خلافا لما يروج في الساحة السياسية العربية من ثورات الشعوب ضد أنظمتها الحاكمة ، وعلى نفس التوجه تسير الأندية الوطنية نحو إسقاط نظام الهواية الذي عكر صفو أجوائها منذ سنوات بولوج عالم الإحتراف في أفق بداية الموسم المقبل ، فالكل يمني النفس بأن إطلاق النسخة الإحترافية في الدوري الوطني ضرورة ملحة أكثر من أي وقت مضى ، لاسيما و أن هذا المقترح جاء بتفويض من أعلى هيأة رياضية دولية الفيفا منذ سنة 2010 ، سنة زكاها جوزيف بلاتر رئيس الإتحاد الدولي كقطيعة مع الإتحادات المحلية التي لازالت في جلباب الهواية ، بل سارع للخروج آنذاك بتصريح مدوي ضمه كلام جاء فيه أن الفيفا تتبرأ من أي فريق لم يجهز دفتر تحملاته حسب النصوص المنظمة لإحتراف لعبة الجلد المدور. قرار سرعان ما أخذه رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم علي الفاسي الفهري محمل الجد ، و دعى أثناء انعقاد الجمع العام الأخير للجامعة جميع الفرق إلى الإلتزام بدفتر التحملات مع الفيفا ، في الوقت الذي أخذ فيه الموضوع مجرى أكثر إجحافا من لدن الأندية المغلوب على حالها ، فالشيء المتعارف عليه دوليا هو أن تطبيق مثل هذه القرارات التاريخية المصيرية على الأندية ، يجب أولا النظر بافتحاص و تمعن في كيفية تطوير أساليب تنظيم و تسيير الاندية و تدبير شؤونها الرياضية وفق ما تقتضيه قواعد الحكامة الجيدة ، قبل الدخول في المرحلة الإنتقالية . فكيف يمكن الحديث عن الحسم في دخول هذه المرحلة بهذه السرعة الإثيوبية ، فهل يعلم هؤلاء أن الأندية المستعدة لدخول عالم الإحتراف حاليا على رؤوس الأصابع ، أندية غارقة في مشاكل جمة تكاد لا تنتهي ، فهل الوداد الفاسي مستعد لتسلم رخصة الإحتراف في ظل عدم توصل لاعبيه بمستحقاتهم المالية لأزيد من 3 أشهر ، و أين ملامح دفتر التحملات من استمرار فريق الدفاع الحسني الجديدي لليوم بلجنة مؤقتة فقط كانت سببا في تأزيم وضعية الفريق ، هذا دون الخوض في تفاصيل تعامل الفرق مع لاعبيها و مدربيها فيما يخص العقود التي تربط بين الأطراف و المستحقات المالية من جهة ثانية ، وما هي إلا علامات تنذر بغد أسود قد يجهد على عدد من الفرق التي تسير بميزانيات ضعيفة . بداية الأسبوع الحالي أفرزت حلقة أخرى من هذا المسلسل الرياضي المغربي من اللجنة المكلفة بتسليم رخص الإحتراف حيث أعلنت إنطلاق حملتها التفقدية لزيارة عدد من الأندية الوطنية بغية الحسم في هوية الفرق المحترفة يونيو المقبل ، فرق تنظر لهذا المولود الجديد بعين الطائر الجريح الذي لا حول له و لا قوة بعدما حددت الميزانية المالية لإنخراط الأندية في هذا المشروع الرياضي بما يناهز 900 مليون سنتيم ، قيمة مالية حسب الخبراء تبقى خيالية لدى بعض الفرق التي لا تستفيد من القدر الكافي من سوق الإعلانات ، و حتى من مداخيل المقابلات التي تظل هزيلة و المرتبطة بنتائج الفريق على العموم ، فلا أحد ينسى أن فريق شباب قصبة تادلة حقق أول انتصار له منذ دورات ، و المؤسف في هذا اللقاء أن خزينة الفريق لم تدخر سوى 100 درهم ، أداها 5 متفرجين كثمن تذاكر ، فهل يمكن الحديث عن إمكانية دخول عالم الإحتراف ؟.