أكد سفير المغرب في كوناكري ماجد حليم، أن الزيارة الملكية لغينيا، بغض النظر عن “حمولتها الرمزية القوية”، ستعطي “دينامية جديدة لعلاقة خاصة” تربط بين البلدين منذ عشرات العقود. وقال حليم “إنها أول زيارة لجلالة الملك لغينيا، زيارة ذات حمولة رمزية قوية. فالبلدان يتقاسمان إرثا مشتركا من الأخوة والاحترام المتبادل والتضامن”. وأضاف، في حديث للصحافة، أن البلدين كانا دائما في الموعد وتجمع بينهما علاقات “مثالية واستثنائية ” تحظى بإعجاب وتقدير الجميع مذكرا بأهمية حجم المبادلات الثنائية ولاسيما في قطاع التكوين لفائدة الطلبة الغينيين الذين يواصلون دراستهم الجامعية بالمغرب والذين يتزايد عددهم سنة بعد أخرى. وتحدث الدبلوماسي المغربي عن العلاقات الإنسانية والروابط العائلية وإعفاء مواطني البلدين من التأشيرة، معتبرا أنها كلها عوامل تسهل انسيابية الاتصالات والتنقلات بين غينيا والمغرب مشيرا إلى أن التعاون الثنائي دخل اليوم مرحلة جديدة “ذلك أن زيارة جلالة الملك ستعطي دينامية جديدة لعلاقة خاصة ” ومؤكدا الرغبة التي تحدو البلدين في ” الارتقاء بالمبادلات الاقتصادية وإقامة شراكة مربحة للطرفين”. وتابع السفير “إننا نخضع لمنطق قاري إفريقي،وننتمي لنفس الأرض ونرغب في تحسين مستوى عيش السكان بإطلاق مسار تنموي ذاتي سيمكننا من الاستفادة من التكامل القائم بيننا”. وأعرب سفير صاحب الجلالة عن قناعته بإمكانية “إطلاق تنمية قارية حقيقية لأن كل المقومات متوفرة اعتبارا لكون البلدان الإفريقية تزخر بطاقات بشرية وطبيعية هامة والمغرب يتوفر على مؤهلات وخبرة يريد جلالة الملك أن تستفيد منها البلدان الشقيقة”. وقال إن التعاون جنوب – جنوب يتجلى في كل أبعاده من خلال الزيارة الملكية التي ستتوج بالتوقيع على عدة اتفاقيات قطاعية تستجيب في آن واحد لانتظارات الجانب المغربي وللأولويات المعبر عنها من قبل الجانب الغيني. وذكر الديبلوماسي المغربي أن هذه الاتفاقيات تهم ميادين مختلفة ومتنوعة من شأنها أن تدفع بالنشاط الاقتصادي والاستثمار وتطوير البني التحتية ،كما أنها ستشكل أرضية قانونية تساعد على تنمية العلاقات والشراكات الاقتصادية بين البلدين. ويرى السفير المغربي أنه إلى جانب تقوية العلاقات الأخوية سياسيا وثقافيا ودينيا، فإن الزيارة الملكية لها أيضا أبعاد اقتصادية ومالية،مشيرا في هذا السياق إلى انعقاد منتدى اقتصادي سيشكل فرصة لبناء مستقبل واعد على أساس شراكات واستثمارات ستكون لها انعكاسات إيجابية على العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وأوضح أن تواجد فاعلين اقتصاديين مغاربة في غينيا في إطار الزيارة الملكية سيدعم هذا التوجه، مستدلا في هذا الصدد بمصنع الاسمنت لمجموعة الضحى ومطاحن إفريقيا،وهي ثمرة شراكة بين مواطنين مغربي وغيني أقرا العزم على تكتيل جهودهما والاستثمار في مشروع يستجيب للانتظارات. وخلص إلى أن الطرفين يسعيان إلى إقامة شراكة نموذجية مربحة لهما معا، مؤكدا أن البلدين مدعوان إلى الاستثمار لإقامة مقاولات قادرة على خلق الكثير من فرص الشغل وبالتالي المساهمة في تحقيق التنمية المنشودة.