أخنوش يمثل أمير المؤمنين جلالة الملك في مراسم جنازة البابا فرانسوا    اختيار فوزي لقجع نائبا أول لرئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم    مناظرة جهوية بأكادير لتشجيع رياضي حضاري    العثور على جثة بشاطئ العرائش يُرجح أنها للتلميذ المختفي    تتويج 9 صحفيين بالجائزة الوطنية الكبرى للصحافة في المجال الفلاحي والقروي    الجامعي: إننا أمام مفترق الطرق بل نسير إلى الوراء ومن الخطير أن يتضمن تغيير النصوص القانونية تراجعات    بواشنطن.. فتاح تبرز جاذبية المغرب كقطب يربط بين إفريقيا وأوروبا والولايات المتحدة    جديد نصر مكري يكشف عن مرحلة إبداعية جديدة في مسيرته الفنية    بدء مراسم جنازة البابا في الفاتيكان    الملك محمد السادس يهنئ رئيسة تنزانيا    مؤتمر "البيجيدي" ببوزنيقة .. قياديان فلسطينيان يشكران المغرب على الدعم    جيدو المغرب ينال ميداليات بأبيدجان    المغرب يرفع الرهان في "كان U20"    المغرب يرسّخ مكانته كمركز صناعي إفريقي ويستعد لبناء أكبر حوض لبناء السفن في القارة    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الأحد    إطلاق مشروعي المجزرة النموذجية وسوق الجملة الإقليمي بإقليم العرائش    برهوم: الشعب المغربي أكد أنه لا يباع ولا يشترى وأن ضميره حي ومواقفه ثابتة من القضية الفلسطينية    البشر يواظبون على مضغ العلكة منذ قرابة 10 آلاف سنة    هولندا تقرر تمديد مراقبة حدودها مع بلجيكا وألمانيا للتصدي للهجرة    مكناس.. تتويج أفضل منتجي زيت الزيتون بالمباراة الوطنية الخامسة عشر    تصفية حسابات للسيطرة على "موانئ المخدرات" ببني شيكر.. والدرك يفتح تحقيقات معمقة    من تندرارة إلى الناظور.. الجهة الشرقية في قلب خارطة طريق الغاز بالمغرب    هولندا.. تحقيقات حكومية تثير استياء المسلمين بسبب جمع بيانات سرية    شبكات إجرامية تستغل قاصرين مغاربة في بلجيكا عبر تطبيقات مشفرة    تتويج الفائزين في مباريات أحسن رؤوس الماشية ضمن فعاليات المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب 2025    كرانس مونتانا: كونفدرالية دول الساحل تشيد بالدعم الثابت للمغرب تحت قيادة الملك محمد السادس    بدء مراسم تشييع البابا فرنسيس في الفاتيكان    ولاية أمن الدار البيضاء توضح حقيقة فيديو أربعة تلاميذ مصحوب بتعليقات غير صحيحة    ماذا يحدث في بن أحمد؟ جريمة جديدة تثير الرعب وسط الساكنة    بنكيران: لا أرشح نفسي لقيادة "العدالة والتنمية" .. والقرار بيد المؤتمرين    المعرض الدولي للنشر والكتاب يستعرض تجربة محمد بنطلحة الشعرية    لقاء يتأمل أشعار الراحل السكتاوي .. التشبث بالأمل يزين الالتزام الجمالي    الشافعي: الافتتان بالأسماء الكبرى إشكالٌ بحثيّ.. والعربية مفتاح التجديد    المرتبة 123 عالميا.. الرباط تتعثر في سباق المدن الذكية تحت وطأة أزمة السكن    فليك: الريال قادر على إيذائنا.. وثنائي برشلونة مطالب بالتأقلم    سيرخيو فرانسيسكو مدربا جديدا لريال سوسييداد    مؤتمر البيجيدي: مراجعات بطعم الانتكاسة    مصدر أمني ينفي اعتقال شرطيين بمراكش على خلفية تسريب فيديو تدخل أمني    شوكي: "التجمع" ينصت إلى المواطنين وأساسه الوفاء ببرنامجه الانتخابي    الصين تخصص 6,54 مليار دولار لدعم مشاريع الحفاظ على المياه    الهلال السعودي يبلغ نصف نهائي