ينحدر ( سيدي محمد أوهازة ) من قرية : " أيت السبع " ، الواقعة في النفوذ الترابي والإداري ، لقيادة بني تدجيت بإقليم فكيك ، والبعيدة إلى الشرق ، من مركز كرامة ، بحوالي أربعين كيلومترا.... امتهن السياقة ، منذ ريعان شبابه ، حيث عمل - بادئ الأمر - و لمدة عقد من الزمن ، على نقل المعادن ، من مناجم " بوعروص " و" تابوعروصت " و" بوظهير " ، إلى معامل التصفية بكبريات الحواضر ، على متن إحدى الشاحنات ...ثم تحول إلى قطاع النقل العمومي ، فساق خلال خمس سنوات ، سيارة أجرة كبيرة ، بمدينة بني تدجيت ، قبل أن ينتقل إلى كرامة ، ليزاول بها نفس العمل ، بعد أن اتخذها مستقرا له ، ولأسرته الصغيرة ،لأزيد من ستة وعشرين عاما .... عرف هذا الإنسان الودود ، بطيبوبته وسجاياه الحميدة ، مما مكنه من نسج صلات احترام وتقدير ، مع الزبائن ، وكافة مستعملي الطريق ... و اشتهر - علاوة على ذلك - بسيره البطيء ، وسعيه الدؤوب للتحلي بالتأني ، بغية زرع الطمأنينة والأمان ، في نفوس الركاب ، الشيء الذي جلب له ولسيارته بعض الانتقاد ..... لا أحد يجادل - إضافة إلى ما أسلفنا - بأن ( سيدي محمد أوهازة ) ، لعب أثناء فترة تنقله ، بين كرامة والريش ، بصفته أمينا لأرباب الطاكسيات ، دورا هاما في إنهاء الصراع ، الذي كان محتدما ، بين زملائه ، وأشقائهم سائقي حافلات النقل المزدوج ، مما كان له الأثر الإيجابي البالغ ، في خلق جو من الهدوء والتآلف..... تلكم باختصار شديد ، نبدة صغيرة ، عن سيرة رجل ، أفنى زهرة عمره ، في مسالك وعرة ، ووسائل نقل مهترئة ، إيمانا منه ومن أمثاله ، في مغربنا المهمش العميق "وما أكثرهم "، بأن الحياة في مناطقنا ، كانت ولا تزال عقيدة وجهادا ....... أطال الله في عمر هذا الشريف السبعي الفاضل ، وجازاه على كل ما أسداه خير الجزاء . ملحوظة : المحتفى به ، يقود حاليا سيارة خفيفة خصوصية ، بعد أن غادر قطاع النقل العمومي المهيكل ، قبل ما يربو عن سنتين ....