أفادت صحيفة "القدس العربي" في عددها الصادر اليوم السبت 01/08/2009، ومن مصادر وصفتها بالمطلعة، ان الجزائر غير مستعدة لفتح الحدود البرية مع المغرب في الوقت الراهن، واضافت "أن تقارير رسمية رفعت إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من الجيش والأجهزة الأمنية الأخرى، نصحته بالإبقاء على الأوضاع كما هي عليه في الوقت الحالي". ولتؤكد الصحيفة ومن المصدر ذاته، أن الكلام الذي ورد في خطاب العاهل المغربي محمد السادس بمناسبة مرور عشر سنوات على اعتلائه عرش بلاده بشأن قضية الحدود "لن يغير في الموقف الرسمي الجزائري في شيء"، وأن الضغوط المتكررة والمتواصلة منذ فترة بسبب قضية فتح الحدود لن تجدي نفعا، لأن هناك اتفاقاً داخل النظام الجزائري بشأن هذه المسألة بالذات. وأوضح مصدر "القدس العربي" أنه لما طرحت الرباط موضوع فتح الحدود الجزائرية المغربية، وسارعت لإلغاء التأشيرة التي كانت مفروضة على الجزائريين، شرعت القيادة السياسية الجزائرية في دراسة الموضوع من كل جوانبه، خاصة وأن المغرب اتخذ قرار إلغاء التأشيرة دون استشارة الجزائر. وشدد على أن تقارير رفعت إلى الرئيس من المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية الأخرى توصي بضرورة الإبقاء على الحدود مع المغرب مغلقة، لأن فتحها بطريقة مرتجلة يمكن أن يكون السبب في مخاطر على الأمن القومي الجزائري. وذكّر المصدر نفسه أن الجزائر لن تجني أي شيء من فتح الحدود مع المغرب، عكس هذا الأخير لأن مدنه الحدودية ستنتعش اقتصاديا، علما بأن حوالي 3 ملايين جزائري يمكن أن يتوجهوا سنويا إلى المغرب بغرض السياحة، وهو ما يفسر الضغوط المستمرة والمتكررة على الجزائر منذ فترة من أجل حملها على فتح الحدود. مصدر موثوق أكد أن جهات رسمية إستقبلت خطاب محمد السادس بسخرية تامة، وأن أحد المسؤولين البارزين علق على تجديد الدعوة لتطبيع العلاقات الأخوية بين الشعبين، أنها "مزحة أخرى ستعطي فرصة لتحريك ملفات عالقة بين البلدين"، ليضيف محدثنا أن الوزير الأول أحمد أويحيى تحادث هاتفيا مع زعيم البوليساريو بعد خطاب الملك المغربي، وأكد له فيه أن الجزائر لن تفتح الحدود أبدا إن لم يتم وضع حل نهائي لقضية الصحراء الغربية. ومن جهة ثانية شنت الصحف الجزائرية الصادرة اليوم السبت 01/08/2009 حملة واسعة على خطاب العاهل المغربي، والذي وصف فيه الموقف الجزائري من دعوة فتح الحدود البرية بالمؤسف، وأغلب الصحف التي تناولت خطاب الملك أكدت بأنه يدخل في إطار التحامل الذي يتكرر من الرباط على الجزائر، بل صحف أخرى تساءلت: ماذا يريد الملك محمد السادس؟!!