نخبة آسيا    فعاليات ترصد انتشار "البوفا" والمخدرات المذابة في مدن سوس (فيديو)    وثائق سرية تكشف تورط البوليساريو في حرب سوريا بتنسيق إيراني جزائري    الجهات تبصِم "سيام 2025" .. منتجات مجالية تعكس تنوّع الفلاحة المغربية    من فرانكفورت إلى عكاشة .. نهاية مفاجئة لمحمد بودريقة    جريمة مكتملة الأركان قرب واد مرتيل أبطالها منتخبون    العالم والخبير في علم المناعة منصف السلاوي يقدم بالرباط سيرته الذاتية "الأفق المفتوح.. مسار حياة"    متدخلون: الفن والإبداع آخر حصن أمام انهيار الإنسانية في زمن الذكاء الاصطناعي والحروب    مصل يقتل ب40 طعنة على يد آخر قبيل صلاة الجمعة بفرنسا    على حمار أعْرَج يزُفّون ثقافتنا في هودج !    الرباط …توقيع ديوان مدن الأحلام للشاعر بوشعيب خلدون بالمعرض الدولي النشر والكتاب    كردية أشجع من دول عربية 3من3    دراسة: النوم المبكر يعزز القدرات العقلية والإدراكية للمراهقين    إصابة الحوامل بفقر الدم قد ترفع خطر إصابة الأجنة بأمراض القلب    الحل في الفاكهة الصفراء.. دراسة توصي بالموز لمواجهة ارتفاع الضغط    وداعًا الأستاذ محمد الأشرافي إلى الأبد    قصة الخطاب القرآني    المجلس العلمي للناظور يواصل دورات تأطير حجاج الإقليم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالرشيدية ورزازات: الاستئناس بالمستجدات الحقوقية سبيل لتصويب المسار

عقدت اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالرشيدية الدورة الخامسة العادية يوم السبت 07 من شهر شتنبر 2013، حضر أشغالها السيد محمد الصبار الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان مشاركا ومتتبعا ، وتابعت افتتاحها التلفزة المغربية. رُسم لجدول أعمالها تقديم ما جد واستجد في مجال حقوق الإنسان جهويا ووطنيا. تنفيذا لإحدى توصيات اجتماع اللجنة في دورتها الرابعة المنعقدة بمدينة ورزازات يوم السبت 13 من شهر أبريل 2013، والقاضية ضرورَةَ تنوير الأعضاء كلَّهم بالجديد من الخبر ذي الصلة بحقوق الإنسان بمنطقة الجنوب الشرقي، أو خارجها، لتمكينهم من تحقيق التناغم في الآداء بين الجهوي والوطني، وتفاديا لكل زيغ.
وتناولت النقطة الثانية «دراسة طلب جماعة وسلسات بإقليم ورزازات حول عقد اتفاقية شراكة مع اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالرشيدية ورزازات»، تنصب على حقوق الطفل.
وخُصصت النقطة الثالثة والرابعة للشأن اللجنة الداخلي: «إعادة تنظيم المجموعات الموضوعاتية وفق المستجدات الأخيرة»، و«تمحيص مخطط عمل اللجنة وتطعيمه ليغطي النصف الثاني من السنة المدنية 2013»، وفُتح المجال في الجدول لإدراج قضايا أخرى مختلفة.
واللجنة الجهوية لحقوق الإنسان المذكورة نشاطها ممتد ليغطي مجالا جغرافيا واسعا يحوي جيومورفولوجيا الجبل والهضبة والسهل: الهوامش الجنوبية لسلسلة الأطلس الصغير، وهضاب ما وراء الإنكسار الأطلسي الجنوبي (هضبة مسكي)، والحمادات (كير، ودرعة) ، وسهل تافيلالت. إنه مجال متضرس ممتد على الهامش الشمالي للصحراء الإفريقية الكبرى، ويُعيق وعورته مناخه الموسوم بالجفاف، والمدى الحراري المرتفع.
انتظم مجال نشاط اللجنة إداريا في أربعة أقاليم، ثلاثة منها تنتمي إلى جهة سوس ماسة درعة وهي زاكورة، وتينغير، وورزازات، وإقليم واحد ينتمي إلى جهة مكناس تافيلالت، وهو إقليم الرشيدية.
