انتهت أشغال المنتدى الاجتماعي العالمي اليوم السبت على وقع فضيحة ارتكبها انفصاليون ضد أعضاء من الوفد المغربي، عندما اعتدت عناصر من البوليساريو وعناصر أمن جزائرية على مغاربة قالوا فقط الصحراء مغربية.. وكشف صحفيون وفاعلون جمعويون ونقابيون مغاربة خلال ندوة صحفية نظمت اليوم السبت، بالعاصمة التونسية٬ حيث تجري فعاليات اليوم الأخير من المنتدى الاجتماعي العالمي، عن ظروف وملابسات الاعتداءات التي تعرضوا لها أمس داخل فضاء المنتدى على يد عناصر جزائرية مدعومة بعناصر من البوليساريو، بسبب تأكيدهم خلال المناقشات واللقاءات على مغربية الصحراء وما كشفوا عنه من حقائق تدحض ادعاءات الانفصاليين حول هذه القضية. وشارك في هذا اللقاء الصحفي، الذي احتضنته الخيمة المغربية وتابعته العديد من وسائل الإعلام وجمهور من زوار المنتدى، عدد من ضحايا تلك الاعتداءات المتكررة وهم عائشة عز٬ فاعلة جمعوية ومناضلة حقوقية، وعبد الاله دحمان٬ نقابي، والدليمي أسياتو٬ناشطة جمعوية،وجلال النالي، فاعل جمعوي مقيم ببلجيكا بالإضافة إلى الصحفيين هشام المدراوي وخالد السطي من (الصحراء المغربية) و(التجديد). وأجمع المتحدثون على التأكيد على أن المعتدين هم عناصر لا صلة لها بمنظمات المجتمع المدني ٬موضحين أنه من خلال تصرفاتهم وممارساتهم تبين أنهم ينتمون إلى أجهزة الأمن الجزائري وجبهة البوليساريو وأنهم كانوا ينفذون خطة معدة مسبقا ترمي إلى تضليل المجتمع المدني المشارك في المنتدى من خلال تسريب الأكاذيب والمغالطات حول مغربية الصحراء وحقيقة الأوضاع في مخيمات تندوف ويتصدون بواسطة التهديد والعنف اللفظي والجسدي لكل من يعارضهم في تنفيذ مخططهم ويفضح أكاذيبهم خاصة من بين الفاعلين المغاربة المشاركين في المنتدى. وفي هذا الصدد قال النقابي عبد الإله دحمان أن "هذه الاعتداءات ليست وقائع معزولة٬ بل اتخذت طابعا متكررا وممنهجا على يد مجموعة من انفصاليي البوليساريو كانت مؤطرة بعناصر أمن من الجزائر الذين كانوا يحملون شارات مزورة كتب عليها تونس لكنهم انكشفوا بحديثهم باللهجة الجزائرية"٬ مشيرا إلى أن هذه الاعتداءات اشتملت على "العنف اللفظي من سب وشتم وجسدي بالضرب واستعمال السلاح الأبيض". وأكد أن النشطاء المغاربة يتوفرون على شهادات موثقة بواسطة الصور والفيديو على "الأسلوب الهمجي" الذي لجأ له هؤلاء المعتدون في الوقت الذي كان فيه الجميع منخرطا عبر الحوار والنقاش حول جملة من القضايا من بينها ملف الصحراء المغربية ومشروع الحكم الذاتي٬ بمشاركة فاعلين من مختلف الجنسيات. وقال إن ضحايا هذه الاعتداءات سجلوا شكايات لدى مصالح الأمن التونسي وتقدموا باحتجاج للمنظمين كما طالبوا السلطات التونسية بتوفير الأمن لأعضاء الوفد المغربي. من جهتها تحدثت الناشطة والمناضلة الحقوقية عائشة عز عن ظروف وأسباب الاعتداء عليها بعد أن قدمت للحاضرين نتائج الفحوص الطبية (أشعة سينية) التي أجرتها ليلة أمس وتظهر الأضرار التي لحقت بها جراء هذا الاعتداء على مستوى رجلها اليمنى وصدرها. وأوضحت أنها