لقي عامل منجمي مصرعه، زوال الخميس المنصرم، في حادث تفجير أكثر من خمسة ألغام داخل بئر بمنجم بوظهر ببلدة بني تدجيت الواقعة تحت النفوذ الترابي لإقليم فكيك. العامل المنجمي (23 سنة) الذي خلّف زوجة حاملا، كان بصدد تركيب متفجرات من البارود داخل البئر العميقة، وعجز عن الصعود لسبب ما، قد يكون عطبا في آلة سحب العمال بالحبل من أعماق الآبار. عناصر من الشرطة القضائية والعلمية التابعة لولاية أمن وجدة حلّت بعين المكان، حيث عاينت جثة الهالك ومحيط الحادث المأساوي، قبل نقل الجثة إلى مستودع الأموات بالمركز الاستشفائي الجهوي الفارابي بوجدة قصد إخضاعها للتشريح الطبي. الحادث أجج غضب السكان والصناع المنجميين التقليديين بمنجم بوظهر ببني تدجيت، وأثار احتجاج العمال لافتقاد ظروف السلامة خلال اشتغالهم داخل المنجم وانعدام تأمين يضمن حياة كريمة للضحايا وأسرهم الهالكين في حال وقوع حادث. أحد الفاعلين الجمعويين تساءل عن وضعية العامل المنجمي الهالك، وإن كان يتوفر على رخصة حمل المتفجرات وتفجيرها. وأشار إلى أن مالكي رخص المناجم ببني تدجيت يتخذون كل الإجراءات الإدارية من أجل تعيين أحد العمال لحصوله على رخصة حمل وتفجير المتفجرات، دون أن يقوم صاحب البطاقة بمهامه وأحيانا يكون غائبا عن المنجم لمراقبة المتفجرات مما يدفع العمال غير المرخصين إلى القيام بتفجير المتفجرات. المتحدث ذكر بأن هذا الحادث المميت نتج عن هذه الخروقات القانونية التي ستحرم الضحية من مستحقاته وحقوقه، وأن هذا الوضع يتطلب فتح تحقيق معمق وجدّي مُحمِّلاً المسؤولين، كلٌّ من موقعه، مسؤولية ما وقع وطالب بتدخلهم لفرض احترام القانون والسهر على عملية تفجير المتفجرات وفق ما تنص عليه المساطر والإجراءات القانونية في هذا الباب حتى لا تذهب أرواح العمال والعاملات المنجميين سدى وتهضم حقوقهم وتداس كرامتهم.