ولئن كان المجال المذكور موسوما بتجانس اجتماعي وثقافي واقتصادي وبيئي فإن عمقه التاريخي وغناه الطبيعي وتنوعه الإثني يجعل العمل بالمخططات لا تصمد بدون شراكات داعمة مع كل الهيئات والمصالح الإدارية والجماعات المحلية. وحسبنا أن الثقافي يكاد أن يلتهم كل شيء ما دام يحدث توترا بينه وبين المجالات الأخرى التنموية والحقوقية.
ونرغب في هذا المقال الوقوف عند مجال افتتاح أشغال الدورة الخامسة اللجنة المنعقدة بالرشيدية، أي: ما سمح لوسائل الإعلام برصده، والمحصور في كلمة السيد الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، وكلمة السيدة رئيسة اللجنة.
قال السيد الأمين العام: «إن المجلس الوطني لحقوق الإنسان عمل خلال الأشهر القليلة الماضية قدر المستطاع على الاضطلاع بمهامه كمؤسسة وطنية وطبقا لما سطره من أولويات برنامجية». ويبرز ذلك «في إطار مساهمة متواضعة، تسعى نحو الإضافة النوعية والموضوعية لنشاط مكونات النسيج المؤسساتي» بالمغرب، «وعلى رأسه المؤسسات الدستورية المعنية بالحكامة الجيدة، وحقوق المواطنين والمواطنات وحرياتهم».
ودرى السيد الأمين العام أن «ما يقوم به المجلس، وما يقدمه من مقترحات»، تندرج وتنحصر «ضمن دائرة الأدوار الجديدة التي تضطلع بها المؤسسات التمثيلة والمتمثلة في تقديم الاستشارة والترافع من أجل هندسة مؤسساتية تستجيب لوعود الجيل الجديد من الدساتير ولمتطلبات التطبيع السياسي في المجتمعات المتطلعة إلى توطيد الديموقراطية واستدامتها».
ومما لا شك فيه، أن «العمل بخصوص إنتاج الآراء والمذكرات الاقتراحية، والتقارير الموضوعاتية التشخيصية لحالات الخلل، ومقترحات المعالجة المقترحة، ليس ترفا فكريا، أو محاولة للتموقع المتفرد، وتعويض الفاعلين الآخرين، بل هو نابع من وعي عميق بضرورة تضافر جهود مختلف المعنيين بالحركة الإصلاحية» في المغرب «في إطار من التكامل والانسجام، والتنسيق الذي يطبعه احترام تام لاستقلالية كل الفاعلين».
ولقد تمكن المجلس الوطني لحقوق الإنسان بفضل المجهود الجماعي، والمشترك، من «تطوير وثيرة عمله وفق الأولويات المبرمجة، حيث واصل نشاطه بكل جدية وحيادية طبقا لما هو مسطر». وغير خاف على أحد، يضيف السيد الأمين العام أنه «فتح الوعد الدستوري، أفقا جديدة أمام الدولة والمجتمع لتوطيد الديموقراطية، واستكمال بناء دولة الحق والقانون، وسيظل هذا الوعد دون مستوى التطلعات والطموح الجماعي، في حالة ما إذا اقْتُصر على صياغة مقتضياته في شكل قوانين ومقترحات من باب رفع الحرج أو الوفاء بالواجب».
لذلك، و«في إطار المساهمة في تفعيل الدستور»، حصل إعداد ثلاث مذكرات:
- «إعداد مذكرتين بشأن المجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي، وحول القانون التنظيمي بمثابة النظام الأساسي للقضاة» وذلك بالاسترشاد «بالتجارب والممارسات الفضلى عالميا، والمعايير الدولية لحقوق الإنسان».
- إعداد «مذكرة بخصوص مشروع القانون المتعلق بالحق في الحصول على المعلومات. واستُند في إعداده على عدد من العناصر المرجعية المعيارية والتصريحية الوطنية والدولية، ذات العلاقة بالقواعد الموجهة للتنظيم القانوني لحق الحصول على المعلومات».
وفي إطار مواكبته لمسلسل إصلاح العدالة، جرى «إعداد آراء ومقترحات بخصوص مشاريع النصوص المعروضة على التعليقات، أو قيد التداول ويتعلق الأمر بآراء استشارية، طبقا لمسطرة التصدي التلقائي، بخصوص الصحافة والنشر والعمال المنزليين وتبييض الأموال».
