية للسجن.. رغم وجود شهادات لسجناء كانوا برفقة الضحية أكّدت صحة نظرية تعرض الفقيد فؤاد قدوري للتعنيف المبالغ فيه كسبب مباشر في وفاته.