فوجئت لدى طلبها الكلمة "لفضح الطرح الانفصالي" بأحد المتدخلين٬ يضايقها ويمنعها من الحديث إلى المشاركين٬ لكنها أصرت على التحدث لتؤكد أمام الحاضرين أن البوليساريو "كحركة مسلحة ليس لها الحق في المشاركة في المنتدى الاجتماعي العالمي، لأن ذلك مخالف لميثاق هذا التجمع". وأضافت أنها فوجئت مرة أخرى عند النقاش من أجل الخروج بنداء يصدر باسم تجمع "المسيرة العالمية للنساء" بتقديم وثيقة مشبوهة لم يشارك أحد في مناقشتها تتناول التضامن مع الشعبين الفلسطيني والسوري، حيث تم في نفس السياق إقحام ما يسمى "بحق تقرير الشعب الصحراوي المزعوم" ٬مشيرة إلى أنه أمام محاولة الاعتراض على ذلك٬ انهال علي بالضرب جزائريون وعناصر من البوليساريو فأصبت في أجزاء مختلفة من جسدي وخرجت بصعوبة من القاعة لأتوجه مباشرة إلى المستشفى حيث خضعت للفحوصات الطبية اللازمة". من جانبها أدانت النقابة الوطنية للصحافة المغربية الاعتداء الذي تعرض له صحافيون مغاربة من طرف عناصر جزائرية ومن البوليساريو٬ خلال فعاليات المنتدى الإجتماعي و الإقتصادي بتونس. وذكر بلاغ للنقابة أن وفدها المشارك في أشغال المنتدى٬ يعرب "عن تضامنه القوي٬ مع كل الصحافيين وكل النشطاء٬ الذين تعرضوا للإعتداء٬ من طرف عناصر غريبة عن المجال الجمعوي أو النقابي أو الحقوقي. وأدانت النقابة هذه الممارسات التي اعتبرتها استمرارا لنفس النهج٬ الذي يخشى "انفضاح الحقيقة٬ ولذلك يلجأ الى أساليب الترهيب والعنف". ووجه الوفد نداء إلى " كل المنظمات السياسية والنقابية والحقوقية٬ في الشقيقة الجزائر٬ للعمل على مواجهة هذا النهج٬ البعيد عن مقومات التضامن والحوار بين الشعبين المغربي والجزائري". وذكر البلاغ بأن الصحفيين هشام المدراوي من أسبوعية "الصحراء المغربية" و"ماروك نيوز"٬ وخالد الشطي٬ من يومية "التجديد"٬ تعرضا امس الجمعة بتونس ٬ لاعتداء على أيدي عناصر من المخابرات الجزائرية٬ مدعومة من طرف عناصر من البوليساريو٬ وذلك بالسب والقذف والتهديد بالانتقام. وأضاف أن المعتدين حاولوا انتزاع كاميرا كانت في حوزة الصحفي هشام المدراوي٬ عندما كان يقوم بتغطية حلقة نقاش عادية مفتوحة بالهواء الطلق٬ حول موضوع مرتبط بملف الصحراء المغربية٬ بمشاركة شباب تونسيين وأجانب٬ في إطار المنتدى الإجتماعي و الإقتصادي. وأشار البلاغ إلى أن الصحفي عبد الهادي الجحفي من القناة الأولى للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة٬ الذي يوجد ضمن وفد النقابة الوطنية للصحافة المغربية٬ كان قد تعرض أيضا٬ يوم الخميس 28 مارس الجاري ٬ لاستفزاز وتهديد من طرف عنصر من البوليساريو وجزائري٬ اتهمه بالانتماء الى جهاز المخابرات وبأنه دخل تونس بجواز سفر ايطالي٬ وهو ما رد عليه الصحفي الجحفي بإشهار جواز سفره المغربي أمام الحاضرين الذي استهجنوا هذا الادعاء المغرض والباطل. كما ذكر البلاغ بأنه وبالموازاة مع هذه الاعتداءات والهجمات على الصحافيين٬ تعرض شاب مغربي ومشاركتان٬ تنحدران من الأقاليم الجنوبية٬ لاعتداء على أيدي نفس الأشخاص.