وفي السياق ذاته، سياق تفعيل الدستور ورفع المذكرات والمقترحات، أكد السيد الأمين العام على تطلع المجلس «إلى أن تشكل المقتضيات [المذكورة] أساس بناء المنظومة التشريعية والمؤسساتية» بالمغرب. لذلك حصلت «ضرورة التنسيق والانسجام والتعاضد والملاءمة بين النصوص القانونية المرتقبة مع المتن الدستوري، ومشمولات حقوق الإنسان». وهنالك ثبت مفيدا «أن تكون مناسبة إعداد تلك التشريعات واعتمادها، فرصة للرقي بالمنظومة القانونية الوطنية، وبمشاركة المواطنين والمواطنات، وعاملا محفزا لبناء مذهبٍ للدولة متكامل، ومندمج بخصوص القضايا الإستراتيجية والحيوية، ذات الصلة بالحداثة والحكامة الديموقراطية، وحقوق الإنسان».
وعلى شاكلة الفترة السابقة، وخصوصا التواصل مع الحكومة، «واصل المجلس مشاركته في الحوار الوطني حول إصلاح منظومة العدالة، وذلك عبر إبداء ملاحظات كتابية بشأن استقلالية السلطة القضائية، وحول الوضعية القانونية للنيابة العامة، وكذا إصدار بعض المنشورات المتعلقة بالموضوع. كما يشارك المجلس في فعاليات الحوار حول المجتمع المدني بصفته عضوا في اللجنة المعنية بتدبير الحوار».
وفضلا عن المجهودات التي بذلت من قبل المجلس تجاه مختلف الفاعلين على المستوى الوطني، يضيف السيد الأمين العام: «شكل ملف الصحراء أهم انشغالات المجلس طيلة هذه الفترة. حيث فرضت التطورات التي شهدها الملف في سياق التحضير لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2099 بخصوص التمديد لمهمة المينورسو، تعبئة خاصة في اتجاه التعريف بأدوار المجلس وآلياته الجهوية بالمنطقة، في ما يخص حماية حقوق الإنسان والنهوض بها والعمل على إقناع الأطراف الدولية الفاعلة في الملف بأهمية تعزيز وتقوية هذه الأدوار».
وبعد الوقوف بالتفصيل أمام دور المجلس الوطني لحقوق الإنسان الأفقي، عرج السيد الأمين العام لبيان الآداء العمودي فأشار في المحور المتعلق «برصد الانتهاكات وحماية حقوق المواطنات والمواطنين، فضلا عن مواصلة تلقي الشكايات ومعالجتها وضمان تيسير ولوج المواطنين والمواطنات إلى الخدمات الحقوقية عبر اللجان الجهوية لحقوق الإنسان». ذلك أن المجلس «أعد، بناء على منهجية تشاورية وتشاركية وزيارات ميدانية، تقريرين أحدهما حول مراكز حماية الطفولة، والثاني حول الطب الشرعي وحقوق الإنسان، يعد الأول من نوعه في تاريخ المغرب، وقد جرى تقديم وتعميم هذين التقريرين وتعميمهما ليطلع عليهما العموم».
وفي المحور المتعلق بالنهوض بثقافة حقوق الإنسان، «واصل المجلس حضوره الفاعل في العديد من المواعيد الثابتة من قبيل المعرض الدولي للكتاب والنشر، والمهرجان الدولي للشريط الوثائقي بأكادير، ودعم تنظيم المهرجان الأول للمسرح الحساني».
إن الوقوف عند الأداء العمودي للمجلس الوطني لحقوق الإنسان شكل مدخلا لتناول السيد الأمين العام آداء اللجان الجهوية لحقوق الإنسان، مشيرا إلى أنها «واصلت، بما هي آليات جديدة في مجال حقوق الإنسان، عملها بشكل يومي في متابعة قضايا حقوق الإنسان على المستوى الجهوي في مجالات الحماية والنهوض وإثراء الفكر، وبفعل دينامية عضوات وأعضاء اللجان»، فكانت النتيجة أن حصل «إنجاح العديد من المبادرات المتنوعة في مختلف مجالات التدخل، وقد حقق ذلك فلاحا ملفتا وإشعاعا نوعيا للمجلس الوطني، ولثقافة حقوق الإنسان بشكل عام». لقد حصل ذلك، يضيف السيد الأمين العام، «رغم الصعوبات الجمة التي تواجه اللجان منذ انطلاق عملها قبل سنتين». وإنه حقيق بنا «أن نفتخر كحقوقيين بإنجاز هذا التأسيس، وأن ننطلق بشكل جماعي نحو بناء أكثر صلابة وإشعاعا».
