يأتي الاتصال الهاتفي الهام الذي جرى الخميس بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الأمريكي باراك أوباما بمبادرة من هذا الأخير٬ ليجدد التأكيد مرة أخرى على أن الشراكة الإستراتيجية العريقة بين المغرب والولاياتالمتحدة تعد شأنا جديا ومهيكلا ومستداما ومتوازنا٬ وأنه لا يمكن زحزحتها عن مسارها الصحيح. وتعبر العلاقات الثنائية بين البلدين٬ القائمة على أساس معاهدة صداقة عريقة تعود إلى أزيد من 225 سنة٬ والأولى من نوعها التي وقعتها الولاياتالمتحدةالأمريكية مع بلد أجنبي٬ عن منحى ذي دلالة وازنة ومشروعة نحو التطلعات الإستراتيجية وفق مقاربة تنهل من عمق وتشعب وماهية هذه الشراكة الفريدة٬ التي ما فتئ يصفها مسؤولو البلدين بالنموذجية.
ولعل فهم العلاقات على هذا الأساس يمكن من تدبير الندية حينما تتطلب الضرورة تصحيح المسارات وتقويم الاعوجاج أو العثرات التي تأتي في طريقها.
وعلى المستوى الشخصي٬ فإن هذا الاتصال الهاتفي يعبر عن الثقة والتقدير العالي الذي يطبع العلاقات بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس باراك أوباما٬ والذي تجسد من خلال اتصال هاتفي مباشر٬ يعكس الفهم المتبادل للأولويات والمصالح الوطنية الحيوية لكلا البلدين.
وعلى مستوى ما يؤسس لمستقبل البلدين٬ في إشارة إلى القضية الوطنية٬ فإن هذا الاتصال يأتي ليؤكد على أن منهجية تسوية النزاع التي اختارها المغرب لقيت دعما حاسما على أعلى مستوى بالسلطة الأمريكية٬ والتي وصفت غير ما مرة المخطط المغربي للحكم الذاتي بالصحراء تحت السيادة المغربية بالمقترح "الجدي وذي المصداقية والواقعي".
وتجدر الإشارة إلى أن هذا الموقف الأمريكي تبنته ثلاث إدارات أمريكية منذ إدارة كلينتون إلى أوباما مرورا بإدارة الرئيس جورج وولكر بوش. كما أن هذا المقترح حظي بدعم كامل من قبل منتخبي الحزبين الديمقراطي والجمهوري بالكونغرس الأمريكي بغرفتيه.
وعلى صعيد آخر٬ يأتي هذا الاتصال ليبرز فرادة النموذج الديمقراطي المغربي في محيطه الإقليمي٬ تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ الذي أطلق إصلاحات متقدمة لم تنتظر الربيع العربي لتتبلور على أرض الواقع.
كما يأتي الاتصال الهاتفي بين صاحب الجلالة والرئيس أوباما ليجدد التأكيد على أن تدخل جلالة الملك كان حاسما في تقويم توجه مجلس الأمن حول هذه القضية٬ التي أراد البعض استغلالها٬ لتغيير طبيعة مهمة بعثة المينورسو.
يشار إلى أن الرئيس الأمريكي وجه٬ خلال هذا الاتصال٬ دعوة إلى جلالة الملك للقيام بزيارة لواشنطن في غضون سنة 2013 .
كما وجه جلالة الملك محمد السادس دعوة إلى الرئيس باراك أوباما لزيارة المغرب. وقد نوها معا بما ستتيحه هاتان الزيارتان من آفاق.