أصدر مجلس الدولة في فرنسا قرارا لصالح شرطي من أصل مغربي كان قد اشتكى من فشله في امتحان للترقية إلى مرتبة ضابط في الشرطة، وذلك بسبب أسئلة ذات طابع عنصري. وألغى المجلس نتيجة الامتحان، الأمر الذي يعتبر سابقة من نوعه، حسب تصريح لمحامي المدعي. وكان عبد الجليل الحديوي قد تقدم في صيف 2007، مع 50 مرشحا آخر لامتحان شفهي هو الأخير في سلسلة اختبارات لاختيار 27 منهم للعمل ضباطا في الشرطة. وكان الوحيد الذي يحمل اسما عربيا. وقد فوجئ بلجنة الامتحان تطرح عليه أسئلة من نوع: «هل تصوم رمضان؟» و«هل ترتدي زوجتك الحجاب؟» و«ما رأيك بالفساد في أوساط الشرطة المغربية؟». وكان أغرب الأسئلة: »ألا تجد أن هذه الحكومة الفرنسية غريبة بوزيراتها العربيات والرئيس نصف الهنغاري؟«. وكانت نتيجة الامتحان حصول عبد الجليل على 4 علامات من مجموع 20 وفشله في الحصول على الوظيفة، على الرغم من أنه كان قد حصل على 6 علامات فوق المتوسط في الاختبارات الأخرى. وكان المتقدم عربي الأصل متيقنا من أنه وقع ضحية تمييز عنصري، لذلك تقدم بشكوى أمام الهيئة العليا للمساواة ومحاربة التمييز، وأمام مجلس الدولة. وأصدر المجلس قراره بإلغاء نتيجة الامتحان وبقي أن تتخذ وزارة الداخلية إجراءات حول توابع هذا القرار وإعطاء عبد الجليل الحديوي حقه والبت في مصير دفعة ضباط الشرطة لعام 2007. وفي تصريح لإذاعة »فرانس أنتير« أشارت وزيرة الداخلية ميشيل آليو ماري إلى أنها ستأخذ في الاعتبار قرار مجلس الدولة، من دون مزيد من التوضيح حول الإجراء الذي يمكن اتخاذه لإنصاف الحديوي. وقالت: «قد يوجد في كل جهاز أشخاص لا يحترمون القانون. لكن المهم لشرف الجهاز وصدقيته أن تجري محاسبتهم». وكرد فعل على القرار الاستثنائي لمجلس الدولة، أعلى سلطة إدارية في فرنسا، ذكر متحدث باسم »حركة مناهضة العنصرية ومن أجل الصداقة بين الشعوب« في حديث لإذاعة »فرانس أنتير« أن هناك حوادث تمييز مشابهة تجري في الإدارات. وأعرب عن أمله في أن يكون هذا القرار رادعا لآخرين وضروريا لعدم السكوت عن التصرفات العنصرية.