أسدل الستار أمس السبت 27 أبريل الجاري ، على فعاليات المهرجان الدولي لسينما الذاكرة المشتركة الذي إحتضنته مدينة الناظور طيلة الأسبوع الماضي ، بتتويج الشريطين الوثائقيين " تنغير جيروزاليم ... أصداء الملاح " لكمال هشكار ، و " بدرس " للصحافية الفلسطينية رولا سلامة ، بأغلب جوائز هذه التظاهرة المنظمة تحت شعار " الهجرات ، وحقوق الإنسان ، والتنوع الثقافي بالبحر الأبيض المتوسط " . وجاء الشريطين في مقدمة الأفلام المشاركة ، حيث حصلا مناصفة على جائزتي الإعلام و الجمهور و الفيلم الوثائقي ، بعد التصويت لصالحهما من لدن اللجنتين المعتمدتين من لدن مركز الذاكرة المشتركة للديمقراطية و السلم والتي ترأسهما كل من الصحفي طارق الشامي و الحقوقية أمينة بوعياش . وتم إختيار الشريطين من لدن لجنة الإعلام والجمهور برئاسة طارق الشامي و لجنة الفيلم الوثائقي التي ترأستها الحقوقية أمينة بوعياش ، لإعتبارهما الأكثر إنسجاما مع موضوع الدورة " الهرجرات و حقوق الانسان و التنوع الثقافي بالحوض الأبيض المتوسط " ، حيث قدم كل من كمال هشكار في " تنغير – القدس " و رولا سلامة في " بدرس " ، جوانب حية تعطي قدرا كبيرا من الأمل ، و قصص مؤثرة تساعد على تحقيق التغيير . وقال كمال هشكار الحائز على جائزتي الإعلام و أفضل شريط وثائقي ، خلال مداخلة ألقاها خلال ذات المناسبة ، أن الفوز بهذا اللقب ، يعد إنتصارا للسلم والتعدد الثقافي بالمغرب خاصة الثقافة الأمازيغية الضاربة جذورها في عمق التاريخ ، و شريط " تنغير – جيروزاليم : أصداء الملاح " جاء ليصنف هذا التاريخ ، حيث يتعقب في أغلب فقراته ذاكرة الوجود اليهودي في الأطلس ، و خصوصا في تنغير ، وتاريخ تعايش فريد بين المسلمين و اليهود المغاربة قبل الموجة المكثقة للهجرة إلى إسرائيل في ستينيات القرن الماضي . رولا سلامة الحائزة ذات المرتبة مناصفة ، أوردت أن تواجدها بشمال شرق المغرب و بالضبط بمدينة الناظور ، مرتبط أساسا بإيمان شعب هذه المنطقة بمبدأ التعايش و الدفاع عن الحق ، وهو الموضوع الذي يعالجه فيلمها " بدرس " نظير التركيز على نجاح حركة فلسطينية مبدأها اللاعنف ، و تقديمه لقصة من وحي الواقع تثبت أن تجربة بدرس على أن وحدة الفصائل وإتباع اللاعنف كإستراتيجية ، هي أمور موجودة بالفعل على المستوى المحلي بإحدى قرى فلسطين و لها القدرة على النمو خارج حدود القرية . إلى ذلك ، نال الشريط التركي " ألمانيا " جائزة أفضل فيلم طويل ، في حين إختارت لجنة الفيلم القصير التي ترأستها الممثلة المغربية لطيفة أحرار ، الفيلم الإسباني " موش بوش " لمخرجته إبنة الحسيمة " زبيدة بوغابة " و منتجته " مار مورينو " .