كان الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى الستين لثورة الملك والشعب، قد أشار إلى «إن قطاع التعليم يواجه عدة صعوبات ومشاكل، خاصة بسبب اعتماد بعض البرامج والمناهج التعليمية، التي لا تتلاءم مع متطلبات سوق الشغل، فضلا عن الاختلالات الناجمة عن تغيير لغة التدريس في المواد العلمية، من العربية في المستوى الابتدائي والثانوي، إلى بعض اللغات الأجنبية، في التخصصات التقنية والتعليم العالي. وهو ما يقتضي تأهيل التلميذ أو الطالب، على المستوى اللغوي، لتسهيل متابعته للتكوين الذي يتلقاه». وهكذا أكدت مصادر مطلعة أن مذكرة وزارية غير معممة ، توصل بها بعض مدراء مؤسسات تعليمية للثانوي التأهيلي، تدعو لتجريب تدريس المواد العلمية ( الطبيعيات الفيزياء الرياضيات) باللغة الفرنسية في السلك التأهيلي ببعض النيابات التعليمية. وقد تم اختيار 7 ثانويات بجهات المملكة لتجريب إعادة تدريس المواد العلمية باللغة الفرنسية خلال الموسم الدراسي الحالي(2013/2014) وذلك في أفق تعميمه. وحسب المصادر ذاتها فسيتم تخصيص قسمين في شعبة الآداب وقسمين في شعبة العلوم بالمؤسسة، حيث سيتم فيها تدريس المواد العلمية باللغة الفرنسية مع إضافة الأدب الفرنسي في البرامج التربوية لهذه المؤسسة. شخصيا أعتقد أن تجربة عودة الفرنسية بقوة الى كل أسلاك التعليم، خطوة كبرى أولى في الإتجاه الصحيح لإنقاذ المنظومة التربوية من الإنهيار الشامل. إن الأمر يتعلق بتنفيذ اتفاقية شراكة بين المغرب وفرنسا سبق توقيعها أمام الملك محمد السادس، بهدف خلق بكالوريا دولية باللغة الفرنسية في بعض الثانويات. وقد خلق هذا الإجراء التجريبي حسب بعض المدراء الذين توصلوا بالمذكرة الآنفة الذكر ، ارتباكا بالمؤسسات التعليمية المعنية في ظل الخصاص المسجل في صفوف أساتذة الرياضيات خصوصا . ومن المعلوم أن الخريجين الجدد " رغم تكوينهم وكفاءة بعضهم " فإنهم غير مؤهلين لتدريسها باللغة الفرنسية ، ( ففاقد الشيء لايعطيه ) وبديهي أن الأساتذة الذين سيقومون بتدريس هذه المواد العلمية، سيتم اختيارهم ممن تلقوا تكوينا سابقا باللغة الفرنسية، ومن المستبعد استقدام أساتذة فرنسيين لتدريس هذه المواد. وهكذا كان بود الوزارة الوصية على التعليم إخبار أساتذة المواد المعنية بمذكرة منظمة إما للمشاركة أوللتباري على المناصب المحتمل إدراجها ضمن هذا التوجه الجديد. لكن وللأسف أصبحنا نتعود على قرارات الوزارة والمتسمة في بعض تجلياتها بثلاث صفات : أولاها المباغتة ، ثانيها الغموض ، وثالثها القرار الإنفرادي المجبر. * مفتش التعليم الثانوي التأهيلي