رفضت الجزائر على لسان وزير داخليتها يزيد الزرهوني دعوة المغرب لفتح الحدود المغلقة بين البلدين منذ 1994وتطبيع علاقة الجارين لفتح الطريق أمام بعث اتحاد المغرب العربي من سباته العميق. وقال يزيد الزرهوني أول أمس في الجزائر تعليقا على دعوة المغرب إن «قضية الحدود ليست قضية منعزلة وطرحها يكون فقط في إطار عام». وجاء تصريح الزرهوني ردا على بيان وزارة الخارجية المغربية ليوم الخميس الماضي، الذي دعت فيه الجزائر إلى فتح الحدود المغلقة منذ عام 1994. وأضاف الزرهوني المحسوب على الجناح المتشدد في النظام الجزائري أن هناك موضوعات أخرى سابقة على فتح الحدود في إشارة إلى نزاع الصحراء الذي تدور حوله مفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو. هذا، ويذكر أن هذه ثاني مناسبة ترفض فيها الجزائر يد المغرب الممدودة من أجل تطبيع العلاقات ووضع نزاع الصحراء بين قوسين والالتفات إلى بناء المغرب العربي، فقد سبق للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أن رفض وساطة تونسية قام بها الرئيس زين العابدين بنعلي يوم 10 يناير الماضي عندما بعث فؤاد المبدع رئيس مجلس النواب التونسي إلى المغرب حاملا دعوة لعقد قمة مصغرة بتونس بين الملك محمد السادس والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. وأسفرت الوساطة عن موافقة الملك حضور هذه القمة فيما رفض عبد العزيز بوتفليقة الدعوة. من جهة أخرى علمت «المساء» من مصادر مطلعة في الرباط أن المغرب اختار توجيه دعوة التطبيع للجزائر عبر وسائل الإعلام وليس عبر القنوات الديبلوماسية كما هي العادة من أجل وضع الجزائر أمام مسؤوليتها أمام الرأي العام المغاربي الذي يطمح إلى فك العزلة عن اتحاد مغاربي كبير يضم أكثر من 80 مليون مواطن يقف نزاع الصحراء عائقا أمام حركة البشر والسلع داخله، وأشار ذات المصدر إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها المغرب عن نيته في تطبيع العلاقات فقد سبق أن أعلن عبر وسائل الإعلام سنة 2004 من طرف واحد عن إلغاء التأشيرة على المواطنين الجزائريين الراغبين في الدخول إلى المغرب دون أن يصدر إجراء مماثل من الطرف الآخر. هذا ويذكر أن بوتفليقة سبق له أن عبر عن عدم ارتياحه لفتح الحدود مع المغرب متسائلا عن الجدوى الاقتصادية من سفر أكثر من 3 ملايين جزائري إلى المغرب ودخول بضعة آلاف من المغاربة إلى الجزائر.