إن تحقيق المطلوب من الأهداف وترجمتها لن يجري «إلا باستحضار مختلف الإشكالات والمعيقات التي واجهت اللجان الجهوية في المرحلة السابقة وتحويلها إلى فرص قابلة للتحقيق والإنجاز ومن بينها:
- التواصل سواء على الصعيد الداخلي للجان، أو في علاقتها بالمركز أو مع محيطها الخارجي.
- تخطيط البرامج وتنفيذها في استحضار طبيعة المجلس كمؤسسة وطنية ذات طابع خاص تختلف عن الجمعيات، وعن المصالح الحكومية والمنتخبة.
- الانسجام مع التوجهات العامة للمجلس وأولوياته في المرحلة السابقة أو في المرحلة القادمة.
- الانسجام بين مكونات اللجان وضمان العمل الجماعي داخل مكونات اللجنة وطاقمها الإداري.
- تدبير العلاقة مع الشركاء الوطنيين والمحليين بما يضمن تنفيذ البرامج المشتركة بشكل ناجع وتفعيل الالتزامات.
- تدبير ملف الشكايات ذات الطبيعة المحلية أو الوطنية ووضوح مساطر تتبعها.
- توضيح مسطرة زيارات المراكز السجنية أو مؤسسات الرعاية الاجتماعية أو المصحات العقلية، وترتيبها مع مجموعات العمل مركزيا.
- ضمان الانسجام والالتقائية بين آداء المجلس على الصعيد المركزي وأداء اللجان على المستوى الجهوي».
وفي «إطار مواصلة عملية البرمجة وتخطيط عمل المجلس»، أفصح السيد الأمين العام أن المجلس يتطلع «إلى حدود نهاية هذه السنة [2013] الاستمرار في مرافقة مسلسل تفعيل مقتضيات الدستور، والعمل على تفعيل برنامج تنفيذ توصيات افتحاص المجلس التنظيمي بغية تمكينه من البنيات والموارد اللازمة لتحسين أدائه وتقويته». ومن جانب آخر، ينتظر أثناء «تدارس الخطوط العريضة لقانون المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وفي سياق تدعيم الممارسة الاتفاقية بالمغرب، ومن أجل خلق الانسجام وضمان التنسيق بشأن آليات الانتصاف الوطنية المنصوص عليها في الاتفاقيات الدولية أو البروتوكولات الملحقة بها، التسريع بفتح حوار ومشاورات مع مختلف المعنيين بغرض إرسائها في أقرب الآجال».
وختم السيد الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، بالتركيز على ما جدُر أخذه بعين الاعتبار، ويكمن في «أهمية متابعة الأوراش المفتوحة من قبيل برنامج التاريخ والذاكرة والأرشيف، والتقرير حول وضعية الأجانب بالمغرب ومركزية العمل بالأقاليم الصحراوية والأرضية المواطنة للنهوض بثقافة حقوق الإنسان والتفكير في المساهمة قصد بلورة سياسة عمومية ومندمجة للشباب، وكذا إطلاق مسلسل الزيارات لأماكن الحراسة النظرية ودور المسنين».
وأما السيدة فاطمة عراش رئيسة اللجنة فأشارت إلى أنه في الدورة العادية الثالثة التي صادفت يوم السبت الفاتح من شهر دجنبر 2012 بمدينة ورزازات، عُرضت تقارير المجموعات الموضوعاتية التي استغرقت المنجز، وغير المنجز، من الأنشطة. وخلالها استُخلصت مجموعة من التوصيات التي حصل تمحيصها فتبين ما يمكن فعله.
ولما كانت هناك صعوبات ترافق أداء اللجنة حصل الوقوف بشكل كبير عند الأداء، أملا في تحسينه والرفع من وتيرته وإيقاعه.
وأفصحت أن القلق الذي ما فتىء يستحوذ على اللجنة في هذه الجهة ظل يستحوذ على لجان أخرى، وربما استحوذ على المستوى المركزي، بالرغم من كثرة أشغاله وارتفاع وثيرة أدائه. ومكمن القلق، الذي يستشف من المداخلات والتصريحات، ما يلي:
- كون التجربة الحقوقية الجديدة التي تبناها المغرب والمتمثلة في إحداث آليات جهوية « ثاني تجربة في العالم».
