الطفل المشرد مع أمه المختلة عقليا مرميان في الشارع العام 30-01-2012 07:27 ميدلت أون لاين / سعيد امنهو تنهمر دموع من له غيرة على هذا الوطن و على أبنائه من الطبقات المسحوقة الذين يحيون منذ الصغر فداحة الحرمان والقهر و الفقر، خصوصا منهم أولئك الذين تنهال عليهم آفات و ويلات أخرى كاليتم المصاحب للأمراض والعاهات، و التشرد بلا مأوى يقيهم ثلة من الأخطار المتربصة بهم في الخارج من زمهرير قارس و كلاب ضارية ووحوش آدمية، تنهمر هذه الدموع حينما تطالع بعينيك مشهدا ليس ككل المشاهد، مشهد تقشعر له أبدان الشرفاء و تتمزق له قلوب اللطفاء، إنه مشهد طفل صغير يقبع مع أمه في سافلة جدار مجاور لمحطة الحافلات ببلدة الريش (المنتمية إداريا لإقليم ميدلت). الأم و صغيرها متشردان مريضان، يمضيان ليالي الشتاء الباردة لا يبرحان المكان، يحيطان نفسيهما بأفرشة و أغطية رثة، ويرتديان أسمالا بالية، غير أن ما يزيد من محنة الصغير المسكين الذي تلاعبت به الظروف في معترك الحياة هو أن أمه تعاني من عاهة عقلية و بدنية حالت دون رعايته و العناية به، فجسمه العليل تطاله الجروح المقززة، و كثيرا ما أزيح عنه الغطاء ليلا و بقي يتلوى من البرد إلى الصباح. ذات صباح باكر و شديد البرودة في الأيام القليلة الماضية وأنا مرتاد للمحطة مرافقا أحد أصدقائي، بقيت مشدوها بمنظر الطفل الذي آلمني كثيرا، فقد بقي نصفه السفلي عاريا من الغطاء و رجلاه الصغيرتان ترتجفان من البرد و تتحركان للدخول تحت الغطاء و كأنهما تلتمسان من أحد تغطيتهما، المشهد كله أشبه بإنسان طعن في صدره و ظهر قلبه إلى الخارج ينبض كأنه يطلب خياطة الصدر لكي ينجو وينجو معه الجسم برمته. الناس في غدو و رواح، ولا أحد يملك أن يعمل صنيعا في حقهما سوى التفرج و التضرع لرب السماوات لإنزال الرحمات عليهما، في انتظار أن يستيقظ ضمير المسؤولين الذين عميت بصيرتهم قبل أبصارهم لايجاد حل لهذه المعضلة. فهل من قلب و كبد حي لانتشال هذه الفلذة المتجمدة من هذا المستنقع الرهيب؟ فالطفل يموت بالتقسيط و الدولة تتبجح علينا كل يوم (بالتنمية البشرية ) و محاربة الهشاشة ...و لمادا تنظر الدولة في أعينهم وهي تعرف انها لا تستطيع مساعدتهم . فلذة كبد متجمدة في البرد القارس و" غيريتس" ياخد منا 380 مليون سنتيم يالها من مفارقة عجيبة !!! Dimofinf Player فيديو يوثق بالصوت والصورة معاناة الطفل الأعزل الطفل المشرد صحبة أمه