أعرب مستعملو الطريق الجهوية ، المؤدية إلى " تالسينت " مرورا " ببني تدجيت " (إقليم فكيك ) ، عن عميق استيائهم و سخطهم ، حيال الوضعية الكارثية والمزرية ، التي توجد عليها الثلاثون كيلومترا ، الرابطة بين مركز " كرامة " ، و النقطة الحدودية ( أسفتي ) ، التي ينتهي عندها النفوذ الترابي لإقليم " ميدلت " .... وعبر العديد منهم ، -- وهم في طريق العودة ، إلى مقرات أعمالهم ، بمختلف المدن والحواضر ، عقب قضائهم لعطلة عيد الفطر ، بين أحضان ذويهم وأقاربهم ، -- عن شعورهم بالغبن والظلم ، جراء تجاهل المسؤولين لمعاناتهم التي طال أمدها ، متسائلين بمرارة ، عن السبب الذي جعل الحكومات المتعاقبة ، منذ فجر الاستقلال ، تتعامل مع تطلعات سكان السفوح الجنوبية الشرقية ، بنوع من الاحتقار واللامبالاة ، وكأنهم مواطنون من الدرجة الثانية ... رغم أن هذه المناطق أغنت ( ولا تزال ) ، خزينة الدولة بملايير الدراهم ، وبالعملة الصعبة كذلك ، بفضل الكنوز المنجمية المستخرجة من " بوظهير " و " بوعروص " و " تابوعروصت " و " موغل " ... ناهيك عن كون أبنائها البررة ذوي الكفاءات العالية ، ما فتئوا يقدمون ، -- من خلال اشتغالهم ، في شتى الدواليب المدنية والعسكرية ، -- خدمات جليلة للبلاد والعباد .... وبعد أن صب الناقمون جام غضبهم ، على وزارة التجهيز والنقل ، وعلى النواب البرلمانيين ، ومسؤولي و منتخبي جهتهم الشرقية ، و جهة " درعة تافيلالت " ، بكافة مستوياتهم ومشاربهم ... أكدوا بأن صلة الرحم ، بينهم وبين التربة الطيبة ، التي رأوا فيها النور ، ستنقطع لا محالة ، في ظل هذه الأوضاع المأساوية ... و أنه لن يبقى أمامهم ، سوى أن يرقوا لحال أهلهم ، وحال كل من أجبرته ظروف الحياة ، على الإقامة وعدم الرحيل ... يشار - في ذات السياق - إلى أن هذا المسلك المشؤوم ، تعبره يوميا --- إضافة إلى سيارات الأجرة الكبيرة ، ووسائل نقل خصوصية كثيرة أخرى --- ست حافلات للنقل العمومي ( اثنتان منها ، في ملكية شركة CTM)، تربط خطوطها المنطقة بمدن : " بوعرفة " و " الرباط " ، و " الدارالبيضاء " و الرشيدية ".... ملحوظة لا بد منها : اضطر أحد المستثمرين ، في قطاع النقل الطرقي ، من أبناء منطقة " كرامة " ، في غضون السنة المنصرمة ، -- جراء رداءة الطريق -- ، إلى توقيف حافلتيه ، اللتين كانتا تصلان بلدة " تالسينت " بمدينة " مكناس " .