إنه السؤال العريض الذي بدأ الرأي العام في كل من قيادة گرامة، ودائرتي بني تدجيت وتالسينت، يطرحه بإلحاح شديد ، واستياء عميق، لاسيما بعد أن بدأ البعض يروج لإشاعة مفادها، أن الغلاف المالي، الذي قيل بأنه خصص لعملية الإنجاز ، قد تم تحويله إلى وجهة أخرى…. صحيح أن القيل والقال هما، من إفرازات الغموض وعدم وضوح الرؤية .. وأنه من الصعب ربطهما، بواقع الأمور… غير أن المتتبع لحكاية هذا المسلك، الذي يصل طوله، إلى خمسة وعشرين كيلومترا فقط، والذي شكلت حالته الكارثية وما زالت، منذ عقود خلت، نقطة سوداء في سجل المسؤولين، الذين تعاقبوا على منصة الشأن الطرقي … وبؤرة ألم ومحنة في حياة الآلاف المؤلفة من السكان، في مقدمتهم سائقو مختلف وسائل النقل … إن من حق المتتبع لما يلف هذا المقطع الدامس، من دياجير الظلام – إذن – .. أن ينسج ما شاء … وقتما شاء…. مادام لكل مقام مقال… ففي غضون السنة المنصرمة، استبشر الناس خيرا، حين سمعوا، بأن جهة درعة – تافيلالت، وضعت مخططا متكاملا ، يروم فك العزلة، بشراكة مع الوزارة الوصية، والهيئات المنتخبة، وأن هذا الجحيم، سيكون ضمن المنجزات، علما بأنه شريان مهم ، يربط إقليم ميدلت بإقليم فگيگ….. ثم تداولت الألسن خبرا سعيدا آخر ، قبل ما يزيد عن ثلاثة أشهر، بشر بقرب البدء في أشغال الإصلاح والتوسعة. بعد أن أوكلت المهمة لأحد المقاولين الفائزبن بالصفقة… فظن الجميع – كما جرت العادة – بأن موعد الخروج من النفق، قد بزغ فجره.. وأن المنطقة التي ساهمت منذ فجر الاستقلال، في إثراء خزينة الدولة، بفضل عائدات مناجم " بوعروص " ، و" تابوعروصت " ، و" بوظهير " وغيرها، ستتخلص من عنق الزجاجة، وسينعم كذلك أبناؤها داخل الوطن وخارجه، بعطل مريحة بين أهلهم وذويهم، دون عناء أو نكد….. لكن هيهات….. فدار لقمان بقيت على حالها… و أضحى تغير أحوالها ، من الخوارق التي يستحيل فك رموزها….