واجه في امتحان الضباط أسئلة من نوع «هل تصوم رمضان؟» محمدية بريس / باريس تقدم شرطي فرنسي، من أصل مغربي، بشكوى إلى الهيئة العليا لمكافحة التمييز لاعتقاده بأن فشله في الامتحان الشفهي للضباط سببه أسئلة عنصرية وجهها له الممتحنون. وقال عبد الجليل الحديوي، 40 عاماً، في تصريحات صحافية، أمس، إنه واجه أسئلة من نوع: «هل تصوم رمضان؟»، و«هل زوجتك محجبة؟»، و«ألا تجد من الغريب أن يكون في الحكومة الفرنسية وزراء عرب وأن يكون الرئيس نصف هنغاري؟». و«ما رأيك بفساد العاملين في أجهزة الشرطة المغربية؟» وغير ذلك من الأسئلة الاستفزازية. وأضاف أن لجنة الامتحان ركزت على أُصوله العربية والإسلامية وعلى قناعاته الدينية لكي ينتهي قرارها بإعطائه درجة 4 على 20، مما يعني فشله في الترقية إلى رتبة ضابط شرطة. ونال عبد الجليل، وهو منتسب إلى هذا السلك منذ عشر سنوات ويعمل في شرطة الحدود والمطارات في باريس، علامات تفوق المتوسط في الاختبارات الستة الأُخرى التي يتضمنها الامتحان، وقد جمع معدلا أتاح له أن يكون واحداً من 20 شخصاً نجحوا في التصفية الأولية من مجموع 700 متقدم لدرجة ضابط. وكان هذا الشرطي هو الوحيد من أصل مغربي بين الذين تقدموا للامتحان الشفهي. ووجه عبد الجليل، الذي عرف عنه الانضباط والكياسة، نداء إلى رئيس الجمهورية نيكولا ساركوزي يذكره فيه بما ورد في الخطاب الذي ألقاه، الاثنين الماضي، خلال زيارته الرسمية إلى الجزائر، وقال فيه: «تجب محاربة اللاسامية والخوف من الإسلام». ووصف الشرطي الذي يؤمن بأنه كان ضحية للعنصرية، الامتحان الذي مر به بأنه كان غير عادي، وتتالت الأسئلة فيه بشكل سلبي حول أصل الممتحن والحي الذي نشأ فيه. وقال: «هل سئل المتقدمون الآخرون إن كانوا يحتفلون بعيد الميلاد، مثلاً؟». واتصل محرر من وكالة الصحافة الفرنسية برئيس لجنة الامتحان لسؤاله حول نوع الأسئلة التي تطرح في هذا النوع من الترقيات، لكن رئيس اللجنة رفض أي تعليق. أما الهيئة العليا لمكافحة التمييز فقد تقدمت بطلب معلومات إلى وزارة الداخلية التي أوضح ناطق عنها بأنهم بصدد إعداد بيان لتوضيح هذه القضية، لكن يبقى على عبد الجليل أن يأتي بالأدلة. وكان الوزير السابق المكلف بتكافؤ الفرص، الجزائري الأصل عزوز بقاق، قد تقدم إلى وزارة الداخلية بتقرير أواخر عام 2004، أي قبل استيزاره، ندد فيه بالأسئلة ذات النوايا المبيتة التي كثيراً ما تطرح على الشبان المتحدرين من بلاد الهجرة عند تقدمهم للعمل في أجهزة الشرطة والأمن. يذكر أن الشرطي عبد الجليل الحديوي حاصل على شهادة جامعية وأن أباه كان قناصاً في الجيش الفرنسي. وأوضح لوكالة الصحافة الفرنسية أنه أصبح شرطياً في بادرة للاندماج ولكي يكون أطفاله فخورين به، لكنه يشعر اليوم ب«الظلم الشديد». وأمام الحديوي فرصة للاعتراض أمام المحكمة الإدارية، كما أنه ينوي التقدم مجدداً لامتحان الضباط، بل ولامتحان المفوضين أيضاً «من باب التحدي» حسب قوله.