انتقد ادريس بنعلي المحلل السياسي والإقتصادي المغربي، بشدة أداء الحكومة بقيادة حزب العدالة والتنمية، واصفا إياها بكونها غير قادرة على محاربة الفساد الذي جعلته شعار برنامجها الإنتخابي. وقال بنعلي، إن عبدالإله بنكيران، أبان عن عجز في محاربة الفساد، وليست له الشجاعة الكافية لمحاربة لوبياته، مضيفا بأن الحكومة لا تتوفر على برنامج مهيكل للحكم بانسجام طيلة خمس سنوات، وهو الأمر الذي يعكسه الإرتجال الذي يطغى على العمل الحكومي. وأوضح أن الديمقراطية تتطلب وجود سلطة مضادة حقيقية وليس من يبالغ في البيعة وإبداء الولاء، مضيقا بأن المغرب تتنازعه ثقافتان: ثقافة الديمقراطية، وهي ثقافة غربية، وثقافة الطاعة والبيعة، وهي ثقافة شرقية تقوم على الإستبداد، ومنها تستمد بعض الأحزاب مثل العدالة والتنمية ثقافتها. وأشار إلى أن "البيجيدي" الذي يسمح أمينه العام ورئيس الحكومة بأن تنتزع منه صلاحياته الدستورية، يتجه نحو تكرار تجربة حكومة التناوب التوافقي بقيادة حزب الإتحاد الإشتراكي الذي تقزم دوره في المعترك السياسي، وتراجعت شعبيته لدرجة أصبح معها محكوما عليه بالاندثار إدا لم يعد النظر في أجهزته وهياكله وقيادييه الدين تحولوا وفق بنعلي إلى شبه أثار أركيولوجية، فالدور وإن اختلفت المرحلة الزمنية يبدو واحدا وهو مساعدة المخزن على تخطي الوضع والأزمة التي وجد فيها نفسه بعد اندلاع ثورات الربيع العربي، وبمجرد استنفادها سوف لن يجد له الحزب مكانا في المرحلة المقبلة التي يعتقد بنعلي بأنه يتم الإعداد لها على مقاس الأصالة والمعاصرة. وأكد أن دلك يسهل مهمة فؤاد عالي الهمة الذي ظل منسجما مع مواقفه ضد إخوان بنكيران، في اقتلاع "البيجيدي" من جذوره الشعبية وإقصائه من الساحة السياسية، ثم رميه إلى مزبلة التاريخ بعد أن يفقد مصداقيته تماما. وأعاد المحلل السياسي طرح مسألة اختراق الأحزاب والمشهد السياسي من طرف المخزن من خلال زرع مجموعة من التكنوقراط في صفوف بعض الأحزب الإدارية المحسوبه عليه، مؤكدا على ضرورة تحرير النخب لتلعب أدوارا في دمقرطة المغرب حتى يتجاوز الوضعية الراهنة، فالكل متحكم فيه بطريقة أو بأخرى من طرف المخزن عدا الأحزاب اليسارية الراديكالية الصغرى وجماعة العدل والإحسان، بحسب المتحدث. من ناحية أخرى أشار بنعلي الذي كان يتحدث إلى يومية "المساء" المغربية، إلى أن الضريبة على الثروة التي تعتزم الحكومة إقرارها والتي تشكل مطلبا شعبيا تصطدم بمعيقات من الناحية التقنية. وخلص إلى أن سعي المخزن إلى ربح مزيد من الوقت، قد تكون له عواقب وخيمة في المستقبل، وبأن الإستمرار في التهرب من الديمقراطية سيدخل البلاد في نفق مظلم