ارتايت في هذه الورقة البسيطة المساهمة في هذا النقاش دون ادعاء الاحاطة بجوانب الموضوع، او امساك بكافة خيوطه بشكل وثيق بالحياة السياسية. معركة الدستور انتهت، حسنا امر الستور الجديد بمجتمع ديمقراطي تحترم فيه الحقوق والواجبات وماذا بعد؟ انه سؤال منطقي يعيد دوران الساعة الى بدايته ، لان بلادنا لم تعد تقبل البطء القاتل الذي ضيع لسنوات طويلة ، ولم يعد مقبولا من الاحزاب السياسية الاستسلام الى نخب فقدت علاقتها مع القواعد الشعبية وتلجا الى التطاحنات والصراعات السياسية حول الزعامات والانشقاق وتفريخ الدكاكين الحزبية، فبلادنا لم تعد تقبل قطعا ترشيح بمشتبه في علاقتهم بتجار المخدرات والباحثين عن مضلات سياسية تحمي مشاريعهم الاقتصادية. الى حدود اليوم لم نسمع حزبا مغربيا واحدا ينتقد اداءه السياسي ويعلن عن عملية" اعادة تقويم وهيكلة" لنفسه لكي يصبح في مستوى الدستور الجديد الكل حاليا يتحدث عن القوانين الانتخابية والتقطيع واللائحة الوطنية والمحلية والعتبة... عن الانتخابات المقبلة وسيقدم الافضل هذا الكلام الذي مله المواطن المغربي الذي اصبح لايثق بممارسيها ويعزف عن الانضمام الى الاحزاب بسبب الصورة التي رسمت عن السياسين على مر العقود الماضية فكيف يمكن لزعيم حزب التصقت اطرافه بكرسي الزعامة لعقود طويلة ويرفض ان يترك مكانه لقواعده الشبابية او يسهر طويلا من اجل طبخ انتخابات حزبه الداخلية كي يضمن فوزه بنتائجها الغير النزيهة والشفافة لفترة طويلة، قبل اجرائها كيف يمكن لهذا الزعيم ان يكون اذاة فعالة وناجحة في اية عملية انتخابية نحو الديمقراطية؟ كيف يمكن لهذا الزعيم ان يقنع المغاربة ان يعمل لصالح الوطن والمواطنين؟ كيف يمكن لهذا الزعيم ان يتحدث عن الديمقراطية وهو لايقبل بوجود راي مخالف داخل تنظيمات حزبه؟ كيف يمكن لهذا الزعيم ان يقنع المغاربة ان الانتخابات والتصويت واجب وطني وهو لايهمه سوى تضخيم الرصيد البنكي والاستيلاء على الامتيازات والصفقات والتامين بالحصانة البرلمانية؟ ان الامور التي لاتتطور تنتهي الى الضياع وتقترب من الفراغ وتحصل الحاجة في التغيير حينما تحس مكونات المجتمع بان تمثيليتها معطلة او ان مؤسساتها لاتوفر شروط هذه التمثيلية والفشل في استيعاب مايريده المواطن، فالتغيير المنشود تحقق بموجب الدستور الجديد وماهو مطروح اليوم لايتعدى سقف الاجتهاد في بلورة مضامين هذا الدستور من خلال انتخابات نزيهة وشفافة تعزز مؤسسات منتخبة قوية وذات مصداقية ورشيدة، لان المغاربة قادرون على صناعة القرار والمساهمة في التغيير المنشود والكرة اذن في ملعب الاحزاب التي عليها ان تاخذ المبادرة وان يرفع الايقاع في الملعب الجديد للاصلاح دون اعتبار ان فتح باب الديمقراطية داخلها في وجه الشباب والنساء بشكل لائق ومشرف ينم عن حسن النوايا والثقة في المستقبل وليس ضعفا او ارتباكا او تحركا تحت الضغط خوفنا الاكبر اليوم هو ان ندخل انتخابات مقبلة بنفس الوجوه والزعامات التي لم نعد نقبلها بشكل مطلق وبنفس عدم القدرة على مخاطبة المواطنين وثقتنا كبيرة غدا في ظل الاصلاحات الكبرى. بقلم : رئيس تحرير محمدية بريس