عيد العرش: تجديد البيعة والعهد بين ملك وشعب - إنارة شمعة جديدة في شمعدان مضيء باستمرار - الاحتفال بعيد العرش مناسبة للتشبع بقيم العمل الجاد التي رسخها جلالة الملك على امتداد 12 سنة مثمرة محمد مشهوري في الأعياد العادية يطفئ الناس الشموع، لكن هناك مناسبات تستلزم أن نضيء شمعة جديدة تنضاف إلى شموع متلألئة أنارت طريق المحتفين منذ هلت اللحظة الأولى للميلاد. هذا هو شعور الشعب المغربي وهو يحتفل بعيد العرش المجيد، بعد مرور 12 سنة على تولي جلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه الكرام. 12 سنة مرت وفي حصادها، الذي لا يخضع للفصول، سنابل مثمرة متجددة على مدار مسترسل، يزرع البدور ويغرس شتائل الحاضر والغد ملك ندر كل وقته لإسعاد شعبه في ميدان اتسع ليشمل كل جهات الوطن، محولا كل الربوع إلى عواصم لمملكة مواطنة. فكم من مدشر لم يسعد بالظهور كنقطة على الخرائط، منظورة بالمجهر، أخرجه حدب جلالة الملك من دائرة الظل إلى عالم الأضواء المشعة بالنماء. من كان منا يعرف "أنفكو" قبل أن يحضن أطفالها ذلكم الدفء الملكي في ليال صقيعية؟ ومن كان يحفل بذوي الاحتياجات الخاصة قبل أن تعانقهم اليد البيضاء وتربت على أكتافهم؟ ومن ومن.....؟ ننير شمعة جديدة في شمعدان العهد الجديد، لا نقصد بذلك الاحتفالية بذكرى وطنية وتجديد الحب والوفاء لكبير العائلة المغربية الكبرى فحسب، ولكننا نستحضر أيضا، وهذا أمر جوهري، القيم المثلى التي ما فتئ العاهل الكريم يرسخها في عقول وقلوب مواطنيه، وفي صدارتها قيمة العمل الجاد والتفاني المسترسل في خدمة مصلحة هذا الوطن. نضيء شمعة جديدة، والمغرب يعيش مرحلة جد فاصلة في تاريخه السياسي، بعد الاستفتاء الشعبي الواسع على الدستور الجديد، الذي يدشن لرزنامة من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، الكفيلة بتسريع وتيرة تجسيد المشروع المجتمعي الديمقراطي التنموي الذي أرسى جلالة الملك ركائزه ولبناته. فالمغرب اليوم في حاجة ماسة إلى انخراط كل بناته وأبنائه في هذه الدينامية الجديدة، فلا مكان للإقصاء والتمييز والتهافت على مكاسب الآنا، بل للكفاءة والمعرفة المدعمتين بقيم الوطنية والمواطنة والنزاهة الأخلاقية والمادية. في إطار هذه الروح، تتجدد وشائج البيعة والوفاء المتبادل في أبهى التجليات السرمدية، وعلى درب التعاقد الأبدي بين العرش والشعب، سيواصل المغرب مسيرته الرائدة، شامخا شموخ جبال الأطلس والريف، وفيا لشعاره الخالد "الله، الوطن، الملك".