تسبب تشابك خطوط وأرقام الهاتف الثابت بكرامة، منذ يوم الجمعة 29 ماي،في حدوث ما يشبه فتنة عشواء، كادت أن تعصف بالأجواء الأسرية الهادئة، وتصل بالأمور إلى مستوى لا تحمد عقباه...... وقد ظهرت أولى بوادر هذا اللغط الذي أبان فيه التقنيون مرة أخرى عن "علو كعبهم"... ، حين اضطر المواطنون خارج المنطقة ، إلى استخدام شتى الطرق و الوسائل للتعرف على أحوال ذويهم و معارفهم ، بعدما تعذر عليهم الاعتماد على الأجهزة القارة، رغم سماعهم لرنينها.....ثم اتخدت الأحوال إثر ذلك منحى لا يمكن أن يوصف إلا بالكارثي، عندما تداخلت الأرقام ، واختلط الحابل بالنابل.... فكم من منخرط اتصل ببيته ، فرد عليه صوت ذكوري، من رقم آخر..مما أدخل الوسواس الخناس إلى أعماق أعماقه.....وكم من ملاسنات و مشاحنات ، نشبت بسبب تشكيك طرف متصل في نوايا طرف مقابل....وهكذا ذواليك.... وفي سياق متصل، شهدت منطقة: "كيرالأوسط" موجة استياء أكثر غرابة ، انخرط عقبها أهالي "تاكريرت و لهري وتالهريت" بشكل شبه كلي في شركة منافسة ، جراء تواجد قراهم الثلاث خارج تغطية مؤسسة السيد عبد السلام أحيزون، التي تتوفر- مع ذلك – في عين المكان،على تجهيزات هاتفية ، بنيت في أرض سلالية، منحت لها منحا.... وبما أن قبيلة تالهريت ، كانت قد رفضت مرور أعمدة الكهرباء عبر حقولها صوب اللاقط المنصوب، مما أجبر "اتصالات المغرب" على اختيار مسلك أطول ، فإن السكان ذهبوا إلى أبعد الحدود، وأرجعوا سبب عدم استفادتهم من التغطية لحد الساعة، إلى عامل الانتقام....وقد وجد تفسيرهم هذا تجاوبا كبيرا، خصوصا وأنه لم تلح في الأفق ، منذ مدة ليست بالقصيرة ، أية إشارة تنم عن رغبة المسؤولين في تدارك موقفهم الشاذ