- غياب رؤية واضحة لتسطير المهام بشكل يسهل مأمورية الاشتغال
- شساعة الجهة بما هي معيقة اللقاءات والاجتماعات الخاصة بالمجموعات الموضوعاتية، إذ يتعثر عقدها أحيانا قد لا تنعقد في أحايين أخرى، مما يؤثر سلبا على الآداء.
لذلك درت السيدة الرئيسة أن الدينامية التي أتى بها المجلس حاليا والمتعلقة بمقترح الهيكلة، والجارية الاشتغال عليه، يمكن أن تأتي بالفرج في أداء اللجنة، خاصة وأن عملها سينتظم في مجموعتين: إحداهما تنقطع للحماية والثانية للنهوض، أي: إن مجال النهوض يغشى الإثراء. ومن جانب آخر، فالاشتغال بالمشاريعProjet في مجال النهوض قد يسهل العمل، لا لشيء سوى أنه يقوم على تحديد المسؤوليات، والتكليفات كل حسب تجربته وتخصصه ومشاربه الفكرية.
وفي نطاق الحماية، بما هي العمود الفقري لعمل المجلس ولجانه، ما دامت تضع الكل في المحك، وترسم طريق وضعية حقوق الإنسان بالمنطقة، وتبين مدى إعمالها داخل المؤسسات المرتبطة بتنفيذ القوانين. فإن هذا النطاق يستوجب التركيز عليه لتطوير الآداء. ذلك أن الشكايات الواردة على اللجنة، والتي وصل عددها 149 (68 شكاية سنة 2012، و81 شكاية إلى غاية 30 يونيو 2013)، لما تُعرض للدراسة والتمحيص تُظهر ضرورة اعتماد منهج استقرائي، أي: الانطلاق من الشكايات الفردية لتصنيفها بعد معالجتها، وتحليلها بغية استخلاص الظاهرة، ليبدأ عمل المجموعة الموضوعاتية المكلفة بالنهوض بثقافة حقوق الإنسان بالتفكير في تقليص الوقع السلبي لتلك الظاهرة، بتحديد أهداف إجرائية مذيلة بثلة من الأنشطة الواجب تنظيمها لترجمة الأهداف المستقاة من تلك الظاهرة. واستشهدت بما استُخلص من الظواهر من بعض الشكايات كالتالي:
- الشكايات الواردة في الأراضي السلالية أو التي استُخلص منها وجوب العمل على المساواة بين الرجال والنساء في الاستفادة من الأرض الجماعية. ويمكن تمديد الاستفادة من الأرض الجماعية إلى معالجة إشكال الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية.
- استخلاص العمل على إعمال الحق في الولوج إلى العدالة في إطار محاكمة عادلة، وكذا متابعة ركب إصلاح العدالة، وذلك بالوقوف على الخروقات بكل دقة، وتضمين توصيات يمكن رفعها إلى الجهات المعنية في إطار مسلسل إصلاح العدالة.
- ملامسة مشكل مؤسسات الرعاية الاجتماعية ورصد مشاكلها والوقوف عند كل التأثيرات السلبية بالرغم من الدور الإنساني الذي تلعبه هذه المؤسسة.
- تطوير الآداء وذلك بالعمل باستغلال الإشكاليات التي تطفو على السطح من خلال الشكايات التي حصل دراستها، اعتمادا على المنهج الاستقرائي المذكور.
- الاشتغال بمواضيع محددة أهدافها، واضحة بسيطة.
وباختصار، يفيد استخلاص الظواهر دعم محور النهوض بثقافة حقوق الإنسان، والتركيز على جانب التحسيس طمعا في تجاوز كل توتر قوامه ضعف الوعي بحقوق الإنسان. وإلى جانب استخلاص الظواهر بتحليل الشكايات الواردة، نسجل أن هناك مطالب الجمعيات التي تروم في متنها دعمها في التكوين والتأطير.
ذلك ما رسمه الافتتاح لأعمال الدورة الخامسة للجنة الجهوية لحقوق الإنسان المنعقدة بمدينة الرشيدية يوم السبت 07 من شهر شتنبر 2013.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.